…سورية في خضم ” حرب جديدة”..هي الأخطر!

الخبير السوري:

تضحيات جسام قدمتها سورية في تصديها للحرب الإرهابية الطاحنة التي حاولت النيل منها.. فكان مئات الشهداء جسرا لعبور الأهل والأقارب والوطن إلى ضفة النجاة.. ونجحوا بذلك.. فتقبلت السماء قرابينهم الطهور.. أرواحا من نور أنقذت ومازالت تتابع دربها في سبيل إنقاذ الوطن والأهل ليأتي القاتل الفتاك الذي لايرى بعين ولايقبض بيد ولايقتل بسلاح.. كورونا هاجس العالم الصحي اليوم والذي أعجز كبريات دول العالم وأعلى صيحة واستغاثة قطاعاتها الصحية ليدخل سوريا التي تعيش اليوم في خضم حرب هي الأخطر.. لا لكونها صحية فقط وإنما وهو الأهم لاستغلال هذه الحرب الصحية ضمن الحرب الكبيرة على سورية والتي اتخذت من الاقتصاد فكا شرسا لها يخطط أن يفتك  بالأخضر واليابس في الاقتصاد السوري وليس خافيا على أحد أن الصحة بجانبها الإنساني لن تكون في مأمن من براثن العدو في ظل جائحة كورونا التي غزت العالم.. كما لم تكن يوما في ظل جائحة جيوش الإرهاب التي صدرت وصنعت لسوريا خصاصيا فالجبهة خلو من أي شيء إلا من الاعتماد على القدرات السورية فحسب.. من خلال التعويل على الفرق الحكومية بالدرجة الأولى وعلى وعي الشعب بالدرجة الثانية وهذه الثانية هي الأهم..! وعلى مايمكن أن يدفع بالشق الخاص إلى أن يكون له دور فعال في إنقاذ الوطن.. فالجميع ضمن دائرة واحدة وفي حلبة الخطر بالتساوي من دون تمايز واختلاف!

ضمن هذا الوضع تخرج بعض مجالس المدن في محافظة ريف دمشق بقرارات عدة تهدف إلى تطويق دائرة الخطر الوبائي الذي يحيق بنا وهي مجالس مدن “قدسيا والتل وجرمانا ومضمية الشام”

إذ قرر مجلس مدينة قدسيا اتحاذ إجراءات متعددة في إطار التصدي لفيروس كورونا ومن هذه القرارات – إغلاق جميع صالات الأفراح والمنتزهات والمسابح والملاعب الرياضية والنوادي الرياضية بجميع أنواعها داخل المدينة حتى إشعار آخر وتحت طائلة الختم بالشمع الأحمر وسحب الترخيص الممنوح وتحويل المخالف للقضاء المختص و اقتصار البيع بالمطاعم والكافتيريات على الطلبات الخارجية فقط تحت طائلة المساءلة القانونية وسحب الترخيص والختم لكل مخالف والتحويل للقضاء المختص.  ناهيك عن  إغلاق جميع المهن والمحلات التجارية بتمام الساعة ٩ مساءً ويترتب على أصحابها التقيد بالإجراءات الوقائية، تحت طائلة المساءلة القانونية والختم والتحويل للقضاء المختص.  وكذلك إنهاء ظاهرة إشغال الأملاك العامة والبسطات تحت طائلة المصادرة و تحويل جميع المصادرات للجمعيات الخيرية. –

لباس الكمامة الطبية أصبح إلزامي في الأماكن العامة وكل مخالف لذلك سيتم توقيفه وفق الأنظمة و القوانين لمساهمته بنشر الوباء والإضرار بالغير. بالإضافة الى التقيد بالمسافة والتباعد الاجتماعي مع ارتداء الكمامة الطبية للراغبين بشراء مادة الخبز من منافذ الفرن الآلي أو شراء حاجياتهم من المؤسسة الاستهلاكية. سيتم تنفيذ هذه القرارات ابتداءً من صباح يوم الاربعاء 5/8/2020

مجلس مدينة معضمية الشام بريف دمشق لم يكن أقل صرامة فقد اتخذ إجراءات مشددة للتصدي لكورونا ومنها تأهيل وتجهيز مشفى الرضا لصالح الجمعية الخيرية ليكون مركز حجر صحي ووضعه تحت تصرفها وقرر المجلس حظر كامل من الساعة 11.00 ليلا وحتى الساعة 6.00 صباحا ولمدة 14 يوم ابتداءا من يوم غد الأربعاء باستثناء الصيدليات وكل ما يخص القطاع الطبي وإغلاق كلي للمسابح و فيلات الإيجار و التعازي و الأفراح و المنتزهات داخل الصالات وخارجها

وفيما يخص الخبز فقد قرر المجلس منع بيعه من الأفران و توزيع مادة الخبز عبر المعتمدين وكذلك إيقاف توزيع الإغاثة من المركز وإيجاد آلية لتوزيعها إلى المنازل من خلال خطة تضعها لجنة الإغاثة منع بيع المواد التموينية من المؤسسة الإستهلاكية مباشرة وتوزيع المواد وبيعها من قبل معتمدين القطاعات من خلال خطة تضعها اللجنة المختصة إلزام جميع المحال والمصالح بوضع الكمامات وارتداء الكفوف والتعقيم تحت طائلة المساءلة القانونية ناهيك عن تخصيص وتجهيز كل من صالة البلدية ومدرسة البنات للحجر الصحي

وفي جرمانا كان مجلسها سباقاً في تشديد الإجراءات فقد قرر أصدر مجلس المدينة بياناً أوضح فيه الإجراءات والقرارات التي سيتم اتخاذها في إطار الحفاظ على السلامة العامة والحد من انتشار فيروس كورونا، متضمنة فرض عقوبة بحق كل شخص لا يرتدي الكمامة. وجاء في البيان “إغلاق جميع صالات الأفراح والمنتزهات والمسابح والملاعب والنوادي الرياضية، والمزارع التي يتم فيها إقامة الحفلات بجميع أنواعها سواء أكانت داخل أو خارج المخطط التنظيمي حتى إشعار آخر”. وفي حال لم يلتزم أصحاب المحال المذكورة بقرار الإغلاق بشكل طوعي، ستقوم لجان البلدية الثلاثاء الساعة الخامسة مساءً وبمؤازرة ناحية جرمانا و كتائب البعث بتنفيذ الختم بالشمع الأحمر وسحب الترخيص الممنوح وتحويل المخالف للقضاء المختص. وشملت الإجراءات التي سيتخذها مجلس مدينة جرمانا اقتصار البيع بالمطاعم والكافتيريات على الطلبات الخارجية فقط وعدم استقبال الزبائن بالمحال تحت طائلة المساءلة القانونية وسحب الترخيص والختم لكل مخالف و التحويل للقضاء المختص. بالإضافة إلى إغلاق جميع المهن والمحلات التجارية بتمام الساعة التاسعة مساءً بشكل يومي ويترتب على أصحابها التقيد بالإجراءات و قرارات وزارة الصحة لمنع انتشار الفايروس، تحت طائلة المسائلة القانونية والختم والتحويل للقضاء المختص.

وأخيرا مجلس مدينة التل بريف دمشق الذي قرر حزمة قرارات منها إلزام أصحاب المحال التجارية عدا الغذائية و الصيدليات والمراكز الطبية بإغلاق محالهم الساعة 9.00 مساءً والالتزام بإرتداء الكمامة و التعقيم ضمن هذه المحال أثناء فترة العمل. وكذلك إلزام سائقي وسائل النقل العام و الخاص و الداخلي بعدم نقل أي مواطن لا يرتدي الكمامة ضمن الخط الداخلي وخط دمشق-التل تحت طائلة الحجز وإتخاذ الإجراءات اللآزمة أصولاً. وأيضا إلزام المواطنين بارتداء الكمامة في الأماكن العامة (المؤسسة الاستهلاكية و الدوائر الحكومية و الأفران و المراكز الصحية و وسائل النقل) وكل مخالف سيعرض نفسه للمساءلة القانونية وإحالته للقضاء المختص أصولاً. ناهيك عن إلزام المواطنين برمي القمامة في الأوقات المخصصة لها (من الساعة 8.00 مساءً وحتى الساعة 7.00 صباحاً) وضمن الحاويات وبأكياس بلاستيكية. دعم الكادر التطوعي المتواجد ضمن المدينة (الأفران والمؤسسة الاستهلاكية) لتحقيق التباعد المكاني للمواطنين بأماكن التجمعات الخدمية والاستمرار بعملية التعقيم لشوارع وأحياء المدينة.

كما أهاب مجلس المدينة بالأخوة المواطنين المرضى بالكورونا أو المشتبه بإصابتهم أو المخالطين لهم بالإلتزام بتوجيهات المنطقة الصحية بقواعد الحجر الصحي المنزلي الصادرة عن وزارة الصحة وفي حال مخالفتهم لذلك سيعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية

. وأخيرا فإن سوريا التي ضيق عليها الأعداء سبل الحياة على مدار سنوات الحرب قد خبرت سبل المقاومة وأدمنت الانتصار وأبدعت في خلق وسائل الحياة.. ولم تستطع سنوات تسع من هذه الضروس أن تنال من نجاح قطاعها الصحي الذي حرم أنواعا كثيرة من الأدوية والأجهزة الطبية أو قطع تبديل فيها.. فأبدع هذا القطاع بالاعتماد على قوة وتصميم وإبداع كوادره ودعم الدولة السورية له بكل ما يحتاج. وهو اليوم يقف جيشا أبيض وعقلا لايستهان بتاريخ الطبي في وجه فايروس كورونا ومسندا ظهره للفرق الحكومية المسؤولة بالاعتماد على اتخاذ الأخيرة قرارات قد تنجح في تطويق دائرة الخطر التي قد تحيق بنا.. ويبقى الأهم هو التعويل على وعي الناس في الالتزام بالإجراءات الصحية والقرارات الحكومية علنا.. علنا نخرج من هذه الحرب منتصرين أيضا!

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]