الخبير السوري:

كتب الدكتور عامر خربوطلي
ومن لا يعرف ماسلو أيها السادة فهو عالم نفس أمريكي أشتهر بنظرية حاجات الإنسان ودوافعه بحسب أولويات الحياة ومن خلالها بنى هرماً من خمسة مستويات أو طوابق تبدأ من القاعدة إلى رأس الهرم وفق التسلسل التالي:
-الاحتياجات الفيزيولوجية وتضم (التنفس -الطعام -الماء -ضبط التوازن – الجنس- الإخراج -النوم).
-احتياجات الأمان (السلامة الجسدية -أمن -الإيرادات والموارد -الأمن المعنوي والنفسي -الأمن الأسري والصحي).
-الاحياجات الاجتماعية وتضم (العلاقات العاطفية -العلاقات الأسرية -واكتساب الأصدقاء).
-الحاجة للتقدير من خلال تحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة والشعور باحترام الآخرين له والإحساس بالثقة والقوة.
أما الحاجة الأخيرة في قمة الهرم فهي الحاجة لتحقيق الذات وفيها يحاول الفرد تحقيق ذاته من خلال تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.
انتهى الشرح المختصر لاحتياجات الإنسان الأساسية وطريقة انتقالها من مستوى لآخر وصولاً لمستوى تحقيق الذات.
ما يهمنا في هذا العرض المعرفي أن قاعدة الهرم الأساسية وهي الفيزيولوجية هي تمثل أغلب احتياجات الشعب السوري على حساب باقي المستويات حتى أن احتياجات الطعام على سبيل المثال أصبحت متقلصة كماً ونوعاً نتيجة التراجع الشديد في الدخل الفردي، حيث خرجت العديد من المواد الغذائية التي كانت أساسية وضرورية في يوم ما إلى مرتبة السلع غير الأساسية والتي تم الاستغناء عنها بفعل ارتفاع أسعارها والتحول إلى سلع بديلة ورخيصة للأسف.
وهذا الأمر ينسحب إلى العديد من الاحتياجات وفق المستويات الأخرى، حيث يلاحظ نتيجة تداعيات الأزمة وتراجع الدخول وارتفاع الأسعار التركيز على الحاجات الضرورية وعدم الاهتمام بالاحتياجات الاجتماعية والتقدير أو تحقيق الذات التي كانت يوماً ما الدافع الرئيسي للفرد السوري من خلال بناء عائلة متعلمة ومرتاحة مالياً ولها مكانة اجتماعية تتمتع باحترام الآخرين ويبرز منها عدد من الأفراد من ذوي القدرات المميزة والمهارات المتفوقة والانجازات الطموحة.
من الصعب أن تتحول هذه الاحتياجات العليا لمجرد حلم غير قابل للتحقيق إلا بصعوبة كبيرة جداً على حساب اللهاث والكد لتأمين احتياجات الطعام والشراب والدواء بحده الأدنى.
إنه هرم ماسلو السوري…وإنها لمفارقة مؤلمة حقاً ولا بد من تجاوزها..