بحثاً عن الوزن المثالي برامج غذائية قاتلة وأدوية تضعف جهاز المناعة..

 

تحولت مشكلة الوزن الزائد، والسمنة المفرطة إلى هاجس يقلق النساء والرجال معاً، حتى الأطفال لم ينجوا من توجيه الملاحظات نحو بدانتهم، حيث تحولت السمنة إلى إدانة اجتماعية بحق الأشخاص البدناء، لذلك فإن معظمهم يبحث عن الطرق والوسائل التي من شأنها أن تساعدهم للتخفيف من أوزانهم، وحرق الدهون للحصول على الجسم المثالي والرشيق، وأكثر هذه الطرق شيوعاً اتباع نظام “الرجيم”، وهو عبارة عن حمية غذائية تتبع للتخلص من الوزن الزائد، وتحتوي وجباته على سعرات حرارية قليلة، وتكون خالية كلياً من المواد الدهنية، وتفتقر إلى كمية من الأملاح المعدنية، والكثير من المعادن والفيتامينات المهمة.

 

الأكثر خطورة

تنتج السمنة الزائدة من تناول أطعمة غير صحية، كالوجبات السريعة المشبعة بالدهون والشحوم، وعدم ممارسة التمارين الرياضية باستمرار وانتظام، وهذا ما يدفع البعض إلى ممارسة ما يسمى بالرجيم القاسي، متجاهلين الأضرار الناجمة عنه، كالإصابة بالأمراض، والمشاكل الصحية المتعلقة بضعف الجهاز المناعي للجسم، وفقدان الشعر، وتساقطه بسرعة،  ويؤكد مختص الأغذية محمد سعيد أن هذا النوع من  الرجيم قد يعرّض الشخص للإصابة بأمراض مزمنة كمرض السكري والمشاكل القلبية كعدم انتظام معدل ضربات القلب وتسارعها، والشعور بدوخة مستمرة، ودوران في الرأس وصداع،  بالإضافة إلى عدم القدرة على التركيز بشكل طبيعي نتيجة الإصابة بفقر الدم، وتحديداً الناتج عن نقص عنصر الحديد في الجسم، لأنها  تعتمد على نوع واحد فقط من الأطعمة، ويعد الرجيم الكيميائي من أخطرها، وهو يعتمد على تناول نوع واحد فقط من العناصر الغذائية،  كتناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات فقط كالأرز أو الخبز، أو تناول الأطعمة الغنية بالبروتين فقط كالبيض، أو تناول الأطعمة الغنية بالدهون فقط كاللحوم، ما يسبب آثاراً مرضية على الكبد والكلى من ناحية الوظائف، وإصابتهما بالقصور، أو ظهور الحصى في أحدٍ منهما،  وفقدان كبير للشعر، بالإضافة إلى الشعور بتعب وإرهاق كبير.

 

أدوية الصيدليات

تمتلئ الأسواق والصيدليات بالأدوية والمنتجات التي تساعد على فقدان الوزن بوقت قصير ومن دون بذل أي جهاد، أو الاعتماد على حمية غذائية، منها علب دوائية فيها حبوب، أو تأخذ شكل مشروبات ساخنة، وعن مخاطر هذه الأدوية والمنتجات، حدثتنا دكتورة الصحة العامة أمل شيباني لتؤكد تسجيل حالات وفاة  نتيجة استخدام بعض تلك الأدوية، ما دفع منظمة الغذاء والدواء الأمريكية في فرض سيطرتها ورقابتها على مصنعي هذه الأدوية، وخطورتها تكمن في أنها تعمل على تخفيض الشهية عن طريق السيطرة على بعض المستقبلات في المخ ، ورفع الحرق في الجسم، كما تعمل على تحجيم وتقليص امتصاص المواد الغذائية مثل الدهون والجلوكوز، وتضيف شيباني بأن من أعراض أدوية التنحيف الشعور بالبرد والرعشة، بالإضافة إلى مشكلات في الهضم، والشعور بالاكتئاب، أما بعض أصناف حبوب التنحيف فتدخل فيها مادة الكروم الخاصة ببناء العضلات، وقد تتحوّل إلى مادة مسببة للسرطان داخل الجسم، وهنا يجب التحذير من تناول العقاقير بشكل عشوائي، ويفضل اتباع حمية غذائية صحية، وممارسة الرياضة بانتظام، واستشارة طبيب مختص.

 

خطورة الإدمان

تعتبر أدوية التنحيف من الأدوية التي يمكن الإدمان عليها، وغالباً يلجأ إليها الأشخاص اليائسون من تجارب أنظمة الحمية، ووسائل التنحيف التقليدية، والتي تستغرق وقتاً طويلاً، لذلك يلجؤون إلى حلول أكثر جذرية، وأسرع حسب رأيهم، ويرى المختص الغذائي أنه في هذه الحالة  يقوم الشخص بإدخال مواد سامة إلى جسمه، وفقدان الغذاء الصحي والمتوازن، وفي حال التوقف عن تناولها يعود الوزن السابق كما كان وبسرعة كبيرة، ولعل أخطر الممارسات التي ترتبط بعملية تجريب المنتجات والأنواع الجديدة والمبتكرة “كالخلطة السحرية”، والاستخفاف بمدى قوتها، وانعكاساتها السلبية على الجسم.

 

عمليات جراحية

هناك بعض الأشخاص يلجؤون إلى الحلول الجراحية كربط المعدة، أو قصها، وهناك عمليات لشفط الدهون من الجسم، وغيرها من العمليات التي باتت أكثر انتشاراً بين طلاب الرشاقة، وهنا تؤكد شيباني أن هذه العمليات ليست أقل ضرراً من الأدوية وبرامج الحمية القاسية، فهي أيضاً تعرّض الشخص للكثير من المشكلات الصحية كترهل الجلد، والشعور بعدم التوازن، والدوخة، وغيرها من التأثيرات، علماً أن هذا النوع من العمليات لا يضمن عدم عودة الدهون والوزن الزائد، وهي عمليات تحتاج بعد إجرائها إلى اتباع نظام غذائي يساهم في استقرار الوزن الذي حصل عليه الشخص بعد العملية.

 

رأي

التساهل في إخفاض الوزن، والرغبة في اختصار الزمن والجهد للحصول على جسم نحيف، يسبب الكثير من المشكلات الصحية والنفسية، لكن اعتماد الرياضة بانتظام، والابتعاد عن المأكولات الدسمة، والوجبات السريعة، والتقليل من كمية الطعام، مع الحفاظ على تنوعه، يضمن الوصول إلى جسم رشيق ومعافى، إذ يؤكد معظم الأطباء والاختصاصيين أنه لا بديل عن الرياضة حتى بعد إجراء العمليات الجراحية، أو الحميات المختلفة للحفاظ على الوزن المثالي.

 

ميادة حسن

[ جديد الخبير ]