أدوية قاتلة في التداول منذ سنوات..مرضى ضحايا عصابة تزوير محترفة

الخبير السوري:
ألقي القبض على عصابة مكوّنة من أكثر من 10 أشخاص تقوم بتزوير أدوية في مدينة حلب، والشروع بقتل مئات السوريين الذين تعاطوها على مدى أكثر من 10 سنوات.
شرح مصدر مطلع على التحقيقات لتلفزيون الخبر، أن هذه العصابة، وعلى مدى أكثر من 10 سنوات، كانت تزوّر أدوية وتبيعها على أنها أدوية أجنبية وبأسعار كبيرة جداً.
إذ بيّنت الموجودات التي تم ضبطها، من آلاف العبوات الزجاجية الفارغة وماكينات الطباعة الحرارية وأكوام السيرومات الملحية، وعشرات المضبوطات الأخرى، أن العصابة كانت تقوم بتعبئة السيروم الملحي في زجاجات الدواء، وتطبع عليه اسم الدواء الأجنبي، وتوّزعه ليتم بيعه على أنه دواء أجنبي مهرب.
إلى هنا والأمر قد يعتبر عادياً، لمجموعة من الأشخاص الذين باعوا ضميرهم، بغية استغلال حاجة الناس، بحثاً عن الإثراء الذي أصبح “موضة”، وخاصةً في زمن الحرب على سوريا، حتى تعرف ما هي الأدوية التي كانوا يزورونها.
ما هي الأدوية التي كانت العصابة تقوم بتزويرها؟
اعترف الموقوفون الثلاثة الأساسيون أنهم أقدموا على تصنيع أدوية أجنبية بشرية مزوّرة عن طريق تعبئة علب الأدوية (إبر كزاز – إبر إيبوتين – إبر تنافر زمر – إبر ميتوتركسات خاصة بمرضى السرطان) باستخدام مواد خالية من أي مادة دوائية (عبارة عن سيروم ملحي بالإضافة لحب فوليك أسيد).
وجاء في لائحة الاتهام أن هذا الأمر أدّى إلى الشروع بقتل مئات المرضى الذين استخدموا هذا الدواء الخالي من أي فعاليّة دوائية.
فمئات السيدات اللواتي كن ينتظرن مولودهن، وقتل هذه المولود في أرحامهن دون أن يعرفن السبب، ومئات مرضى السرطان ماتوا على الرغم من تناولهم الدواء بملايين الليرات السورية، وربما اعتقد أهلهم أنهم ماتوا لأنهم مصابين بالسرطان ببساطة.
ومئات مرضى غسيل، أو زراعة الكلى ماتوا، على الأغلب وهم لا يعرفون السبب، ببساطة كانت هذه العصابة تلعب دور “القدر” وتبيع الموت لمن يصارعونه.
طبعاً هناك عدد كبير من الأدوية المضبوطة التي كانت العصابة تزوّر بلد المنشأ فيها وتطبع لصاقات جديدة، وتبيعها على أساس أنها أدوية مهربة، بأضعاف أسعارها.
ماذا يعني أضعاف أسعارها؟
كمثال، يمكن لأي شخص، غير متخصص، أن يقوم بحساب كمية السائل في كيس السيروم وكم حقنة من “عامل الريزوس” أو إبر تنافر الزمر كما تسمى، يمكن أن تنتج، وبحسبة بسيطة يمكن للكيس من حجم الـ1000 مل من السيروم تعبئة نحو 500 إبرة.
وتُباع حالياً إبرة “تنافر الزمر” ذات المنشأ الأوروبي المهربة، بحوالي 500 ألف ليرة سورية، وبالتالي كل كيس سيروم “يرسمل” بـ250 مليون ليرة سورية.
وإذا قلنا أننا بالغنا في الحساب، وأخذنا واحد بالعشرة فقط، فإن كيس السيروم الواحد ينتج 25 مليون ليرة سورية، فماذا يمكن أن تنتج آلاف أكياس السيروم؟.
وكشف مصدر مطلع على التحقيقات لتلفزيون الخبر، أن الحاسوب المضبوط لدى العصابة بيّن وجود حوالات شهرية يقوم بها رئيس العصابة، إلى عائلته في ألمانيا بشكلٍ منتظم، قيمة كل حوالة 100 ألف دولار.
مليارات الليرات السورية وضعتها العصابة في حساباتها المصرفية ثمناً لموت محتوم حكمت به على سوريين، يعلم الله كيف كانوا يجمعون ثمنه وماذا باعوا ليحصّلوه؟.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]