وجبات اللحوم والمصافحة الموسمية مع فقراء السوريين..

الخبير السوري:

زيادة عدد الأضاحي هذا العام في دمشق وغيرها من المحافظات السورية رغم استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء الحية والمذبوحة يحمل مؤشرات كثيرة تتصدرها الحالة الاقتصادية لشريحة من المواطنين، ثم الحالة الاجتماعية والروحية التي حافظت على تأثيرها لدى الكثيرين ولعبت دوراً هاما في سنوات الحرب وأسهمت في تخفيف آلام الحرب ومآسيها عن العديد من العائلات السورية.

هذه الزيادة والتي عبرت عنها بيانات منسوبة لجمعية اللحامين انتقدها البعض مبرراً ذلك بوجهات نظر مختلفة، فهناك من اعتبر أن زيادة الأضاحي أسهم في استمرار ارتفاع أسعار اللحوم نتيجة زيادة الطلب على الأغنام المعدة للذبح، وهناك من رأى أن ما تم إنفاقه من مبالغ مالية كان يمكن إنفاقه في مكان آخر أكثر أهمية وإلحاحا بعد ثماني سنوات من الحرب… وغير ذلك من الأسباب ووجهات النظر المختلفة.

لكن دعونا نسأل.. ما مصير لحوم الأضاحي التي ذبحت خلال عيد الأضحى؟ أين ذهبت ولمن؟.

 

وفق الشريعة الإسلامية فإن النسبة الأكبر من هذه الأضاحي يجب أن تذهب لأقارب المضحين وللفقراء، وإلا فإن الأضحية لن تقبل وسيذهب ثوبها سدى، وبالتالي فإن القسم الأكبر من لحوم الأضاحي ذهبت إلى الفقراء وأصحاب الدخل المحدود غير القادرين على شراء كيلو لحم واحد في الشهر، وهذا يعني أن عائلات كثيرة تناولت اللحم للمرة الأولى في هذا العام أو بعد عدة أشهر على آخر مرة تناولته، ولذلك فإن الأضاحي لم تكن هدراً للمال ولم تذهب إلى غير غايتها، ولو تكرر هذا الأمر لدى الشرائح الاجتماعية الميسورة على مدار العام لتمكنت عائلات فقيرة كثيرة من توفير وجبة غذائية جيدة لأفرادها بين الفينة والأخرى.

أما ما يتعلق بحديث البعض عن تأثير الأضاحي على وضع الثروة الحيوانية في سورية، فإنه يجب الإشارة إلى أن خيار المرابين عند قلة الطلب في السوق المحلية هو بيعها للمهربين، عوضا عن أن تذهب الأغنام تهريبا إلى الدول المجاورة وتستفيد منها عصابات التهريب فالأفضل أن تذبح في السوق المحلية ويأكل منها الغني والفقير معاً.

سيرياستيبس

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]