ليسوا شهود زور..هكذا بدت سورية “المأزومة” لمن ليسوا في وارد المجاملات..

ناظم عيد – الخبير السوري:

كانت لافتة المعطيات التي سردها  داوود عبد زاير رئيس مجلس الأعمال الوطني العراقي ، على إحدى الفضائيات، عن مقومات قوّة الاقتصاد السوري، وما يحتضنه البلد بعد تسع سنوات حرب، من ميزات حدت بكل الفعاليات العراقية للاحتفاء الصاخب بافتتاح معبر البوكمال – القائم.

فالرجل بوصفه رجل أعمال كان من البدهي أن ينطلق من نظرة براغماتية للحدث، و إلى الأفق الجديد في التعاطي مع الاقتصاد السوري، معوّلاً على سورية التي وصفها بأنها “تتفوّق في بنيتها الصناعية على العراق، و أن لدى اقتصادها من المقومات ما يكفي لإنعاش مساحات واسعة من الاقتصاد العراقي”.

الرجل يتحدث عن اقتصاد بلد خاض غمار حرب مديدة ولم يخرج منها بعد، بالمقارنة مع اقتصاد نفطي كاقتصاد العراق، ” لدى سورية البنى الإنتاجية ولدى العراق المال”، وهذه لم تكن مجاملة سياسية بل معطيات اقتصادية والاقتصاد لا يكترث كثيراً لمقتضيات البروتوكول كما السياسة، فهنا يجري العمل بلغة 1+1=2 وليس 11 .

على التوازي والتزامن نشرت إحدى الوكالات الإخبارية الأجنبيّة تحليلاً عميقاً لمرتكزات القوّة في الاقتصاد السوري، وكان التنوّع الذي يحظى به، ومتانة البنية الصناعية، أهم العناوين التي دار حولها التحليل..الذي عرض في السياق لحقيقة هامة وهي أن الليرة السورية المأزومة مازالت أقوى لجهة سعر الصرف أمام الدولار، من الدينار العراقي والليرة اللبنانية والتومان الإيراني.

معطيات أصغينا إلى صدى آخر لها، من قلب الشارع اللبناني عندما علت الاحتجاجات على الوضع الاقتصادي هناك، وكانت المقارنة بلسان الشارع تقول: ” التقنين الكهربائي في سورية بات صفراً رغم سنوات الحرب التسع، ولدينا في لبنان …..”.

ربما ليس علينا نحن السوريين أن نبحث عن قرائن لنتأكد من أن في سورية مقومات نهوض تتكفّل بترميم كل الرضوض التي أحدثتها الحرب.

إلّا أنّ علينا أن نبدّد دوماً حالة الوهن التي تعتري بعضنا على خلفيات ” الضخ السّلبي” القادم من كلّ حدب وصوب..وهذه من طبيعة وخصائص “بيئة الحرب” لاسيما إن كانت متعددة الأدوات والوسائل كما هو حال الحرب على سورية.

وبما أننا بدأنا حديثنا من أجواء افتتاح معبر البوكمال مع العراق، سنختم بأجواء المعابر لكن ليس فتحها بل سنعود إلى زمن إغلاقها في العام 2013 و 2014 كإحدى وسائل الضغط والحرب على سورية.

ففي بدايات الحرب صدرت قرارات حصار ومقاطعة خانقة، وعلى الصعيد الميداني شرعت القوى ذاتها عبر أذرعها الإرهابية، بتدمير كل البنى الحيوية في هذا البلد، ومنها كل المنشآت الصناعية ..نهب ..سلب…ثم تدمير، وفق نهج منظّم وموضوع في بنك أهداف بدا واضحاً وصريحاً.

لكن المفاجأة الصّادمة أن أرتال بمئات الشاحنات كانت تخرج يومياً من سورية باتجاه الجوار ولاسيما إلى العراق..الحمولة كانت منتجات الصناعة التحويلية السورية والمنتجات الزراعية، لكن مطارح الإنتاج كانت مجهولة..بالفعل أين تنتج هذه البضائع بعد “سياسة الأرض المحروقة” التي مارسوها في محاولات تدمير سورية؟؟؟!!

الجواب كان في أقبية الظل وفي بيوت السوريين التي تحوّلت إلى موطن جديد لمكنات الإنتاج..

وعندها كان القرار الشهير بإغلاق كل المعابر الحدودية بين سورية والجوار.

الآن بدأ الخط الراجع بافتتاح المعابر ..معبر نصيب في مطلع هذا العام، وبالأمس معبر البوكمال، وهناك معبر اليعربية والتنف مع العراق أيضاً سيكونان أفقاً جديداً للصادرات السلعيّة السورية.

هي ملامح تعافٍ جديدة مقترنة بانفراجات أكيدة تجري في أروقة السياسة، تشكل في معظمها مرتكزات ” ضخ إيجابي” في مواجهة الدسائس والتشويش والضخ السلبي..مواجهة تبدو مهمة كل سوري وطني يؤمن بسيادة وقوة هذا البلد..وربما علينا ألا ننتظر شهادات من الخارج لنعاود ونستعيد الثقة.

إقرأ أيضاً:

مقنن تمويني غذائي عبر البطاقة الذكية قيد الدراسة..وزير التجارة يكشف أوراق هامة في مجلس الشعب..

مقنن تمويني غذائي عبر البطاقة الذكية قيد الدراسة..وزير التجارة يكشف أوراق هامة في مجلس الشعب..

2 تعليقات
  1. بشار محي الدين المحمد يقول

    كلام صحيح فالعراق وغيره من دول الجوار يعمدون لاستيراد كل شيء لعدم وجود دعم للصناعة، و رئيس الجناح العراقي في معرض الزهور أكد لي عجزهم عن انتاج نباتات وأشجار لعدم وجود دعم .

  2. ادارة يقول

    سورية الأكثر عراقة صناعياً في المنطقة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]