الخبير السوري:
جرّاء التراجع الهائل في الطلب على النفط، الذي فرضته العزلة العالمية مع تفشّي فيروس كورونا، بات التحرك يتجاوز المدى الذي يمكن مجموعة «أوبك+» (تحالف بين «أوبك» ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا) أن تمضي إليه منفردةً، وصار لزاماً انضمام دول أخرى إلى سياسة خفض الإنتاج، وعلى رأسها الولايات المتحدة. من هنا، جاء الردّ الروسي على الدعوة الأميركية إلى إحياء اتفاق الاقتطاعات في الإنتاج الذي انهار ابتداءً من بداية الشهر الماضي، بعدما رفضت موسكو المسّ بحصتها، بالقول إنه صار ضرورياً انضمام واشنطن إلى سياسة التخفيضات إذا كانت تريد للسوق أن تشهد بعض الاستقرار بعدما قضى الوباء على ثلث الطلب العالمي، أي ما يقارب إنتاج السعودية وروسيا والولايات المتحدة مجتمعة، وما يتجاوز إجمالي إنتاج جميع أعضاء «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك).
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبدى أمس استعداد بلاده للتعاون مع الأميركيين والسعوديين لخفض الإنتاج، ولكن الضرورة تقتضي أن يكون هناك تحرك مشترك لتحقيق التوازن في الأسواق. لذلك، اقترح بوتين اقتطاعات في الإنتاج بحوالى 10 ملايين برميل يومياً عند مستويات الربع الأول، مذكراً بأن سعر البرميل عند 42 دولاراً يناسب الموازنة الروسية. وفي اجتماع مع وزير الطاقة، ألكسندر نوفاك، ألقى الرئيس الروسي باللوم على انسحاب الرياض من اتفاق «أوبك+»، وعلى الآثار المدمرة لـ«كورونا» على الطلب، في انهيار أسعار الخام، مشيراً إلى أن السعودية تخطّط للتخلص من منافسيها مِن منتجي النفط الصخري، ومن أجل أن تفعل ذلك، كان عليها أن تدفع سعر النفط إلى ما دون 40 دولاراً. وعلى إثر هذه الأنباء، ارتفعت أسعار خام «برنت» الأوروبي بـ10% متجاوزة 32 دولاراً للبرميل.
بوتين: الرياض تخطّط للتخلص من منافسيها من منتجي النفط الصخري
التعليقات مغلقة.