الإسكافي حافي و الحائك السوري العريان..وصمة القطاع النسيجي تُحرج أصحاب الكار..؟؟؟؟

الخبير السوري:

في الحقيقة من المعيب أن يكون لنا أي مشكلة في قطاع الصناعات النسيجية تحديداً، لأن أول نول في التاريخ كان في سورية، وأول قطعة قماش تُنسج في الكون كانت بالتالي هنا على هذه الأرض المباركة، هذا يعني أننا سبقنا أهل الدنيا كلهم إلى هذه الصناعة، فكان من الطبيعي أن تبقى الريادة لنا بها، ولا نسمح لأحدٍ أن يتفوّق علينا بصناعة نحن أوجدناها وابتكرناها .. فهل كنّا أهلاً لحمل هذه الأمانة ..؟

في الحقيقة لم نكن أهلاً، فقد فرّطنا بها إلى أبعد الحدود، ووصلنا إلى أماكن متخلفة في صناعة النسيج، عن الكثير من الشعوب، فلم يفدنا النول الأول ولا القماش الأول، لأن الأمر كان يحتاج بداهة إلى متابعة ومثابرة وإخلاص، وإصرار على التفوق المبني على استثمار هذا الإرث الكبير، الذي كان من المفترض أن يُشكّل رصيداً ضخماً يمكّننا من التألّق الدائم في هذه الصناعة، ولكننا مع الأسف فرّطنا بهذا الإرث، وبدّدناه، وسَبَقَنا الكثيرون، وبدلاً من أن تكون صناعاتنا النسيجية كنزاً بين يدينا نُباهي به الآخرين، تحوّل إلى عبءٍ كبير علينا، فمخازينها بعشرات المليارات من الأموال الجامدة المكدّسة على شكل مصنوعات نسيجية في مستودعات الشركات الحكومية، غزول وأقمشة وملابس وما إلى ذلك، وخلال هذا العام تتباهى المؤسسة النسيجية أنها استطاعت تسويق ما قيمته ( 9 ) مليارات ليرة من المخازين، وما تزال تختزن الكثير ..!

أما صنّاع القطاع النسيجي الخاص فليسوا أحسن حالاً، إذ لهم معاناتهم الخاصة التي كفلت لهم الثبات في التراجع، وفي عدم التوافق مع حالة أقدم نول وأقدم قماش. يعبّر أحد الصناعيين الذين يعانون في قطاعهم النسيجي بالقول : (كان هناك مقوله دمشقية شاميه وطنيه بامتياز ان الخيط الوطني السوري يورّث، والآن نقول: إنّ الأقمشة التركية حلت محل الصناعة الوطنية.. فمبروك تفشيل الصناعة الوطنية النسيجية وكفانا شعارات .. فلو كان المعنيون يريدون وضع حد لهذا الواقع لكانت الصناعة الوطنية في أفضل حال). صرخة مؤلمة بالفعل، فمن أتى بالأقمشة التركية لإحباط صناعاتنا الوطنية ..؟! وكيف ..؟! وعلى أي قاعدة ..؟! هو كان بالأساس لا الصناعة التركية ولا صناعة أي بلد في العالم بإمكانها أن تجرؤ على الاقتراب من الصناعة النسيجية لبلد النول الأول .. الذي فرّطنا به لنمكث في المقعد الأخير لقاعات هذه الصناعة بعد أن تلقفها الآخرون .. بكل أسف ..!

سيريا ستيبس – علي محمود جديد

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]