محاصيل ضمان أمننا الغذائي في دائرة الخطر..النباتات العطرية بديل قسري

 

 

 

دمشق – الخبير السوري:

لم تدرك وزارة الزراعة مخاطر إعلان نجاح تجربة زراعة النباتات العطرية في محافظة الحسكة عندما توجّه أغلب الفلاحين إلى هذه الزراعة والتخلي جزئياً عن الزراعات الاستراتيجية “القمح والشعير”، ولاسيما أن المعاناة المتكررة التي يتعرض لها المزارعون في مختلف المحافظات جعلتهم يبحثون عن زراعات بديلة لا تحتاج إلى تكاليف.

وهنا يحذّر مدير زراعة الحسكة المهندس عامر سلو حسن في تصريح على هامش اجتماع الخطة الزراعية بدمشق من الخطر الذي يتعرض له المحصول الاستراتيجي لعدة أسباب، منها عدم توفر مستلزمات الإنتاج لاسيما الأسمدة الآزوتية نظراً لبعد المحافظة عن مراكز إنتاج الأسمدة ولسيطرة العصابات الإرهابية على طريقي دير الزور وحلب ، مؤكداً أن الزراعات العطرية التي دخلت الخطة الزراعية أصبحت تنافس المحاصيل الإستراتيجية “القمح، الشعير”، فالفلاح تحول إلى زراعتها لأنها تحقق سيولة مادية جيدة خلال مدة محددة، كما أنها لا تحتاج إلى أسمدة ومياه للري فهي زراعة بعلية تكاليفها قليلة وتحقق إدخاراً مادياً جيداً بالمقارنة مع المحاصيل الإستراتيجية في ظل ازدياد الطلب عليها في الأسواق الخارجية.

وبيّن مدير الزراعة أن إنتاج الحسكة من القمح انخفض كثيراً العام الجاري مقارنة بالسنوات الماضية التي شهدت أمطاراً وفيرة، حيث كان معدل إنتاج الحسكة مليوني طن، أما هذا العام بحسب التقديرات الأولية فهو 750 ألف طن، في حين تم تسويق 300 ألف طن حتى تاريخه، علماً أن الظروف الأمنية التي شهدتها المحافظة منعت عملية التسويق.

وفي هذا السياق تبيّن وزارة الزراعة أن أهم التحديات التي واجهت تنفيذ خطة 2014– 2015 صعوبة تسويق الحبوب والحصول على الوثائق في بعض المناطق، وصعوبة تأمين المحروقات ومستلزمات الإنتاج في معظم المحافظات، إضافة إلى غلاء أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي وارتفاع أجور نقلها، وصعوبة نقل المنتجات الزراعية بين المحافظات أدى إلى انخفاض أسعارها في أماكن إنتاجها وارتفاعها في أماكن استهلاكها.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]