مهني مع حفظ الألقاب..؟!

أوس عيد – الخبير السوري:
رغم أن تصريح وزير التربية ودعوته الطلاب لدخول معاهد التعليم المهني والذهاب إلى سوق العمل بدلا من الذهاب لدراسة الطب و من ثم الهجرة إلى الخارج، أثار جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض، إلا أن في هذا التصريح الكثير من الواقعية والموضوعية على الأقل من الناحية النظرية – وهي وجهة نظر على كل حال – ويمكن أن نعتبرها بداية مشروع حقيقي لإصلاح التعليم المهني الذي يعاني من مشكلات كثيرة.

فمن المهم أن يصبح التوجه نحو التعليم المهني تقليدا في مجتمعنا، وأن تتغير نظرة المجتمع نحو المدارس أو المعاهد المهنية، هذه النقطة الأهم في الموضوع.
سأتحدث عن تجربتي كطالب فكر يوما بدخول عالم التعليم المهني..اخترت اختصاص الميكاترونيكس لكونه اختصاص تقاني نوعي..ذهبت إلى الثانوية المهنية في مشروع دمر بدمشق..وكان أول سؤال تعرضت له هو “كيفك بالرياضيات والفيزياء”..بدون أن أجيب فهمت أن هذا الاختصاص يجب أن يكون للمتفوقين في هاتين المادتين الأساسيتين، والمتفوق حكما لا يقترب من عالم التعليم المهني ..بل يذهب إلى الثانوية العامة ليكمل تحصيله العلمي وقد يكون الاختصاص الذي سيختاره هو الميكاترونيكس نفسه لكن عبر الاختصاصات الهندسية التي تعلن عنها وزارة التعليم العالي..وليس من بوابة وزارة التربية..لم أسجل طبعا اخترت الفرع الأدبي ومن ثم الحقوق.
لدينا مشكلة حقيقية في التعليم المهني..فالموضوع يتعلق بالنظرة الدونية إلى التعليم المهني في مجتمعنا والنظرة المختلفة للاختصاصات المهنية في وزارة التعليم العالي..رغم أن مهندس الميكاترونيكس الذي بدأ الدراسة من الصف الأول الثانوي سيكون حكما أكفأ من مهندس بدأ الدراسة مابعد الثانوية..
السؤال الذي يخطر بذهني كطالب هو…لماذا لا نختار المتفوقين لدراسة الاختصاصات المهنية “الهندسات” ونترك متوسطي المستوى ليكملوا دراستهم الثانوية ويذهبون باتجاه دراسة العلوم الإنسانية أي الكليات النظرية؟
لماذا نلزم الطلاب غير المحظوظين بعلاماتهم بدخول مجال التعليم المهني الذي يحتاج إلى إمكانات كبيرة؟
لأننا نختار الأضعف..بات التعليم المهني تهمة ااطالب الذي يختاره..لذلك علينا أن نبدأ بتغيير هذه النظرة..ولابأس أن نبدأ بالتغيير من الطروحات التي جاء بها وزير التربية..
لكن البداية تليها متطلبات…تجهيزات مكنات و إمكانات ومعدات ..وهذا يتطاب أموالا كبيرة..فهل تتوفر هذه الأموال اليوم..؟

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]