إذا أخَذَ فَتّش

بغضّ النظر عما يقال وفيه ملاحظات فإننا نُدركُ جيداً مدى احتياج العناصر والدوريات الجمركيّة، للوسائل التي تساعدهم على أداء مهامهم الحقيقيّة بصيانة بوّابات الحدود،

والطرق الواصلة إليها، وقطع دابر التهريب الذي يمكن أن يُنهكَ اقتصادنا الوطني، فهم يحتاجون بالفعل لأجل ذلك وسائل تجعلهم قادرين من خلالها على مواجهة مختلف الاحتمالات، كالدفاع عن أنفسهم، لأنّ المهرّبين هم مجرمون أساساً، وقد يستخدمون السلاح لتفادي خطر المُصادرة، والنّفاد من عناصر الجمارك، الذين يحتاجون هنا بشكلٍ طبيعي للسلاح، كي يُدافعوا إن اقتضت الحاجة، وربما يضطرون أحياناً للهجوم، فيحتاجون هنا إلى جانب السلاح، سياراتٍ قوية، تكفلُ لهم نجاح مطارداتهم للمهربين، وقطع الطريق أمامهم ومحاصرتهم، وإلقاء القبض عليهم، فهذا كله معلوم، ومفهوم، ولا غبار عليه، وهم بالفعل مزوّدون بالسلاح والسيارات القوية.‏

 

بالمقابل هناك جهات أخرى يكون عملها مهم جداً وحسّاس، كالشِّعب والمخافر الحراجيّة، والعاملين على حراسة الغابات وحمايتها، حيث يحتاجون إلى مجابهة أحياناً، ومطاردة صانعي حرائق الغابات أو المعتدين عليها أحياناً أخرى، وهم مكلّفون يومياً بقطع مسافاتٍ بعيدة، وبالمناوبة، والحراسة، ونصب الكمائن للمخالفين، ومنع التفحيم وإيقاف المًفحّمين، وصيانة الغابات من أي أذى، وما إلى ذلك، ولكن كيف لهؤلاء أن يقوموا بكل هذه المهام، وهم غير مزوّدين بما يتيحُ لهم ذلك، فالعنصر المدعوم منهم بالكاد يطارد ويجابه أعداء الحراج والغابات، والمعتدين عليها، بدرّاجة نارية صينية تتعطّل أكثر مما تعمل، ليستوقف المعتدي وينظّم بحقّه الضبط اللازم..!‏

ندرك أن المقارنة ليست دقيقة وتحتاج لمقاربة أكثر وضوحاً، لكن مانقوله بعض الشيء من كله..‏

علي محمود جديد – الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]