العودة..؟؟

 

معد عيسى

قد يوحي العنوان إلى عودة المهجرين إلى منازلهم، أو عودة المنشآت السياحية والاقتصادية إلى العمل ولكن الأمر لايتعلق بأي عودة من هذا النوع وإنما يتعلق بعودة عدد كبير من العاملين في الدولة أوقفوا عن العمل لأسباب كثيرة ومتعددة وقد صدرت أحكام قضائية بعودتهم للعمل.

الأمر يمكن النظر اليه من عدة وجوه، فعندما يصدر حكم قضائي ببراءة اي شخص فيفترض ان يعود هذا الشخص الى عمله وغير ذلك يكون اما تشكيك بالقضاء او رفض تطبيق الاحكام القضائية وفي كلا الحالتين خلل، فاذا كان هناك تشكيك بالقضاء فالوضع كارثي لأن القضاء في النهاية مرجعية احقاق الحق، وان لم يكن هناك تشكيك ففي ذلك مخالفة يمكن تصنيفها في اطار الفساد الاداري الذي تم مؤخراً اطلاق مشروع لإصلاحه.‏

اليوم هناك آلاف الأشخاص من العاملين في الدولة الذين صدرت احكام قضائية بتبرئتهم على مدى عدة سنوات ينتظرون العودة الى مؤسساتهم التي باتت تعاني من نقص في الكوادر والخبرات، ايضاً هناك مئات الاشخاص الذين منعتهم ظروف الازمة من الوصول الى عملهم وتم فصلهم من العمل لتغيبهم اكثر من 15 يوماً وفق الانظمة والقوانين ولكن السؤال هل يمكن تجاهل الظروف في معالجة قضايا الناس ؟.‏

هناك من يقول إن الدولة السورية عالجت اوضاع المسلحين ومن وقف ضد الدولة من منطلق ان الدولة اب للجميع فكيف يتم تجاهل حقوق اشخاص صدرت احكام قضائية بتبرئتهم؟ اليس هناك من يسأل عن وضع هؤلاء؟ اليس هناك من يحاسب الذين تعاملوا بشكل كيدي مع البعض واتضح ان ابعاد البعض كان سياسة استبعاد لأي منافس يمكن ان يطرح كبديل لهم؟ اليس هناك كثير من الخبرات اصبحت خارج جهاتنا العامة بتقارير اثبتت الجهات التحقيقية المختصة عدم صحتها ولكن ضغط العمل على الجهات التحقيقية استلزم اكثر من 15 يوماً فأصبحت هذه الخبرات بقوة القانون في الشارع؟.‏

وهناك سؤال اكثر صراحة يثير الاستغراب .. وهو كيف يتم اعادة شخص او شخصين لمؤسساتهم ويتم ابعاد البقية مع ان القضاء وضعهم في نفس التوصيف والحكم القضائي؟.‏

لاتقل معاناة بعض الجهات العامة من نقص الخبرات والكوادر عن معاناة الخبرات المستبعدة … والسؤال ما الذي يمنع من فتح ملف المبعدين عن العمل بأي صيغة كانت وعلى تعاقب الحكومات انصافاً للحقوق وحلاً لمشكلة الكوادر والخبرات لبعض الجهات العامة؟ الحكمة والانصاف والقانون والمصلحة العامة والواجب الاجتماعي تقتضي تسوية ملف المبعدين من العمل وفي مشروع الاصلاح الاداري عناوين مهمة يمكن ان تعالج وضع المبعدين تحتها.‏

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]