أم عاقر… أم أبناء عقوقون ..بقلم: أسعد عبود

 

 

هل لسورية أبناء…؟! الجواب بالنفي قاسٍ وظالم.. والجواب بالإيجاب والتأكيد يفتقد الدقة.. بحكم ما جرى وشاهدناه بأم العين المجردة..

 

هل هي حالة المجتمعات حين يتخاصم أبناؤها..؟‏

 

في التاريخ.. إن حروباً قامت بين أبناء البلد الواحد لم تكن أقل وقعاً عليهم وعلى بلدهم مما عرفناه نحن في السنوات السبع المرًة التي عشناها، ربما لم ينج من هذا الاسفين الكارثي مجتمع من المجتمعات، وهكذا جاء الدور علينا وعلى بلدنا..‏

 

هل تتشابه هذه القصص في كل الحروب عبر التاريخ..؟!‏

 

بالنسبة لسورية سواء وصفناها بالحرب الداخلية أم الأهلية وهي ليست كذلك.. أم وصفناها بالحرب المفروضة علينا من الخارج… لا يتنافى هذا أو ذاك مع حقيقة أن سوريين تمثلوا بكثافة على جبهات القتال المتواجهة، أكثر من ذلك.. لقد أظهر سوريون، ثقافة عنف وكراهية ضد سورية وسوريين آخرين تتناقض كلياً مع أن يكونا ولدا من الرحم السوري نفسه، لكنه لا يتناقض مع أن لسورية رحم منتج وهي ليست أبداً بالعاقر… ربما فينا نحن أبناؤها كل العقوق.‏

 

أمس شاهدت على الشاشات الفضائية.. سوريين يشاركون في رفع العلم التركي على مبانٍ حكومية سورية في عفرين..‏

 

هو العلم التركي بالذات الذي يثير الشك في أن يكون ذاك السوري المشارك مع الأتراك ابناً للرحم السوري… العلم التركي هو علم دولة احتلال.. ويختلف عن أي علم آخر لأي دولة أخرى.. هذا ناهيك عن أن السوري الذي ولد من الرحم السوري لن يقبل إلا علماً سورياً..‏

 

غداً عيد الأم.. لقد نما هذا العيد وتوسع وانتشر الاحتفال به على كامل الربوع السورية حتى ليحسب المرء أن الأم السورية تتمتع بشروط الأفضل.. بين أمهات العالم..‏

 

لكن.. كل سوري يحب أمه التي خلفته ولا يحب سورية.. ينتمي للرحم الذي ولد منه ولا ينتمى لرحم سورية الكبير.. هو ولد عاق يحتمي برحم الوالدة ليتنكر لرحم الأم.. أو ليتناسى ما يفرضه رحم الأمومة الكبير المتجاوز لرحم الولادة من شروط لممارسة حياة تليق بالبشر.‏

 

لم يكن رحم سورية يوماً رحماً عاقراً.. نقبوا في الأرض.. وفتشوا في الحضارات التي عرفتها البشرية وخلفت آثارها لمن يقرأ ويتعلم.. هل تؤشر هذه الحضارات إلى عقم الرحم السوري..؟!.‏

 

شاهدت بالأمس برنامجاً تلفزيونياً (أجراس المشرق للصديق غسان الشامي) تحدث عن القصف والتدمير التركي للمدن الميتة أو المنسية.. وهي مدن الحضارات الغابرة في شمال سورية.. واليوم نقلت الأخبار تدمير الاحتلال التركي لآبدة أخرى تعني الرحم السوري في عفرين.. إنها الإرادة التركية الغاشمة.. تود أن تقطع بين السوريين والرحم العظيم الذي جاؤوا منه..!! قبلها كانت الاعتداءات المتتالية المدمرة على تدمر وإيبلا وأفاميا و ماري وبصرى.. وغيرها الكثير.. ولولا هبّة من أبناء الرحم السوري لفرضوها علينا أننا ولدنا من رحم عاقر.. هبّة أبطال صرخوا بالدنيا:‏

 

لسنا الأبناء العقوقين.‏

عن “الثورة”

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]