20 مهندساً وعامل كهرباء يبعثون الحياة في شرايين محطة توليد بانياس بمعدل 150 ميغا

 

(ما إن سمعت هدير المحركات في المحطة حتى أدمعت عيني)… بهذه الجملة بدأ المهندس رافع العليان انطباعه عن محطة توليد بانياس الحرارية التي عادت الحياة إليها بجهود  8 مهندسين و12 عامل, تمكنوا بعد 35 يوم بمعدل 18 ساعة عمل متواصلة من ضخ 150 ميغا في شرايين مجموعة التوليد الغازية وضبط نظام المنظومة الكهربائية في بانياس وطرطوس, ليوقفوا بخبراتهم المحلية وأدواتهم البسيطة (مطرقة الحديد ذات الـ 10 كيلو ) ابتزاز الشركة الإيطالية المصنعة والشركات الأجنبية الأخرى التي طلبت مبالغ هائلة مقابل تصليح العطل مستغلين العقوبات الاقتصادية وظروف الحرب القاسية التي تعصف بكافة القطاعات, ليحقق فريق الكهرباء الصغير وفر يزيد عن 5مليار ليرة على خزينة الدولة, و125 مليون دولار  في حال إنشاء عنفة جديدة.

كنا نعتقد ونحن في طريقنا لبانياس أن مهمتنا كإعلام تتمحور بتسليط الضوء على إصلاح  العنفة الغازية الثانية وفريق العمل الكبير – كما توهمنا –  وقد نكون تململنا من الذهاب والإياب بنفس اليوم والتعب الذي قد يلحق بنا نتيجة رطوبة الساحل وحرارة دمشق, لكن ما إن تجاوز الكادر الإعلامي باب الحديد الذي يفصل وقع الأقدام عن الأرض التي تحمل مجموعة التوليد العملاقة والوقوف عن قرب على ما تم إنجازه حتى اعتلتنا النشوة والفخر, وما زادنا استغراباً أن حجم العمل الذي يحتاج لشهور وفريق عمل متطور وكامل, أنجزه 20 عامل مابين مهندسين وفنيين كانوا قد استقبلونا بمراويلهم الزرقاء وخوذهم الصفراء, والرضا يعتري وجوههم, مبينين وبكل شفافية أن ما أنجزوه واجب عليهم وحق من حقوق البلد, وهذا إن دل على شيء فهو يؤكد امتلاك البلد لقدرات وعقول لا تقل أهمية عن أي خبرة أجنبية, ربما تنقصها الرعاية والاحتضان وأحياناً الدعم لكن الحقيقة الوحيدة المتواجدة في ظل قصور نظر المعنيين  هي القدرة على خرق المستحيل.

وبالحديث عن كثب مع أحد المهندسين أكد أن عمليات  الصيانة تمت بالاعتماد على الأيدي العاملة الوطنية و الخبرات المحلية فقط,  و استخدمت القطع التبديلية الموجودة في مستودعات الوزارة دون الحاجة للاستيراد, مشدداً على أن ما ينقص العمال في أي منظومة إلى جانب الدعم هو الإيمان بمقدراتهم, من جانبه بيَن المدير العام لشركة توليد كهرباء بانياس المهندس محمود رمضان أن نجاح العمل جاء بعد تضافر جهود الجميع دون تفريق بين مدير أو مهندس وعامل, أما رئيس شعبة الصيانة في العنفات الغازية المهندس رافع العليان أوضح أن عمليات الصيانة جرت باستخدام كل أجهزة القياس الموجودة بالمحطة لتحديد العطل بدقة والتواصل مع الشركة الصانعة لفتح أغطية الضاغط والعنفة من قبل العمال بعد ذلك تم التأكد من جاهزيتها واختبارها وإعادة الحمولة بشكل كامل.

وبعد شرح عدد من المهندسين في شعب الصيانة وتركيب العنفات الغازية والصيانة الميكانيكية آلية إصلاح العنفة ومتطلبات استمرار عملها ودعم الوزارة ومتابعتها خطوات الإصلاح, وقف وزير الكهرباء المهندس زهير خربوطلي الذي أصرّ على مشاركة العمال فرحتهم والتواجد بينهم عند إقلاع المحطة, عاجزاً عن التعبير أمام جباهم المتعرقة مبدياً فخره بما أنجزوه, مؤكداً أن كل متطلبات العمال في مجموعة التوليد مستجابة مهما كانت, مثنياً على دورهم وواصفاً إياهم بالجندي الرديف لنظيره على جبهات القتال والدليل النصر الذي حققه 20 عامل على بعض الدول التي فرضت عقوبات اقتصادية ,ليؤكد بقوله ذاك  أن عبارات ” الكهرباء” المتكررة بأنها الثانية بعد الجيش في كل منطقة , لم تكن عبثية أو من باب التبجح الإعلامي, بل هي واقع مرأي على كل بقعة محررة والدليل تقديما 500 شهيد وعشرات المفقودين .

دمشق – نجوى عيدة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]