هل انتهى زمن الأحزاب السياسية.. وبدأت سلطة الاتحادات والمنظمات الشعبية؟

زياد غصن

 

هل انتهى زمن الأحزاب السياسية؟.

 

على المستوى الشعبي، يمكن القول إن زمن الأحزاب السياسية في صناعة الرأي العام والتأثير فيه قد ولى..

وكما تكشف متغيرات السنوات الأخيرة، فإن هناك جهات أخرى أخذت تبرع أكثر في تحريك الشارع وتوجيهه، وغالباً ما فشلت الأحزاب السياسية في فعل مشابه أو مواجهة مصادر التأثير الجديدة..

أما لماذا تراجع التأثير الشعبي للأحزاب السياسية، فهذا حدث بفعل الأسباب التالية:

-ابتعاد معظم الأحزاب السياسية عن قضايا الشارع الجوهرية المتعلقة بالأوضاع المعيشية والظروف الاقتصادية، وانشغالها بالسلطة والمعارك الانتخابية.

-عدم قدرة الأحزاب السياسية على تجديد نفسها وقراءة المتغيرات المحلية والدولية، ومواكبتها وتوظيفها بما يحافظ على مكانتها الشعبية السابقة.

-استمرار اعتمادها على الشعارات والخطابات والوعود في جهودها للتعبئة الشعبية، في عصر لم تعد تنفع فيه سوى المكاسب والإنجازات لكسب تأييد الناس.

على المستوى السياسي، لا تزال الأحزاب السياسية تحافظ على وجودها كواجهة تستخدم لخوض المعارك السياسية والانتخابية، وتمرير المشاريع السياسية التي ليست دوماً هي مشاريع مشبوهة أو تعارض مصالح الجماهير..

لكن من المرشح ليحل مكان الأحزاب السياسية في قيادة الرأي العام؟ أو من الذي يؤثر اليوم في صناعة الرأي العام والضغط عليه باتجاه تبني قضايا معينة؟.

مع أنه لكل بلد خصوصيته في هذا الجانب تبعا لعوامل عدة مرتبطة بالثقافة العامة وبالأداء المؤسساتي المجتمعي، فمثلاً في سورية تحضر للأسف شبكات التواصل الاجتماعي كفاعل مؤثر في صناعة الرأي العام، إنما عموماً فإن معظم المؤشرات تشير إلى تأثير متزايد للاتحادات والمنظمات الشعبية والمهنية، والتي نجحت في دول كثيرة على قيادة حراك شعبي واسع، ولغايات مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية..

وما أهل المنظمات والاتحادات الشعبية والمهنية لتحقق هذا المستوى من التأثير على الناس يتمثل في عدة نقاط أبرزها:

-تعبير المنظمات والاتحادات عن المصالح المباشرة للمنتسبين والفئات الشعبية على اختلافها، ويمكن القول إنها مصالح قومية واقتصادية في المقام الأول.

-حرص المنظمات والاتحادات في العديد من الدول على فتح قنوات للتواصل المباشر مع الناس والاستماع لمطالبهم وطموحاتهم، أي أنها لم تكن كما الأحزاب السياسية بعيدة عن الشارع.

 

 

 

-مواجهة هذه المؤسسات للحكومات ومعارضتها في كل ما من شأنه المس بمصالح وأوضاع الشرائح الشعبية، لاسيما الفقيرة وذات الدخل المحدود منها.

-اعتماد أسلوب المكاشفة والشفافية لدى العديد من إدارات الاتحادات والمنظمات المنتخبة بشكل ديمقراطي مباشر، بحيث تشهد مؤتمراتها وفعالياتها نقاشات عميقة وانتقادات حرة دون أن يعقبها مساءلة أو ملاحقة.

اليوم هناك أمثلة على ما سبق من استنتاجات…

فهناك منظمات عمالية بإمكانها إخراج ملايين الأشخاص للتظاهر في الشوارع، وبالمقابل هناك أحزاب حزب سياسية لا تستطيع تنظيم ندوة أو مؤتمر شعبي حاشد..

كل حكومات الدول تتوجس من طرح أي مشروع تشك في قبوله من قبل الاتحادات والمنظمات الشعبية، وبالمقابل لا تلقي بالاً لرأي هذا الحزب السياسي أو ذاك، أو أن رأيه مجرد تحصيل حاصل..

نعم إنه زمن الاتحادات والمنظمات الشعبية والمهنية… وليس زمن الأحزاب السياسية، لكن أيضاً ليس أي اتحادات ومنظمات..!!.

 

الخبير السوري – سيرياستيبس

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]