خارطة طريق جديدة لعمل الجامعات الحكومية السورية.. المخرجات البشرية أولوية و البحث العلمي إعمار واستثمار

* كلّف المهندس خميس رؤساء الجامعات بأن يعمد كل منهم إلى إعداد رؤية تطويرية للجامعة التي يرأسها.

* عدم المساس بمصالح الفقراء لدى البحث في سبل تعزيز المارد المادية للجامعات.

الخبير السوري:

باتت الجامعات الحكومية السورية، أمام تصويب اتجاهات تصويب جديد لبوصلة أدائها، كمؤسسات إستراتيجيّة تضطلع بمهمة النهوض بأسس تنموية هامة وحسّاسة.

وحظي البحث العلمي كأحد أهم المخرجات الإستراتيجية التي يجب أن تضطلع بها الجامعات السورية، بالحيز الأهم مما يشبه خارطة الطريق التي رسمها اجتماع عمل خاص بتطوير عمل الجامعات السورية، برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء،  ضمّ رؤساء الجامعات الحكومية السبع ، بحضور وزيري التعليم العالي والتربية و الأمين العام لمجلس الوزراء ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي، ورئيس المجلس الاستشاري في رئاسة مجلس الوزراء.

واعتبر المهندس خميس، أن البحث العلمي هو الورقة الرابحة على مستوى تعزيز موارد الجامعات، و تأمين التمويل اللازم لمشاريع النهوض ببناها التحتية وبأدائها نحو الارتقاء بنوعية مخرجاتها التعليمية والتدريسية، وفي إطار أشمل على المستوى الوطني كمساهمة فاعلة في تطوير أداء مؤسسات الدولة، و تعزيز الخطوات الجارية باتجاه إعادة الإعمار كاستحقاق وطني كبير، مؤكداً أن الإمكانات التي وضعتها الحكومة في خدمة البحث العلمي كبيرة جداً لكنها لم تستثمر الاستثمار الأمثل.

لافتاً إلى الأسس التطبيقية المطلوبة فعلاً  في سياق العنوان العريض وهو ” ربط الجامعة بالمجتمع” والذي ما زالت الجامعات متأخرة في تجسيده كما يجب وكما تملي الاستحقاقات الوطنية لا سيما في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة، وهو ما تسبب بشرخ كبير بين الجامعات والجهات الحكوميّة، محملاً رؤساء الجامعات مسؤوليات هامة تمليها مواقعهم القيادية، طالباً منهم أن يكون كل رئيس جامعة ” إنسان وقائد ومبادر وليس مجرد موظف”، مشيراً إلى ضرورة ربط أطروحات الدراسات العليا باحتياجات المجتمع ومؤسسات الدولة، و التنسيق والتناغم الكامل في هذا الاتجاه.

و كلّف المهندس خميس رؤساء الجامعات بأن يعمد كل منهم إلى إعداد رؤية تطويرية للجامعة التي يرأسها، مشدداً على أنه لم يعد مقبولاً الاسترخاء، والمطلوب العمل بإصرار من أجل إعادة الألق والسمعة النبيلة والطيبة إلى الجامعات السورية.

الاجتماع لم يخلُ من النبرة الحازمة التي خاطب بها رئيس المجلس رؤساء الجامعات، محملاً إياهم مسؤوليات جديدة من منطلق صلاحياتهم الواسعة المعطاة لهم، في مجال تطوير الموارد الذاتية و إدارة الإنفاق البنّاء، وتطوير التشريعات على التوازي مع تطوير المناهج،  و تحقيق الحضور المطلوب للجامعة في مختلف المجالات والقطاعات التنموية، مع الحرص على عدم المساس بخاصيّة مجانية التعليم التي ما زالت سمة وعلامة فارقة في تعاطي الدولة السورية مع هذا القطاع الحيوي والإستراتيجة.

واستخدم رئيس المجلس عبارة ” عدم المساس بالفقراء” في سياق حديثة عن الفرص المتاحة لتطوير الموارد والاستثمار الأمثل لها بما يعزز من أدائها..مؤكداً على ضرورة اضطلاع الجامعات برفد سوق العمل بالكوادر الاحترافية المؤهلة في كافة الاختصاصات.

كانت أشبه بجلسة عصف ذهني أدارها رئيس مجلس الوزراء، لتحفيز مبادرات رؤساء الجامعات، طالباً منهم توثيق رؤاهم لتطوير جامعاتهم وموافاة رئاسة مجلس الوزراء بها عبر وزارة التعليم العالي، لافتاً إلى التكامل والتكافل المطلق بين الحكومة وقيادة الحزب والاتحاد الوطني لطلبة سورية، لدعم التعليم العالي و استعادة المستويات الرفيعة لمخرجاته لجهة الكوادر ونتاج البحث العلمي.

وعرض الدكتور بسام الإبراهيم وزير التعليم العالي، تقريراً مفصلاً لما أنجزته الوزارة على صعيد تطوير عمل الجامعات وخلق مبادرات جديدة باتجاه تحسين مرتكزات عملها، والارتقاء بمخرجاتها.

كما كشف عماد العزب وزير التربية عن رؤية جديدة للعمل والتنسيق بين وزارتي التربية والتعليم العالي، بصيغة تكاملية فاعلة تضمن الوصول إلى المخرجات التعليمية المؤهلة وفقاً للاحتياجات الوطنية ببعدها التنموي الحقيقي.

ومن جهته أشار الأمين العام لمجلس الوزراء إلى المسارات الخلاّقة التي يجب أن تسلكها الجامعات السورية لتكون أكثر التصاقاً ومواكبة لمتطلبات البحث العلمي ولمتطلبات التنمية المجتمعية عموماً.

كما تحدث رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي، عما انطوت عليه الخطة التي أعدتها الحكومة للتنمية حتى العام 2030، بما يتعلّق بالجامعات وسياسات التعليم العالي.

ناظم

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]