تخصيص 6.5 مليارات ليرة لتنشيط العملية الإنتاجية في “المباقر”وتأمين مستلزماتها

حماة- الخبير السوري:

فقدت المؤسسة العامة للمباقر ومقرها الرئيس في حماة من جراء الحرب  الإرهابية الكثير من مقومات النجاح الذي تراكم بالخبرة والاعتماد على الذات والاستمرار، ومن أهمها خروج بعض محطات تربية الأبقار ومزارع الأعلاف من الخدمة في عدد من المحافظات، ما أدى إلى خسارة كبيرة لحقت بالمؤسسة بعد تسجيل أرباح مميزة على مدار السنوات السابقة للحرب وتم تخريب وتدمير بعض المحطات وسرقة محتوياتها من الآلات والمعدات والأبقار.

تصحيح المسار

وأوضح  معاون المدير عام المؤسسة المهندس ماهر خلوف أن اهتمام الحكومة من أعلى المستويات إعادة هذه المؤسسة إلى واجهة الإنتاج الرابح بعد الزيارة التي قام بها السيد رئيس مجلس الوزراء عماد خميس إلى محطة تربية أبقار فديو التابعة للمؤسسة في محافظة اللاذقية التي أعطت دفعاً كبيراً باتجاه تطوير العمل وتحفيز المؤسسة على بذل قصارى الجهود لإعادة تصحيح مسار عمل المؤسسة والعودة إلى الربح بعد تأمين المستلزمات التي قدمتها الحكومة للمؤسسة التي تمثلت بتخصيص مبلغ 6.5 مليارات ليرة لتنشيط العمل بأهداف جديدة داعمة للاقتصاد الوطني وتصويب وجهة العمل من إنتاج الحليب البقري الخام واللحم البقري فقط إلى مؤسسة متنوعة الإنتاج لتزويد السوق المحلية بالأبقار البكاكير المحسنة حسب رغبة المربين وبدعم حكومي وعبر عمليات تكاثر علمية بإشراف تخصصي وتصنيع الحليب وإضافة أهداف أخرى مستقبلية حسب الحاجة ومتطلبات العمل والسوق وبما يحقق ربحية جيدة وقيمة مضافة أعلى.

تصنيع الحليب

ففي محطة فديو لتربية الأبقار هناك أربعة مشاريع حظيت بدعم حكومي الأول بقيمة مليار ليرة لإنشاء وحدة تصنيع الألبان ومشتقاتها بطاقة 5 أطنان يومياً والثاني لإحداث وحدة تصنيع أعلاف بطاقة تصل إلى 5 أطنان يومياً تلبي حاجة المحطة مبدئياً والمشروع الثالث توسيع كامل للمحطة يسهم في زيادة الاستيعاب وإنتاج عدد كبير من الأبقار عبر التربية المدروسة والمشروع الرابع وله الكثير من الأهمية وهو تشييد هاضم حيوي يؤمن الطاقة المتجددة التي تغني عن جزء كبير من الاحتياج للطاقة الكهربائية وخاصة في المواقع الثابتة والذي سيتم تعميمه على جميع المحطات التابعة للمؤسسة في جميع المحافظات بعد التأكد من الجدوى الاقتصادية والعملية من استثماره وفق الأسس والمعايير المأمولة.

تأهيل محطة جب رملة

واضاف خلوف من ضمن المبلغ المذكور سابقاً تم تخصيص مليار ليرة لإعادة تأهيل وإطلاق العمل بشكل أفضل في محطتي جب رملة في ريف محافظة حماة الغربي ومحطة الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

كما خصصت الحكومة مبلغ 4.5 مليارات ليرة لاستيراد حاجة المؤسسة من رؤوس الأبقار البكاكير المحسنة من مصادر موثوقة والمتوقع أن يزيد عددها على 3 آلاف رأس تم الإعلان عن استيراد 1600 منها والإعلان في مراحله النهائية للتنفيذ كما سيتم البدء بتنفيذ المشروعات المذكورة آنفاً بعد إعداد الدراسات الفنية اللازمة لها من قبل كوادر المؤسسة.

وذكر خلوف أن المؤسسة تعكف على إنجاح خطة إنتاج الشعير المستنبت بالتعاون مع مديرية التأهيل والتدريب في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في محطة تربية الأبقار في محافظة حمص لتأمين العلف الأخضر خلال فترات الانقطاع التي تكون على الأغلب شتاء.

تحديث مستلزمات الإنتاج

وأشار خلوف إلى أن المؤسسة تنسق مع وزارة الزراعة لإعداد الخطط المناسبة لكل ما يتعلق بتطوير وتحديث عمل المؤسسة بعد الضغوط التي فرضتها الحرب الظالمة خلال السنوات الماضية دعماً للاقتصاد والمجتمع المحلي وبما يضمن توفير فرص عمل تستقطب الكفاءات العلمية والمهنية والإدارية والإنتاجية، مشيراً إلى أن الخطط الوزارية الخاصة بالمؤسسة تسعى لتحديث جميع مستلزمات الإنتاج الآلية والبشرية من خلال دعم المؤسسة بقروض ميسرة من صندوق الدين العام لتأمين المحشات وكوابس بالات العلف الأخضر وبقية الآلات سواء الأساسية أو المساعدة التي تخدم العمل.

نقص الكادر

وكشف خلوف عن إجراءات حالية تهدف لحصر النقص في الكوادر البشرية من مختلف التخصصات ولاسيما البيطرية والفنية للإعلان عن مسابقة تغطي النقص أو إجراء عقود سنوية بعد الحصول على الموافقات المطلوبة وخصوصاً للأطباء البيطريين.

وتأمل المؤسسة بعد تطهير المناطق  غير المستقرة من الإرهاب والخاضعة للمصالحات الوطنية إعادة إطلاق العمل وتأهيل محطات الأبقار التي خرجت من الخدمة في مواقع الزربة ومسكنة في ريف محافظة حلب ودير الزور والحسكة ودرعا وجورين بريف حماة ومشروع كتيان الزراعي بمحافظة إدلب لاستثمار أراضيها في زراعة المحاصيل وزرائبها في تربية ورعاية الأبقار.

زراعات علفية

مدير الإنتاج النباتي في المؤسسة عبد الباسط إبراهيم أكد أن المؤسسة ورغم الظروف القاسية التي فرضتها الحرب الإرهابية العدوانية على سورية استطاعت أن تحافظ على نسبة معقولة من خططها الإنتاجية بما يخص الجانب النباتي الذي يعد من أهم أسس العمل وتغذية قطعان الأبقار وتأمين المحاصيل والأعشاب والحبوب.

وبين إبراهيم أن المساحة المخططة للمحاصيل الشتوية مقررة بنحو 11827 دونماً منها 8465 دونماً للزراعة البعلية و3362 دونماً للزراعة المروية، ووصلت المساحات المنفذة إلى 8477 دونماً والباقية المقدرة بنحو 3350 دونماً سيتم استكمال زراعتها لاحقاً حيث تقع  هذه المساحات في منطقة سهل الغاب الكثيرة الأمطار وهي مهيأة للزراعة عند جفاف التربة مباشرة، مشيراً إلى أن أغلب المحاصيل التي تمت زراعتها تكونت من القمح بأنواعه العلفي والقاسي والشعير والشوفان والبيقية والشوندر السكري مترافقة مع الأسمدة اللازمة لإنتاج محصول وفير، إضافة إلى التعاقد مع مؤسسة إكثار البذار لزراعة 600 دونم بمحصول القمح القاسي في محطة أبقار جب رملة بريف حماة الغربي.

قلة البذار

وقال ابراهيم إن أهم الصعوبات التي تعانيها المؤسسة تتمثل بندرة توافر البذار اللازم للزراعات العلفية كالفصة والبرسيم والشيلم التي تعد من المحاصيل الرئيسة لتغذية الأبقار وتسهم في زيادة إدرار الحليب وتسمين العجول يضاف لها نقص المبيدات والأدوية التي تحمي المحاصيل من الآفات الحشرية والأعشاب الضارة وقدم الآليات وخاصة المحشات ومكابس الأعلاف الخضراء ما يؤدي إلى الحد من التوسع في الزراعة ورأى أنه لابد من دعم المؤسسة بالكادر الفني المؤهل وتضطر حالياً للاعتماد على تكليف عمال من غير المختصين لأداء العمل. وفي لفتة مهمة كشف ابراهيم عن وفر حققته المؤسسة باعتماد معادلة سمادة تم إجراؤها في مراكز بحوث اللاذقية لتحليل التربة والعناصر الرئيسة فيها (k.p.n) وصلت قيمته إلى حوالي 13.338 مليون ليرة.

الحليب واللحوم

أما مدير الانتاج الحيواني كامل محمود فقد ذكر أن العدد الاجمالي لقطعان الأبقار في المؤسسة يقارب ألف رأس منها أكثر من 300 رأس في محطة أبقار جب رملة بحماة ومثلها في مبقرة فديو باللاذقية وحوالي 230 رأساً في محطة حمص وما يزيد على 150 في محطة طرطوس مضيفاً أن انتاج الحليب وصل إلى نسبة 51 % فقط في محطة جب رملة في حين قاربت النسبة 92% في محطتي فديو وحمص وزادت على 74% في طرطوس.

وأشار محمود إلى أن مؤسسة المباقر زودت السوق المحلية بكميات جيدة من اللحوم البقرية المراقبة صحياً من بينها أكثر من 56.5 طناً من محطة أبقار جب رملة نتجت عن ذبح 187 رأساً و60.44 طناً من محطة فديو بعدد ذبائح بلغ 176 رأساً وفي محطة حمص تم ذبح 106 رؤوس أمنت ما يزيد على 45.4 طن لحم وفي محطة طرطوس كان عدد الرؤوس المذبوحة 105 وكمية اللحم حوالي 28.7طناً.

بيع القطيع

وبين محمود أن الاعمال الإرهابية أخرجت العديد من المحطات من الخدمة أثرت سلباً في الإنتاج حيث تم بيع كامل قطيع محطة الغوطة بريف دمشق لعدم القدرة على نقله وتراجع الإنتاج من 27 ألف طن حليب يومياً إلى 6 آلاف طن وكان العدد الإجمالي لرؤوس الأبقار 5500 رأس بقي منها ألف فقط نهاية عام 2016 يضاف إلى كل ما تقدم ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية واللقاحات ومستلزمات الإنتاج والصيانة والنقل والأجور وغير ذلك وعدم الاستقرار السعري حتى وصل الأمر إلى أن قيمة الأعلاف في كثير من الأحيان لا تغطي تكلفة الإنتاج وترافق مع صعوبة في استقرار مردود الحليب للأبقار الحلوب التي باتت تتأثر بتوافر ونوع وكمية العلف المتوافر وانعدمت القدرة على استقراء المتوسط الإنتاجي للرأس بشكل دقيق.

غياب الطبابة

من جانب آخر، عرّج محمود على النقص في الكوادر البشرية ولاسيما المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين والعمالة التي تقدم الجهد العضلي التي تناقصت كثيراً نتيجة طبيعة العمل القاسية والاحتكاك مع الحيوانات التي تشترك مع الإنسان في العديد من الأمراض الخطرة كالحمة المالطية وغيرها من دون توافر أي ضمان صحي أو طبابة مجانية للعاملين في المؤسسة.

التحصينات الوقائية

وذكر مدير الصحة الحيوانية في المؤسسة الدكتور ماهر بارودي أن المؤسسة نفذت خطة التحصينات الوقائية لعام 2016 كاملاً بهدف حماية قطعان الثروة الحيوانية في المباقر التابعة للمؤسسة من الأمراض والجائحات المرضية والوبائية، لافتاً إلى تحصين القطعان ضد أمراض الحمى القلاعية ومرض الجلد العقدي الكتيلي الذي ظهر خلال سنوات على سورية وأمراض الجمرة العرضية والخبيثة والبروسيلا (العترة بـ19) والتي يتم تحصين العجلات بعمر ما بين 4 أشهر و9 شهور مرة واحدة في حياتها لحمايتها من الإجهاض وهناك محطات تحصن فيها الرؤوس بلقاح IPR ضد مرض التهاب الأنف والرغامى المعدي والوقاية من الروتا والكورنا الفيرس لتحصين الأبقار والبكاكير الحوامل (أول مرة) لحماية المواليد الحديثة من الاسهالات وتتفرد محطة حمص بلقاح ضد مرض الباستريلا حالياً.

تلقيح محسن

وأوضح البارودي أن الكادر الطبي البيطري في المؤسسة يقوم بإجراء اختبارات منها اختبار السل ونظير السل وكاليفورنيا (التهاب الضرع) تحت السريري الذي يكشف الالتهاب عبر فحص الحليب لكل حلمة بمفردها من ضرع البقرة ويجب أن يتم شهرياً على أبعد تقدير لتأثره بتغير نوعية العلف المقدم للبقرة والظروف الجوية والمناخية وتكثر الإصابة به صيفاً لارتفاع الحرارة.

وبما يخص عمليات التلقيح قال الباردوي إن تأمين مخصصات كل مبقرة من قشات اللقاح الصناعي المحسنة والمنتقاة من أصناف وأعراق ذات إنتاجية عالية سواء للحم أو الحليب يتم عبر وزارة الزراعة في دمشق، أما تلقيح البكاكير أول مرة فيكون طبيعياً في محطات تربية الأبقار.

حجر صحي

وحرصاً من المؤسسة على سلامة الأبقار تتبع إجراءات الحجر الصحي وفق التعليمات والأنظمة المعمول بها خشية انتقال الأمراض والجائحات التي تستدعي في حال حدوث بوادرها استنفاراً كاملاً من الفريق الطبي للمتابعة اللحظية حتى السيطرة والقضاء عليها في أسرع وقت ومنع انتقالها بين القطعان.

نذكر أن المؤسسة تعاني نقصاً في الكوادر البشرية وخاصة الفنية والبيطرية منها وتحتاج، حسب المعنيين فيها، إلى تعزيز العدد من فئة الشباب عبر مسابقات أو عقود سنوية في حال استيراد أبقار جديدة من المتوقع أن تصل إلى المؤسسة في غضون شهرين أو أقل.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]