السوريون يدعمون “قاتليهم”..هل نستسلم أمام التسلل التركي من البوابة الاقتصادية؟؟

الخبير السوري:

هل نحن أمام حالة غزو تركي حقيقي، ومحاولات استباحة قذرة تهدف إلى تحويل الأسواق السورية إلى محميّة اقتصادية لنشر ثقافة “صنع في تركيا” وليس في أي مكان أو منشأ آخر؟؟

بالفعل مذهل حجم تدفق السلع التركية إلى المضمار السوري، ومريبة كثيراً لفحات سياسات الإغراق التي تستهدفنا، قبل الحرب على سورية وخلالها، وبالتأكيد بعدها إن بقينا نعوّل على صحوة الضمير العثماني.

بالأمس أعلن مجلس الوزراء ما يشبه “النفير العام” لمواجهة السلع المتدفقة تهريباً إلى أسواقنا، لا سيما ذات المنشأ التركي، دون أن يعني أن الأخيرة هي الوحيدة التي تدفع منتجاتها تسللاً نحونا، فثمة تزاحم “جنسيات سلعية” هنا في أسواقنا ومتاجرنا، يبدو المنشأ السوري أقلّها حضوراً، وهذا يكفي لإثارة سلسلة طويلة من التساؤلات عمّن أدخل ومن سمح ومن لم يراقب ومن باع ثم من اشترى، مع التقليل من مسؤولية الأخير لأن ” صاحب الحاجة أرعن”.

وفي “استحواذ” المنتج التركي على الحصّة الوافية من أسواقنا مفارقة برأسين وهي أن المواد المهرّبة إلينا هي غذائيّة أولاً ثم نسيجية ثانياً، أي ألبسة وهذه ليست مجرد كلمة بل منظومة إنتاجية مستقلّة بذاتها.

المفارقة هنا أننا البلد الذي يفترض أن يغزو الآخرين بمنتجاته الغذائية لأن الجغرافيا السورية تحتضن كماً هائلاً من الميزات النسبية والمطلقة في هذا الحيز الذي يبدو دسماً بما ينطوي عليه من فرص، والذي يصفه بعض الاقتصاديين بأنه مضمار تحويل التراب إلى نقود، وهو بالفعل هكذا، لكننا نتعرض للغزو والإغراق  استيراداً في السابق وتهريباً اليوم ؟!!

وبالنسبة للنسيج نبدو أمام ذات المفارقة، لأننا بلد حاز على شهرة عالمية في مجال النسيج يوماً، والآن نجد أن أسواقنا مشرعة بلا حماية ولا حصون لمنتجات تتدفق من كل حدب وصوب، بدا التركي صاحب النصيب الأكبر فيها !!

الآن يبدو السؤال الذي نعتقد هاماً، ولا نظن أننا واهمون ونحن نطرحه..أليس من الممكن أن نبدأ بحملة شعبيّة على مستوى سورية لمقاطعة البضائع التركية، على التوازي مع حملة المكافحة التي بدأها مجلس الوزراء أمس؟؟

هل هذا صعب على مواطن عاش المرارة تلو المرارة المتدفقة من بلد جار على شكل شحنات أسلحة فتاكة و قطعان إرهابيين لا علاقة لهم بالإنسانيّة؟؟

هل علينا أن ندعم أو نكون أكبر الداعمين اقتصادياً لمسهلي استباحة بلدنا و إباحة دماء السوريين بكل أطيافهم السياسية و مواقفهم ؟؟

هل من السذاجة المطالبة بموقف مبدئي على الصعيد الاقتصادي والسياسي والإنساني؟؟

يجب أن نفعل طوعاً أو بقرار ملزم، ومن يخالف لن يكون مختلفاً من حيث النتيجة عن أردوغان الذي كان بامتياز “دراكولا” دماء السوريين.

هامش: مهربو البضائع التركية إلى سورية..بعضهم مهرّب وقاطع طرق وبعضم الآخر من ذوي الياقات البيضاء أي من طراز الـ “خمس نجوم”.. والأسواق ومولات الأكابر تشهد !!

تعليق 1
  1. عبد اللطيف عباس شعبان يقول

    دخول البضائع التركية سابقا أسس لأزمة .. وأن يبقى ذلك خلال فترة الأزمة فهذا تأزيم .. وخاصة فيما يخص السلع المثيلة لما هو في بلدنا … وعجز السلطات المعنية عن معالجة ذلك استيرادا أو تهريبا

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]