مؤسسة الإعلان تبدأ “مصافحة” جديدة مع اعمالها بيد دافئة.. حمزة: الارتقاء بالخطاب الإعلاني بالممارسة الفعلية

 

 

لم تفارق “شارتها” الشاشة الصغيرة، ولم تغب من الساحات والطرق، وبقيت رغم كل الظروف والتحديات، وخاصة في سنوات الحرب، حلقة الوصل بين المعلن والمتلقي ووسائل الإعلام المختلفة، ولا يمكن تحت أي تسمية تجاهل وجودها كحاضنة للعمل الإعلاني في بلدنا، ولم يعد نجاحها في إدارة قطاع صناعة الإعلان نحو المزيد من التفاعلية الايجابية داخل المجتمع في موقع الشك أو المناقشة بعد أن بات حقيقة وواقعاً مدعماً بإيقاع عمل متطور وبخطط تحتضن مصالح جميع الأطراف.

زيارتنا للمؤسسة العربية للإعلان، ولقاء مديرها العام وسيم حمزة، أتاحت لنا فرصة التعرف على عمل المؤسسة التي تنشغل كوادرها بالإعداد والتحضير لإقامة الملتقى الإعلاني الثالث، ورغم انشغال مدير المؤسسة الذي كان مكتبه عبارة عن ورشة عمل دائمة واجتماعات متتالية لمناقشة تحضيرات الملتقى، إلّا أننا استطعنا اختطاف حوالي النصف ساعة من وقته لمناقشة واقع عمل المؤسسة، وخططها المستقبلية، ورؤية الإدارة لتطوير عملها.

ترسيخ الدور

تزامن وجودنا في مكتب المدير العام مع عقد اجتماع حول كيفية تنظيم جلسات الملتقى، أعطى سؤالنا عن أهداف الملتقى أولوية في حديثنا، حيث اعتبره حمزة انعطافه كبيرة في عمل المؤسسة لتعزيز دورها التسويقي في الوسائل الإعلامية الرسمية، ويقدّم الدعم باتجاهين مختلفين،  الاتجاه الأول نحو الدعم الإعلاني للجهات والشركات والمنشآت الصناعية والتجارية من خلال الحوافز والمزايا الإعلانية التي سيتم تقديمها خلال الملتقى، بالإضافة إلى المزايا العديدة الأخرى في حال توجههم إلى المؤسسة أو لوكلائها المعتمدين لديها، أما الاتجاه الثاني، فهو يخدم  الوسائل الإعلامية الوطنية من خلال الدعم المالي والفني عبر العقود الإعلانية والرعايات التي سيتم تأمينها خلال الملتقى الذي يأتي في إطار ترسيخ دور المؤسسة في تطوير صناعة الإعلان، وأنماط التسويق المتبعة، ورفع مستوى الوعي الإعلاني لدى الجهات الصناعية والتجارية والخدمية.

وتابع حمزة حديثه ليخبرنا عن الفرصة الكبيرة التي يتيحها الملتقى الذي سيقام بالتعاون مع غرفة تجارة ريف دمشق في 24 الشهر الحالي لتبادل الخبرات الفنية من خلال المحاضرات المميزة التي سيتم تقديمها بما يرجح إمكانية الاستفادة من خبرات العاملين في الحقل الإعلاني بشكل كبير.

وأضاف: لقد أنهت اللجنة التنظيمية للملتقى الإعلاني المشكلة بالمؤسسة العربية للإعلان اجتماعاتها مع شركاء المؤسسة، والشركات الإعلانية، والإذاعات الخاصة، ومع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والتي تركزت على إطلاع هذه الجهات على فكرة الملتقى، والغاية من عملية إطلاقه، وأهميته من النواحي التسويقية والتعريفية بالوسائل المرتبطة بالمؤسسة، كون الشريحة التي يستهدفها هي شريحة فاعلة ومؤثرة في المجتمع، خاصة أن  الحضور سيكون من جهات عامة ناشطة في المجال الإعلاني وتجار وصناعيين ومهتمين في المجال التسويقي وإعلاميين وأساتذة من الجامعات.

أهمية كبيرة

أهمية صناعة الإعلان كانت أيضاً من بين المحاور التي بحثناها مع حمزة الذي أكد على أهمية هذه الصناعة في العملية الإنتاجية، إذ لا يمكن للشركات المنتجة أن  تكون قادرة على تسويق أي نوع من المنتجات إلّا بوجود خطة إعلانية تسويقية، هدفها التأثير على المستهلك، وبالتالي الوصول إلى النتائج المرجوة.

وتبع: مهما تعددت الأهداف، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، فالإعلان بالوسائل المختلفة (المرئية – المقروءة – المسموعة) يلعب دوراً حيوياً في إيصال رسالته إلى المتلقي، والإعلان يمثل قوة اقتصادية هائلة تلعب دوراً هاماً في اقتصاديات الدول والمجتمعات توظيفاً واستثماراً وقدرة على التأثير في مختلف جوانب التطور الاقتصادي والاجتماعي،  إضافة إلى التعريف بأنماط جديدة من الإنتاج السلعي الذي يساعد على تمكين المستهلك من تلبية احتياجاته على نحو أفضل.

منافسة حادة

سؤالنا عن مدى قدرة المؤسسة على إثبات حضورها، والاحتفاظ بمكانتها كمشرف على السوق الإعلانية، دفع بمدير عام المؤسسة بكتيب يرصد عمل المؤسسة والتعرفة الإعلانية في جميع الوسائل الإعلامية، ومع تقليب بضع صفحات كان حمزة يجيب بثقة عن واقع عمل المؤسسة، وتحديات العمل الإعلاني..  التطورات الاقتصادية العالمية وعصر العولمة، وتحرير التبادل التجاري، وزيادة حدة المنافسة، تفرض علينا جملة من الخطوات لمواجهة هذا التحدي من خلال تحسين أدائنا الاقتصادي عامة والصناعي خاصة، وكما يفرض العمل على إنتاج سلع قادرة على المنافسة  جودة وسعراً، كل ذلك يجعلنا نتبع سياسة إعلانية مناسبة لذلك.

 

اليوم منوط بالمؤسسة العربية للإعلان أن تعمل جاهدة على استمرار دورها في الإشراف على السياسة الإعلانية في سورية، والعمل على الارتقاء في الخطاب الإعلاني بالممارسة الفعلية، وذلك من خلال سياسة دعم الصناعات الوطنية العامة والخاصة، وتقديم عروض إعلانية من أجل دفع عجلة الاقتصاد بما يتوافق وخطط الدولة في إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية الشاملة.

إعلانات إرشادية

وتشعبت إجابة حمزة ليؤكد على أن المؤسسة العربية للإعلان كانت ومازالت تقدم خدماتها الإعلانية الإرشادية في مجالات التوعية الصحية، والمرورية، والسياحية، ما يسلّط الضوء على دورها في نشر ثقافة إعادة الإعمار، والتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، كما أن للمؤسسة العربية للإعلان عدداً كبيراً من وكلائها الإعلانيين، وهم ينتشرون على مساحة الوطن في كافة المحافظات، كما كانت المؤسسة، وبعد صدور القوانين المشجعة على الاستثمار في سورية، من أوائل المؤسسات السباقة إلى إيجاد صيغة تشاركية مع القطاع الخاص، وذلك إيماناً منها بتكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص من أجل تطوير الصناعة الإعلانية، بحيث تواكب التطورات العالمية في هذا المجال، وأول هذه الشراكات كانت بدايتها من خلال العقود في عام 1995 التي وقعت مع أصحاب الشركات الإعلانية الطرفية، ثم تبعت ذلك صيغ تشاركية في مجال الإعلان المكتوب، حيث تم التشارك مع عدد الصحف الإعلانية، وكانت بدايتها في عام 1998، ثم تلتها صيغ تشاركية في مجال الإعلان المسموع، حيث تم توقيع عدد من العقود مع الإذاعات السورية التجارية الخاصة، كانت بدايتها في عام 2004.

 

رعاية الأنشطة

 

وكشف حمزة في حديثه عن أوجه عمل مختلفة للمؤسسة، ودور قد لا يعرفه الناس، حيث بيّن أن المؤسسة العربية للإعلان كان لها دور مهم في رعاية الكثير من الأنشطة والفعاليات الرياضية، والثقافية، والفنية، وذلك في رعاية المؤسسة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في سورية عام 1987، وتلتها رعاية عدد من المسلسلات، والمسرحيات، والأعمال الفنية، والدرامية، والمؤتمرات الدولية، والمناسبات الوطنية، ومهرجان المحبة والسلام في 2006-2007، وكان آخرها دعم رعاية الأعمال الفنية الدرامية التي قدمت الكثير من المعلومات عن الإرهاب والإرهابيين، والدول الداعمة له في الأزمة السورية.

 

دعم الفعاليات

 

وعن ماهية العلاقة ما بين المؤسسة وزبائنها، أكد حمزة حرص المؤسسة العربية للإعلان على دعم كل الفعاليات الاقتصادية الوطنية من أجل دفع عملية الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال تشجيعهم على رعاية البرامج التلفزيونية التي يقوم بها التلفزيون العربي السوري على محطاته كافة من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة لكل الأطراف: (الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والمؤسسة العربية للإعلان، والجهة الراعية)، وقال: بذلك  تضع المؤسسة العربية للإعلان زبائنها من مؤسسات وشركات القطاع العام، والفعاليات الخاصة من تجار، وصناعيين، ورجال أعمال بأجواء خدماتها الإعلانية من خلال إيصالهم إلى مستوى النجاح، والانتشار، والشهرة الإعلامية، وذلك بتأدية دورها الريادي، مؤمنة لهم أكبر مساحة ممكنة من خلال باقة من الوسائل الإعلانية، بحيث يمكن تنفيذ أية حملة إعلانية، أو رعاية عبر وسائل أو قنوات تلفزيونية مرئية: (سورية دراما– الإخبارية السورية- الفضائية السورية- نور الشام)، وعبر القنوات الإذاعية المسموعة على مساحة الوطن: (إذاعة صوت الشباب –إذاعة دمشق، والكرمة، وسنابل، وزنوبيا، وسوريانا)، ومن خلال المواقع الالكترونية لكل من: (وزارة الإعلام- صحيفة البعث- صحيفة تشرين- صحيفة الثورة- موقع سانا الإخباري- موقع المؤسسة العربية للإعلان)، إضافة إلى النشرة الرسمية التي تصدر عن المؤسسة، وبذلك يتيح وصول أي من الجهات المعلنة إلى المؤسسة العربية للإعلان فرصة الاستفادة من تسع عشرة وسيلة إعلانية في آن واحد، وهذا ما تتمتع به المؤسسة.

فرصة كبيرة

تحديات صناعة الإعلان في بلدنا، وخاصة في هذه الظروف، تؤكد أهمية الملتقى الإعلاني الذي سيكون فرصة كبيرة لتبادل الأفكار، ووجهات النظر المختلفة، ولا شك في أنه سيكون خطوة متقدمة على صعيد التطوير،  وتقييم أداء العمل الإعلاني والإعلامي، وفرصة لتقديم المبادرات العملية للارتقاء بالمستوى التسويقي للوسائل الإعلانية كافة بشكل احترافي يراعي الأصول المهنية، وينعكس بفوائده على مختلف الأطراف المتشاركة بالنشاط الإعلاني، سواء على صعيد الوسيلة الإعلانية من خلال الارتقاء بالمستوى الإعلامي لديها، أو على صعيد الجهات المعلنة، وذلك من خلال الدعم الكبير الذي يؤثره الإعلان في عملية الانتشار، والتسويق للمنتجات.

لن تسرّع في الحكم على نجاح الملتقى، أو إخفاقه في تحقيق أهدافه، ولكن، وعلى قاعدة “لكل مجتهد نصيب”، ومن خلال التحضيرات التي تتم، والاهتمام الكبير من قبل إدارة المؤسسة، وحرصها على أن يكون علامة فارقة في مستقبل قطاع الإعلان، نتوقع أن يعود الملتقى بفوائد كبيرة على المؤسسة، والوكلاء الإعلانيين من خلال تفعيل أدواتهم، ورفع كفاءة كوادرهم،  كونه سيتيح لهم الفرصة ليتمكنوا من تقديم المبادرات الإبداعية التي تخلق الفرص التسويقية والإعلانية.

البعث – بشير فرزان

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]