مواجهة مع الفساد الفشل والترهّل..ثلاثيّة الأمراض المزمنة أمام هدنة لإعداد عدّة العلاج العميق

الخبير السوري:

فيما يشبه جلسة العصف الذهني، استمرت ثلاث ساعات ونصف..دخلت لجنة رسم السياسات والبرامج الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء، إلى عمق المؤسسة العامة للصناعات النسيجية، لتخرج برسمٍ متكامل لملامح المخارج الآمنة  لهذه المؤسسة ، ” الأكبر” على مستوى القطاع العام السوري من مشاكلها المتراكمة منذ عقود، والمرحّلة بالتواتر من حكومة إلى أخرى كباقي منشآت هذا القطاع الذي مازال مظلّة أمان اجتماعي تُظل عشرات آلاف العمال.

الفساد ..والترهّل ..والفشل الإداري ..مصطلحات تكررت عدّة مرّات خلال المداولات التي جرت برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء، وكان حديثه الأكثر تطرقاً إلى هذه المشكلات، التي بدا مصرّاً على اجتراح حلول حقيقيّة لها، ” مهما كان الثمن والكلفة”..والجديد هو أن رئيس الجلسة انتقل بمجالس إدارات المؤسسات، من مجرد بريستيج وحالة استعراضية وشكليّة، إلى مكوّن إداري متقدّم بمسؤولياته ومهامه وليس بمجرّد امتيازاته وميزاته..فمجالس الإدارات باتت مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الارتقاء بعمل المؤسسات، كما هي مسؤلة عن الخسائر التي آلت إليها نتائج عمل المؤسسات.

تركيز لافت كان على مجالس الإدارة من قبل رئيس مجلس الوزراء، وهي الحالة الافتراضية التي لا بدّ من الانطلاق منها بالفعل نحو إصلاح القطاع العام..لأن مجلس الإدارة هو عبارة عن مجلس اتخاذ قرارات بمسؤوليات جماعية، يكون مدير عام المؤسسة هو أحد المعنيين بالقرار وليس المعني الوحيد به.

خلاصات تدعو للترقب خرج بها الاجتماع..ففي المخرجات آجال زمنيّة لإنجاز رؤى متكاملة على مستوى ..العمالة..والتسويق..والمنافسة..واستثمار الموارد بالشكل الأمثل..وبعدها ستكون القرارات الحاسمة والتي قد لا ” تخلو من البعد الجراحي” الذي قد تعتريه بعض القسوة”..إلا أن الدواء المرّ هو الأكثر نجاعة وشفاء كما يُقال.

أسابيع قليلة وسنرى دستة قرارات مؤثرة في مستقبل المؤسسة النشسيجية، قد تكون صالحة للقياس والإسقاط على باقي مؤسسات القطاع العام الصناعي الذي يقف حالياً على عتبة حساسة بكل معنى الكلمة.

وزير الصناعة المهندس معن الجذبة كان مفرطاً في التفاؤل على أساس قرائن وركائز فنيّة ..ارتأى أنها ستمكنه من إحداث تحولاً ونقلة أكثر من تقليدية في أداء المؤسسة النسيجيّة..

أما رؤية وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور محمد سامر الخليل، فكان صاحب النصيب الأوفر من الحديث، مستعرضاً فحوى دراسة متكاملة تنطوي في سياقها على وصفة إنقاذية للقطاع العام النسيجي..

الآن يبدو على جميع المعنيين العمل وبلا تسويف، لإنجاز الاستحقاق الذي وضعهم أمامه المجتمعون..وعلى أساس مخرجات فرق العمل بعد انتهاء الآجال الزمنية، فقبل اجتماع السياسات لن يكون كما قبله قطعاً.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]