التهريب يوسّع مسارب ضياع جرعات الدعم ..صناعة الألبسة السورية بين مطرقة الحرب و سندان التجّار..

الخبير السوري:

لازالت البالة و الألبسة الجاهزة المُهربة والتي تخضع لعملية تزوير مؤكدة داخل البلد تؤرق أهم صناعة في سورية وتهدد الكثير من المعامل بالاغلاق و الانحسار ..

ويبدو واضحا أن الملف في طريقه لأن يفتح على مصرعيه ولكن هذه المرة سيتم استناداً الى ما يمارسه التجار من استغلال وجشع حيث يستأثرون بالحصة الأكبر من الكعكة على حساب الصناعي و المواطن ..

ثمة دراسات وضعت بدقة تشير الى مقدار الربح الذي يضعه التاجر على المنتج المحلي وبما لايسمح بوصول هذا المنتج قادرا على المنافسة في السوق المحلية المفتوحة على كل أشكال التهريب .. ..

تاجر يقدم المنتج الوطني بهامش ربح عالي بينما الصناعي عليه الاقتناع بهامش قليل بدأ يعجز عن تغطية تكاليفه ..

وتاجر يهرب البالة و المنتج الاجنبي خاصة التركي والصيني ويضعه في السوق بلا رسوم جمركية و لا أية تكاليف ..

فكيف لصناعة الألبسة أن تقاوم ..

في الحقيقية لن تستطيع رغم كل ما يقدم لها من دعم وما قد يُقدم طالما أنّ العدو المنافس قادر على اختراق القوانين والقفز فوق خزينة الدولة بل ومتحالفا مع خط الدفاع الأول للاقتصاد والذي يجب منع دخوله ونقصد طبعا الجمارك

المطالبات بمكافحة التهريب تركز على الحيتان الكبار .. طيب وماذا عن التاجر الذي يبيع المهربات ضمن أسواق من المفترض أنّها تخضع للقوانين المعمول بها في البلاد والتي تقول بالبيع وفق فواتير نظامية و معلومة المصدر وتسدد التزاماتها من رسوم وضرائب ..

ثمة مشهد لا يليق بواقع دولة تعرضت لحرب ثماني سنوات وكانت الصناعة أول ضحاياها أن تسمح لكل هذا القدر من التهريب أن يتمكن من أسواقنا متسببا في خروج القطع الأجنبي بمئات الملايين من الدولارات و بطعن الصناعة التي تنهض من تحت الركام و بحرمان خزينة الدولة من أموال هي بأمس الحاجة لها .

في كل محاولة للدولة لمواجهة التهريب يصعد صوت التجار والمهربين ليركبوا نفس السفينة في وجه الصناعة وحقوق الخزينة واقتصاد البلد ..

لابد من القيام بفعل قوي ” وهذا ما يُحضر له فعلاً ” لمواجهة التهريب وخاصة تهريب الالبسة .. تهريب بدأ يهدد بشكل حقيقي صناعة النسيج في بلاد النسيج .

بانتظار ما ستحمله الأيام القادمة ونعتقد أنّه سيكون قويا ومركزاً فعندما تكون المعركة بين تاجر وصناعي من واجب الدولة حسمها لمصلحة الصناعي والمواطن والخزينة.

سيرياستيبس

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]