جرح وطن..بقلم: معد عيسى

 

تعاني المشافي من نقص كبير في الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وممرضات، والمعاناة الاساسية لإدارات المشافى تتعلق بنقص الكوادر البشرية في وقت باتت فيه الكوادر الطبية السورية تدير مشافي بكاملها في كثير من الدول ولا سيما في أربيل والعتبات المقدسة في العراق وألمانيا وغيرها من البلدان

هجرة الكوادر نشطت هذه الايام أكثر من أي وقت مضى والسبب يعود الى ان الذين هاجروا منذ بداية الأزمة لعبوا دور الوسيط في سحب الخبرات المحلية الى تلك الدول التي يقيمون فيها كما قامت هذه الدول بتقديم التسهيلات والاغراءات.‏

تأمين البدائل وتعويضها لا شك أنه أمر صعب ولكنه غير مستحيل ولا بد من الإعلان عن مسابقات لتعيين الخريجين الباقين في البلد ووضع خطط زمنية لقبول دفعات جديدة في مدارس التمريض وإعلان الالتزام بتعيين نسبة معينة من خريجي كليات الطب وفق حوافز تشجيعية تساهم في توطين الكوادر.‏

استمرار التعاطي مع الخريجين بهذه الطريقة سيُفرغ البلد من كوادره ولا تجلس مع مجموعة من الشباب وإلا وتسمع حديثا عن السفر والعمل على تأمين متطلبات وشروط السفر وهذا الأمر تحول الى ثقافة لدى شريحة كبيرة من الشباب، والمخيف في الامر ان الكثير من الآباء يبحثون عن فرصة سفر لأبنائهم تأمينا لمستقبلهم.‏

الدولة السورية أحق بخبراتها ويجب الانتباه لهذا الأمر واستقطاب الشباب ووقف استنزاف هذه الخبرات والكوادر والعمل على تأمين احتياجات المشافي والمؤسسات الصحية وتقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين وإعادة الوضع الى سورية الى ما كان عليه ولا سيما ان سورية بخبراتها الطبية كانت قبل الأزمة بدأت بتنشيط السياحة العلاجية ولا سيما التجميلية وطب الأسنان.‏

التضييق على الكوادر أسلوب غير مباشر لتهجير هذه الخبرات، وعدم الاعتراف بالأزمة في التعاطي مع ظروف الناس خطوة متقدمة على طريق تهجير الخبرات والكوادر، وغياب المؤسساتية في التقييم والتكليف بالادارات خطوة حاسمة في تهجير الخبرات وانكفائها.‏

اليوم نحن على مفترق هام في معالجة حالة الاستنزاف الخطيرة للكوادر البشرية المؤهلة والمدربة ولا بد من حسم هذا الأمر بتغيير سلوكيات التعاطي مع الخبرات وتشريع قوانين تحمي هذه الخبرات وتستقطبها، البلد فقد الكثير من الخبرات ولكنه مازال يملك الكثير إلا أن الوقت قصير للحفاظ على ماتبقى منها.‏

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]