بين التردد والمغامرة ..الأسر السورية لم تحسم “قرار المكدوس” بعد…كلفة المكدوسة أكثر من ١٠٠٠ ليرة.. والتصدير هدف موازٍ

خاص – الخبير السوري:

تراجع الطلب كثيراً على مكونات “مونة المكدوس”، و ثمة تردد يعتري الأسر إزاء المغامرة بكسر مثل هذا التقليد الذي تتحفظ العائلة السورية على التفريط به.

مغامرة

ويعزو “أبو حسام” وهو صاحب متجر خضار كبير في إحدى الحارات الشعبية المكتظة في محيط العاصمة دمشق حالة الإقبال النسبي – أقل من العام الماضي – على التمسك بتقليد مونة المكدوس، يعزوها إلى سبب إيجابي وهو مايغري الأسر القاطنة في حيّه بالمغامرة والتفكير بتحضير ولو نصف كمية مونة المكدوس التي اعتادت عليها في السنوات السابقة، وهذا السبب يتمثّل بزيادة المعروض وفورة إنتاج مادتي الفليفلة والباذنجان، الأساسيتين في “صناعة المكدوس”، فحتى الآن مازالت أسعار المادتين متهاودة، بين ٢٥٠٠ إلى ٣٠٠٠ ليرة للكيلو غرام الواحد من كلا الصنفين، وهذا ربما لن يستمر طويلاً لأن فورة الإنتاج ستتراجع بالتدريج.

إحجام

فيما يبدو أبو محمود وهو أيضاً تاجر خضار، غير راض عن الإقبال هذا العام، ويرجع ذلك إلى ارتفاع جنوني في أسعار مستلزمات مونة المكدوس من جوز وثوم وزيت لحفظ المونة..
فسعر كيلو الجوز الجاهز وصل اليوم إلى ١١٠ آلاف ليرة – بتاريخ تحرير هذا التقرير – كما ارتفع سعر الزيت النباتي إلى حوالي ٣٠ ألف ليرة لليتر الواحد.
هذا إضافة إلى تكاليف سلق الباذنجان “غاز” وغير ذلك مايجعل الأسرة تحسب ألف حساب قبل الإقدام على هذه “المغامرة”.

١٠٠٠ ليرة للمكدوسة الواحدة

أما أم سليم وهي ربة منزل فتحدثت لموقع “الخبير السوري” بأنها قررت أن تصنع مونة المكدوس وتقتصر هذا العام على ٣٠ كيلو باذنجان و١٥ كيلو فليفلة..
والكمية تحتاج إلى كيلو جوز ” كي يكون مكدوس حقيقي” و ٣ ليتر زيت .
وتضيف أن كلفة كيلو الجوز ١١٠ آلاف ليرة و٣ ليتر زيت -نباتي طبعاً وليس زيت زيتون – حوالي ٩٠ ألف ليرة، إضافة إلى ٩٠ ألف ليرة ثمن الباذنجان، و٤٥ ألف ليرة ثمن فليفلة، أي تكون الكلفة الإجمالية حوالي ٤٠٠ ألف ليرة، أي حوالي ١٤ ألف ليرة للكيلو..وهذا يعني أن تكلفة المكدوسة الواحدة حوالي ١٠٠٠ ليرة سورية..لكن السيدة أم سليم تعتبر أن هذه التكلفة باتت عادية في ظل ارتفاع أسعار كل شيء..فسعر المكدوسة أقل من سعر البيضة..
تصدير
جدير ذكره هنا…أن الكثير من الأسر السورية، باتت تصنع المكدوس بدوافع تجارية، بعد أن دخلت المادة في قوام الصادرات السورية إلى مختلف البلدان، وخصوصاً العربية منها، فالصناعات اليدوية البيتية باتت أهم محتويات سلة الصادرات السورية، التي يتركز معظمها على الصناعات الغذائية.
فالزيتون المحشي والآخر المخلل، وسلسلة المخللات، وكذلك المربيات بأنواعها، والفواكه المجففة، وغيرها من الصناعات المنزلية التي تنتجها الأسرة السورية، باتت منتجات رائجة في الأسواق الخارجية لها تجارها الذين يعرفون كيف يوضبونها ويعدونها للتصدير كمادة مرغوبة على موائد المستهلكين في الخارج.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]