18 هزة أرضية حدثت في سورية خلال الشهر الأول…والمركز الوطني للزلازل يطمئن بأنها طبيعية ولا تدعو للقلق..

الخبير السوري:

تكرر في الآونة الأخيرة حدوث هزات أرضية متفاوتة الشدة، تركزت في المنطقة الساحلية والوسطى، الأمر الذي أثار قلق سكان تلك المناطق.

مدير عام المركز الوطني للزلازل الدكتور رائد أحمد كشف في حديث لـ” تشرين” أنه تم خلال العام 2022  تسجيل 185 هزة أرضية ضمن مساحة القطر ,  منها 6 هزات أكبر من 4 درجات و 42 هزة بقدر يتراوح بين 3 و 4 درجات، بينما خلال الشهر الأول من العام 2023 تم تسجيل 18 هزة, منها 4 هزات بقدر أعلى من 4 درجات.

4 محطات رصد قيد التركيب

وأضاف: إنه خلال الفترة من العام 2020 وحتى 2022 تمت تغطية المساحة الآمنة من البلاد بعدد كافٍ من المحطات، والتي تبلغ 25 محطة تصل إشاراتها للمركز حالياً بنوعيها للحركات الخفيفة والقوية (سرعة وتسارع)مؤكداً أن هناك 4 محطات جاهزة للتركيب في متن الساحل و القطيلبية والفرقلس والزبداني، سيتم تركيبها في أقرب وقت ممكن، في حين خرجت محطتا بربر والسويداء عن الخدمة بسبب السطو عليهما، علماً أن المركز يتريث حالياً في إعادة هذه المحطات للخدمة مجدداً حتى تحسن الأوضاع الأمنية، وأوضح أن  مجموع مواقع المحطات 33 محطة. وتبقى مهمة تغطية المنطقة الشرقية بالمحطات مؤجلة لحين حل المشكلات الأمنية ذات الصلة.

  • أحمد: السبب المباشر لحدوث الزلازل هو تراكم للإجهادات في الصخور الناجمة عن الحركة على طول الفوالق النشطة أو الحدود الصفائحية التكتونية

السبب المباشر لحدوث الزلزال

يشير د. أحمد إلى أن السبب المباشر لحدوث الزلازل هو تراكم للإجهادات في الصخور الناجمة عن الحركة على طول الفوالق النشطة أو الحدود الصفائحية التكتونية، والزلزال هو انفراج للطاقة الكامنة على شكل اهتزازات بتسارعات مختلفة، فعندما تحدث الهزات الأرضية تحدث خللاً تكتونياً وتؤدي إلى حدوث عدم استقرار تكتوني، وبالتالي حدوث الهزات السابقة واللاحقة وبأعداد مختلفة. ففي الساعة 7 و 12 مساء يوم الأحد 29 كانون الثاني حدثت هزة بقوة 4.4 شمال اللاذقية وعلى مسافة 27 كم منها على القوس القبرصي-السوري قبالة شواطئ  اللاذقية، وقد يكون حدوث زلزال على القوس القبرصي بين كريت وتركيا في يوم 25 من الشهر نفسه بقدر 6 درجات أثّر بشكل غير مباشر على حدوث الهزة شمال اللاذقية، مبيناً أن الجزء السوري من فالق شرق المتوسط (فالق الغاب والفوالق الفرعية المرتبطة به) شهد حدوث سلسلة من الهزات بدءاً من شمال غرب إدلب بتاريخ 18 كانون الأول 2022 بقدر 4.7 وصولاً إلى شمال غرب حماة بقدر 4.4 بتاريخ 12 كانون الثاني 2023 إلى غرب حمص بقدر 4.3 و 4.2 بتاريخ 21 كانون الثاني 2023، و إن عدم الاستقرار التكتوني والطاقوي سيؤدي إلى حدوث هزات أرضية بشدة مختلفة إلى أن يستقر هذا الوضع التكتوني.

كما ذكر أنه خلال العمر الاقتصادي لشبكة الرصد الوطنية منذ 1995 وحتى تاريخه تم رصد وتسجيل آلاف الهزات ضعيفة القدر وعدد محدود من الهزات، أكبر من 4 درجات ولم تسجل الشبكة أكبر من 4.5 إلا في زلزال تدمر 1995، حيث تم تسجيل زلزال وحيد بقدر 5.6 ولم يترك أي أضرار لكون هذه المنطقة شبة خالية من السكان والمنشآت.

  • أحمد: الأثر السلبي والأكثر أهمية هو شعور السكان بالقلق والخوف الشديد لورود أنباء عن حدوث هزة أرضية وإمكانية حدوث هزات أقوى

وأضاف: اللافت للمراقب المختص أن الهزات الأخيرة تحدث لأول مرة خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، حيث تركزت هذه الهزات في المنطقة الوسطى في غرب وشمال غرب حمص،  أي في النهاية الشمالية لصدع اليمونة الذي يبلغ طوله حوالي 170 كم وهو صدع انزلاق يساري معدل انزلاقه حسب بيانات ال GPS  من 4 الى 5.5 مم في السنة, وأيضاً في منطقة شرق الغاب على الصدوع المتفرعة عن صدع الغاب، أما في المنطقة الساحلية فتتركز الهزات في شمال غرب اللاذقية وفي الأطراف الجنوبية الغربية لصدوع أنطاكيا، أمانوس، اسكندرون والنهاية الشمالية الشرقية للقوس القبرصي – السوري.

لا وجود لمنطق الهزات

يؤكد د. أحمد أنه عندما يحدث الزلزال تزداد بشكل تراكمي الهزات اليومية قبله وبعده ولكن في بعض الأحيان نشهد هدوءاً كاملاً بدون تسجيل أي حدث، ما يعني أنه لا يوجد منطق لعدد الهزات اليومية وهو مرتبط بتفريغ الإجهادات خلال فترة زمنية، وتعتبر الهزات التي حدثت في هاتين المنطقتين ضعيفة إلى متوسطة ولا تشكل أي خطر بحدّ ذاتها.

شعور القلق والخوف

ولفت إلى أن الأثر السلبي والأكثر أهمية هو شعور السكان بالقلق والخوف الشديد، لورود أنباء عن حدوث هزة أرضية  وإمكانية حدوث هزات أقوى، منوهاً  بضرورة مراقبة الفيس والأخبار الكاذبة  وملاحقتهم قانونياً، لذلك فإن الهدوء وعدم القلق هو أمر طبيعي نظراً لأن جميع الهزات التي حدثت مؤخراً أقل من 5 درجات وعليه من المتوقع أن أغلبية الأبنية لدينا تتحمل القوى القصية الناجمة، إلا إذا كان هناك خلل ما في البناء ذاته، فعلينا تدعيم الأبنية

الآيلة للسقوط منعاً لحدوث انهيار مفاجئ لها.

الحرب لا تسبب حدوث هزات لا تأثير للحرب والأعمال القتالية العادية على حدوث الهزات الأرضية –حسب د.أحمد – إلا أن الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي تسجل أي اهتزاز للقشرة الأرضية سواء كان ناجماً عن زلزال حقيقي أو تفجيرات مقلعية أو تفجيرات للقنابل والصواريخ العادية، و يتم التمييز بين الزلزال الطبيعي والناجم عن التفجيرات من حيث شكل الإشارة المسجلة والمدة الزمنية ويسجل و يؤرشف كتفجير، أما  بالنسبة للأسلحة والصواريخ غير التقليدية والتفجيرات النووية فحتماً ستؤدي إلى خلل طاقوي في المكان عينه، وستعمل القشرة الأرضية على رد الطاقة على شكل هزات أرضية، لكن بالتأكيد لكل تفجير أضرار على الأبنية لأنه يولّد اهتزازات في أساسات البناء، ويشكّل موجة صدمية هوائية تؤثر على الجدران والنوافذ، ولهذا توجد اشتراطات وتعليمات للأبنية لمقاومة التفجيرات.

    غالبية الأبنية تتحمل القوى القصية الناجمة عنها

صعوبات

وبين د.أحمد وجود الكثير من الصعوبات والعوائق المرتبطة بعمل المركز، منها ما يتعلق بعدم وجود فروع للمركز بالمحافظات، وتقييد مكتب شؤون الآليات لحركة الفنيين، واختزال كمية المحروقات من دون مراعاة معايرة الآليات لدى المركز وذلك للقيام بأذونات السفر اللازمة, علماً أن المحطات موزعة في أماكن بعيدة عن مراكز المدن، بالإضافة إلى ضعف شبكة الاتصال والإنترنت وعدم ثباتها، كما أن انقطاع التيار الكهربائي في مواقع المحطات يجعلنا أمام تحديات صعبة دائماً، مضيفاً: يسعى المركز إلى إبرام اتفاقيات مع الدول الصديقة، حيث تم التوقيع مع المركز الجزائري للتعاون العلمي والتقني في مجال الهندسة الزلزالية، ولكن لاتوجد القدرة المالية للتدريب والتأهيل وإنجاز المشاريع التي سيكون لها أثر مباشر على تطوير الكود السوري للبناء، وكذلك المركز على موعد مع اتفاق جديد مع الجانب الإيراني الذي سيقدم كل الإمكانات للعمل لتحسين عمل الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي ويقدم كل ما يستطيع لتطوير كوادرنا،  ولكن ما زلنا على بعد خطوة، مشروع النقل الفضائي لإشارة المحطات مهم جداً لتسريع وصول البيانات وتوفير البيئة لاستخدامها اقتصادياً للمنشآت الحيوية الهامة، وسيكون هدف المركز في المرحلة القادمة، إلا أنه يوجد معوقات مالية تقنية في الطريق لتنفيذه، وهناك صعوبة تأمين الأجهزة اللازمة للدراسات الهندسية للأبنية والتربة بسبب عدم توفر القدرة المالية، إضافة إلى ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لربط تراخيص الأبنية والمنشآت بدراسات خاصة يقوم بها المركز تلافياً لحدوث أخطاء كارثية، والعمل لكي يأخذ المركز الوطني للزلازل دوره الأساسي والسليم في هندسة البناء والتربة ولا يقتصر دوره فقط على الرصد الزلزالي، بل ينبغي استشارة المركز لتقديم ما لديه من إمكانيات ودراسات مأجورة لصالح المؤسسات الحكومية والخاصة لما له أهمية في تخفيف الخطر الزلزالي للتقليل من الخسائر البشرية والاقتصادية.

  • يعاني المركز من نقص في عدد الآليات والفنيين والمهندسين والباحثين الاختصاصين.

  • الحرب والأعمال القتالية لا تزيد من حدوث الهزات..لكن المركز يسجل أي اهتزاز للقشرة الأرضية

وختم د.أحمد بالقول: إن المركز حالياً  يستطيع تسجيل الهزات الأرضية فور وقوعها وتحليلها بدقة عالية، وكذلك تأمين متطلبات الكود السوري من خرائط ومعلومات رقمية وإجراء الدراسات الهندسية المقاومة للزلازل والزلزالية لمواقع الأبنية والمنشآت، كما تم مؤخراً نجاح التجارب لإصلاح ساعات ال gps  الميزة التقنية المربوطة بمحطات لتوحيد الوقت بين المحطات، والتي كانت معضلة غير قابلة للحل ، بسبب الحصار في الفترة السابقة، ويجري العمل لتذليل الصعوبات القانونية والمالية، ما سيوفر على المركز عشرات آلاف الدولارات…

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]