صرخة رجل أعمال في وجه الدولار..تشي بتحوّل طالما انتظره السوريون..

الخبير السوري:

كانت لافتة بالفعل مبادرة رجل الأعمال السوري وسيم القطّان، عندما أصدر بيانه المؤثّر الوجداني الوطني، في مواجهة زحف الدولار باتجاه الليرة السورية وبالتالي تجاه كل سورية، لكن نحو فقرائها قبل أغنيائها..

من هنا بدت مبادرة الرجل ذات أثر وفعالية لأنها لم تكن متوقّعة، ففي مثل هذه الأزمات عودنا رجالات قطاع الأعمال على الصمت، أو ” النأي بالنفس” وهي سلبيّة طالما كانت تهمة تلف وتغلّف هذا القطاع الوطني الموضوع حالياً في مقصورة قيادة العملية التنموية، وفقاً لمحتوى الخطط والسياسات الرسمية، ففي خطة ” سورية ما بعد الحرب” ثمة حصّة وافية للقطاع في إعادة البناء، وهي رسالة تلقّفها بذكاء بعض رجالات القطاع، فيما لم يكترث بها آخرون.

بيان القطّان وموقفه الذي يمكن عنونته بـ”استنفار رجل أعمال ينتصر لليرة السورية” ..استدرج مواقف أخرى مشابهة إلى حدّ ما و إن كانت أقلّ تأثيراً، لكنها في المجمل أسهمت بكبح جماح الدولار، و تهدئة البعد النفسي والهواجس التي اعترت الجميع، ومن عادة مثل هذه الطقوس المتوتّرة الدفع بالدولار صعوداً، فلم يظهر على السطح سبب مقنع لمعاودة الدولار انخفاضه، إلّا المواقف المطمئنة المهدئة للخواطر والمعلنة في سياق ” الدور الوطني النبيل” لرجل الأعمال، و لوسيم القطّان ريادة في هذا المقام، فثمة مواقف سابقة وتصريحات أدلى بها الرجل، تملي على أي متابع رسمي أو شعبي، التفكير بإعادة بناء وجهة نظر جديدة متفائلة بخصوص المشهد الجديد غير التقليدي لقطاع الأعمال السوري، ومكوناته الشابّة الغضّة المرنة..القادرة على إحداث الفعل ” البور” المطلوب لإعادة الإقلاع بالعجلة التنموية مجدداً.

هبط الدولار بهدوء على إيقاع التطمينات، وإن لم يعترف بها الكثيرون المسكونون بالسوداويّة التي صنعها الظرف الصعب، وحتى لو لم يهبط الدولار وعاد إلى الارتفاع، فالعارفون بالشأن الاقتصادي الكلّي و الشأن النقدي، يدركون الثمن الحقيقي والقيمة الثمينة لموقف رجل أعمال انخرط في طيف فقراء هذا البلد، ليطمئنهم ويعلي الصوت معهم في وجه أداة من أدوات التلاعب بأرزاق مواطن ومقدرات دولة .

الواقع أن القطّان بمبادراته التي يمكن رصدها وهو يطلقها دونما استعراض ..في اجتماع رسمي تخصصي..أو في جلسة ضيقة، وأفكاره المصنّفة بأنها ” من خارج الصناديق المغلقة”، يترك من يستمع إليه، أمام قناعات جديدة تشي بأن الهمّ الوطني ليس خاصيّة حكوميّة..بل في قطاع أعمالنا نفحة جديدة ذات بعد رأسمالي – وطني، وليست براغماتية – نفعية خالصة كما هي طبائع رأس المال، وهو على الأرجح ما نبدو بأمسّ الحاجة إليه في هذا الظرف الصعب والعصيب الذي تمرّ به البلاد.

بالفعل إن ثروات الشعوب لا تقاس بأموالها ومقدراتها، بل بما لديها من رجال أعمال وطنيين، لأن رجل الأعمال عندما يكون وطنياً، يكون هو مكتشف الثروات وهو من ينمّي الثروات ويديرها، ومن يحقق القيم المضافة الحقيقية في الاقتصاد..إنه أهم الأدوات التنموية، لكن شريطة أن يكون وطنياً.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]