جيش من الأقلام المأجورة وميزانيات ضخمة لابتداع إعلام بديل!! ولم ينفعهم ذلك شيئاً…

الاستهداف الجديد ليس بجديد تماماً..سقط الغرب في أكاذيبه الإعلامية ..

الخبير السوري

يستهدفونه بجيش من الأقلام المأجورة لتشويه صورته، ويُخصصون ميزانيات ضخمة لابتداع إعلام بديل، أو موازٍ، يبث سمومه الطائفية والتحريضية بين السوريين ويزعمون أنه إعلام حر.. ونحن هنا نتحدث عن الإعلام السوري الوطني الذي ما زال في قلب الاستهداف منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية مطلع عام 2011.. استهداف على الأرض لكوادره بالاغتيال والترهيب، واستهداف فضائي عبر حصره داخل الحدود، ومنع صوته من أن يصل إلى الرأي العام العالمي، ليبقى هذا الرأي تحت سطوة الإعلام المضلل التحريضي الذي ابتدعه المخططون والمنفذون، الأصلاء والوكلاء، والعملاء في سياق الحرب الإرهابية على سورية.
في كل إعلام حول العالم، رسمياً كان أم غير رسمي، وأياً كانت الجهات التي تقف وراءه، هناك ميثاق شرف يَحكم ويُحاكم، فلماذا في سورية يريدونه بلا شرف، لماذا يريدونه مع العدو ضد الوطن، ومتى كان الاصطفاف ضد الوطن حرية وديمقراطية؟
مناسبة العودة إلى الإعلام الوطني في سورية ودوره وأهميته وتأثيره، هو تعرض قناة رئاسة مجلس الوزراء على تطبيق «تيليغرام» ليل أمس للاختراق، إلى جانب إذاعة دمشق، ومحاولات أخرى لاختراق عدة قنوات وحسابات حكومية وشخصية، وذلك في سياق استمرار عمليات استهداف الإعلام الوطني بجهاته ووسائله وفروعه كافة.
علماً أنه بات من الغباء الاستمرار في هذا الاستهداف خصوصاً أن السوريين في كل مرة يثبتون أن لديهم من الوعي والدراية بما يجري حولهم ولهم ولبلادهم، ما يكفي لإسقاط هذا الاستهداف في كل محطاته ومراحله، وأياً كان اللبوس الذي يتخفى فيه، وأياً كانت الوجوه التي يتلطى خلفها.. ويعلمون أن إعلامهم الوطني لو لم يكن مؤثراً موجعاً، لما استمر الأعداء في استهدافه.
ينعتون إعلامنا الوطني بأنه موجه، بلا حرية.. وحتى أنهم يأخذون عليه تسميته بالوطني معتبرين التسمية مَذمّة، فيما نحن في الإعلام الوطني السوري، وكل السوريين، نفتخر بالتسمية، ونتباهى أننا نعمل تحت سقف الوطن.. وإذا كان من السوريين من تأثر في بداية الحرب، وأخذته «صدمة» الأحداث الأولى وأربكته، إلا أنه استطاع أن يستدرك لاحقاً وبأسرع مما توقعه العدو، ويدرك أن إعلامه الوطني مُستهدف بشكل رئيسي ضمن هذه الحرب، وإذا كان الإعلام الوطني مُستهدفاً فإن كل السوريين مستهدفون، باعتبار أنه يتوجه بشكل أساسي لهم.
لا ندري هل هي تهمة أن يكون إعلامنا الوطني «تابعاً للدولة».. وإذا ما افترضنا جدلاً أن هذا صحيح، فهل هناك من إعلام، في أي بقعة من العالم، حتى في العالم الغربي نفسه، غير تابع للجهة التي تموله، هل بإمكان أي وسيلة إعلامية في الغرب أن تنشر أي مقال، أو أي كلمة، أو تلميح، بغير ما تريده الجهة الممولة، أو ما نسميه الناشر، ولنا أمثلة عديدة، وكل يوم، من الإعلام الغربي نفسه الذي لا يتجرأ على أن يخرج خارج حدود السياسات المرسومة له والتي تخدم النظام الرسمي لدول الاستعمار الغربي وحروبها وأطماعها ومخططاتها العدوانية ضد الدول والشعوب، ليس في منطقتنا فقط بل في كل العالم، وخصوصاً الدول الزاخرة بالثروات والخيرات، أو ذات الأهمية الاستراتيجية في عمليات النفوذ والسيطرة والهيمنة العالمية..لنقارن وسنستنتج أن إعلامنا الرسمي أكثر حرية وتحرراً من إعلام وقوده المال وحسب.

ليكن إعلامنا «تابعاً للدولة» ما دامت هذه الدولة تمثل الوطن، وتمثلنا، وما زالت السقف الذي نستظل به بمواجهة حرب التقسيم والتفتيت التي يشنها الغرب الاستعماري ضدنا وضد وطننا.
أكثر ما يُزعج العدو وعملاءه أن إعلامنا الوطني، نجح وما زال ينجح في استقطاب السوريين بمواجهة عمليات التضليل والتشويه، ونحن هنا نتحدث في الجانب السياسي وكل ما يتعلق بالحرب الإرهابية على بلادنا، أما ما يتعلق بالداخل، اقتصاد وإعمار وأوضاع معيشية، فهذا له حديث آخر رغم أنه أيضاً في قلب الاستهداف الغربي، والسوريون يدركون تماماً أن العدو يستهدفهم داخلياً لتثبيط عزائمهم وتحريضهم للخروج على الوطن.
لا يمكن أن نتجاهل تحت أي عنوان كان، دور الإعلام الغربي وأقلامه المأجورة في منطقتنا، في الحرب الإرهابية على سورية منذ 12 عاماً. نصف هذه الحرب الإرهابية كان حرباً إعلامية بكل معنى الكلمة، حرب أكاذيب وتضليل لتشويه الدولة والوطن، وكان الغرب قد عمل لسنوات على تمهيد ميدانها، منذ إطلاق الولايات المتحدة الأميركية حربها المزعومة على الإرهاب بداية هذه الألفية في أعقاب هجمات أيلول الشهيرة عام 2001 مبتدئة بأفغانستان ثم العراق، ثم إسقاط كل المنطقة بأتون ما يسمى «الربيع العربي».
ورغم الجيوش الإعلامية التي شكلها الغرب الاستعماري، خصوصاً على جبهة الفضائيات، ومحاولاته المستميتة لتشكيل رأي عام في سورية، وعموم المنطقة، معادٍ وعدائي، وصولاً إلى تشكيل جيل يتغذى إعلامياً على الحقد والكراهية..
أخفق الغرب الاستعماري عندما عمد إلى إنزال الفضائيات الوطنية عن الأقمار الصناعية، وعندما عمد إلى إغلاق قنوات التواصل الاجتماعي «سوشيال ميديا» في وجه الصحف والمدونين، وعندما عمد إلى مأجورين «هاكرز» لاختراق الإعلام الوطني وإلصاق أخبار وروايات مضللة به وعلى صفحاته.. أخبار وروايات فشل في ترويجها وتسويقها ضمن إعلامه المأجور.. كل هذا في سبيل كتم كل صوت يعلو فوق صوت جيوشهم الإعلامية، ويقدم الحقائق للرأي العام العالمي.. لذلك فإن أحداً لن يصدقه عندما يتحدث عن حرية الإعلام والرأي والرأي الآخر.
لقد سقط الغرب في أكاذيبه الإعلامية وبات أكثر عرياً أمام السوريين وشعوب المنطقة لناحية ما يبثه من أكاذيب وسموم وتضليل وتحريض لإسقاط شعوب المنطقة في أتون الحروب والاقتتال الداخلي بعد أن تتم عمليات إضعاف الدول الوطنية وإسقاطها، هذا ما بات يعرفه الجميع حول العالم، بما فيها الشعوب الغربية نفسها.. أما نحن في سورية فما زلنا نعيش الحرب الإعلامية، وما زلنا نواجهها، وسنبقى.. وسننتصر فيها، هذا شرف لنا، وشرف لإعلامنا الوطني الذي لم يتوانَ يوماً عن تقديم الصفوف وأن يكون على خط الجبهة المتقدم إلى جانب جيشنا الباسل، وقيادتنا الحكيمة، في سبيل تحقيق نصر نهائي ناجز.. هذا خيار السوريين، لا بديل له ولا عودة عنه، ونحن متأكدون من نصرنا، فالوطن حق لا غالب له.

المصدر: تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]