ثروة تحت الطلب

نهى علي

بعيداً عن الأسباب التجارية لارتفاع أسعار الزيوت النباتية… حصار ودولار ومواد أولية وتعاقد واستيراد.. هناك سبب رئيس كان له الحصة الأكبر في العلاوات التي حظي بها التاجر والمحتكر وكل متلاعب بالمادة، وهو أن شيئاً يشبه التسويق العصبي قد حصل، يتمثل في الضخ الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي كما وسائل الإعلام كافة، وبشكل أوحى بأن المادة باتت نادرة وكأنها ذهب أو أحجار كريمة، تفاعل أدى إلى طلب مفتعل غير واقعي على المادة، حتى كادت تتحول إلى خيار ادخاري لدى من بحوزتهم سيولة نقدية فائضة عن حاجتهم آنياً.

في سياق الضجيج – المعمعة التي حصلت، كانت تلح علينا مجموعة تساؤلات تدور كلها في فلك سؤال بالخط العريض وهو: ماذا عن زيت الزيتون؟؟؟
لم يهتم أحد لشأن هذا المنتج السوري العريق.. رغم ما يحمله للمستهلك من فوائد ينصح بها الغريب والقريب..!!
رغم أن أزمة الزيت النباتي كانت فرصة ثمينة لتسويق زيت الزيتون البلدي، واستثمار الموقف لإطلاق الحملات الدعائية لتوعية المواطن بأن إنتاج بلده أنظف وأفضل وأكثر فائدة والأهم أنه متوفر.
لم نستثمر الفرصة رغم أن وزارة الاقتصاد وفرت الأرضية المناسبة لذلك، عندما منعت تصدير زيت الزيتون، لكن الفرصة ضاعت، وطغت تصريحات وزارة التجارة الداخلية وتفاعلها السلبي مع الحدث “الزيت النباتي”، على الأصوات الخافتة التي بدأت تنبه إلى أنه لدينا ما يكفينا من زيتنا، لا سيما وأن سعر الزيت النباتي بات موازياً لسعر الزيت البلدي..
لدينا ثروة حقيقية بالفعل… زيت الزيتون السوري ثروة باعتراف الجميع، لكنها ثروة مهدورة يتحكم بها مجموعة من التجار الذين يجمعون الإنتاج ويصدرونه “دوغما” في هدر مقلق للموارد، فمن يصدق أن إسبانيا أكبر مصدر لزيت الزيتون في العالم، هي أكبر مستوردي زيت الزيتون السوري… والسؤال هنا.. لماذا تستورد إسبانيا إذا كانت هي أكبر مصدر؟؟
الجواب ليس صعباً.. فالسر في التصنيع من التكرير إلى المعالجة بأحدث المعدات إلى إعادة التعبئة ومن ثم التصدير إلى بلدان كثيرة بمنشأ إسباني..
لماذا لا تكون صناعة تكرير ومعالجة زيت الزيتون من أهم الصناعات التي تحظى بقيم مضافة حقيقية.

ربما نكون اليوم أمام فرصة، لتحويل إنتاج زيت الزيتون إلى “نفط سورية الجديد”.. والمهم بداية أن نستمر بمنع تصديره خاماً.
بقي أن نذكر بأن الأسر السورية تستهلك الزيت النباتي المستورد لأغراض الطبخ وليس فقط القلي، وهناك تحذيرات صحية منه، لسنا من عليه الحديث عنها بل وزارة الصحة.

الكنز

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]