“دراويش سورية” ضحايا صراع الفاسدين في لبنان..أطباق المسبحة والفول خاوية.. وسندويشات العولمة تجتاح الفلافل ؟؟

الخبير السوري:

الأزمة تضرب موائد الدراويش..لعله عنوان ليس بالجديد، لكن له وقعه المؤثر والمقلق حقاً..

فلطالما تغنينا في سورية بأن من يحمل في جيبه 25 ليرة يستطيع أن “يشبع” غداء أو عشاء أو فطور..لأن الفول والحمص والفلافل منتجات محلية لا مدخلات دولارية فيها..أي هي ” طاهرة” من الدولار بالتالي كنّا نأكل من خيرات سورية..ومن نعمها التي تجود بها طبيعة هذا البلد الغني بموارده.

إلا أن تغير ما طرأ على هذا الواقع..مؤخراً ومؤخراً جداً..وارتفاع غير متوقع في أسعار هذه المواد التي هي ” مأكولات الدراويش”..وربما السبب هو أننا بتنا مضطرين لأن نطعم الأشقاء اللبنانيين في محنتهم و أزمتهم، هم شعب البلد الريعي الذي هجر الصناعة والزراعة وانساق وراء غواية الريعية والمال والخدمات..وهذه هي ملامح الاقتصاد الفاشل والهش.

بالفعل يبدو أن مهنة بيع الفول النابت في طريقها للانقراض بعد ارتفاع أسعار المواد الأولية والوقود..هو حديث نقلته صحيفة الوطن عن  أبو محمد بائع الفول النابت وهو يقف أمام عربته منذ الصباح على الكورنيش البحري في طرطوس..ويقول: عادة كنت أجرّ عربتي مرتين في اليوم إلى هذا المكان فالزبائن كثر والبيع كثير، الآن أصبح كل شيء غالياً وقليل من الطلاب من تصل (خرجيته) إلى 500 ليرة وحتى السيارات العابرة التي تتوقف للشراء أصبحت أقل بكثير ومردود اليوم لم يعد يسد رمق العيال، ويتابع: أصبح سعر كيلو الفول اليابس 1800 ليرة ناهيك عن كلفة وعذاب الحصول على جرة الغاز وكذلك الصحون والشوك والليمون الحامض، والله أقل من 500 ليرة للصحن ما بتوفي.

ولا يختلف الأمر عما تقدم في مطاعم المسبحة والفول، فالأسعار أيضاً ارتفعت بطريقة جنونية جعلت هذه الوجبة خارج متناول شريحة واسعة من مواطنينا وغابت تقريباً عن الموائد رغم أنها تبقى من الوجبات الرخيصة قياساً بغيرها وعليك أن تأخذ حذرك قبل أن تتورط بعزيمة لأصدقائك على وجبة فول صباحية أو صحن فول على عربية فربما تخسر ربع راتبك إذا لم يكن أكثر.

الفول عادة كان لحم الفقراء وغذاء الأطفال اللذيذ المغذي لكنه الآن أصبح بعيد المنال حتى لو هبطت أسعاره إلى ما دون 1500 ليرة للكيلو الواحد وبغياب الغاز بشكل شبه كامل لا بديل عن (ببور الكاز) في حال توفر هذا الوقود النادر وطبعاً بأسعار كاوية يصل فيها الليتر الواحد إلى ما يقرب الألف ليرة كما قال لي الباعة الذين سألتهم.

إقرأ أيضاً:

أكثر من 60 طبيباً تطوعوا للعلاج بالمجان في اللاذقية..

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]