تجار سوق الهال ونبرة السيد الوزير…بين الوعيد والمجاملة لم تتغير “ضربات” الأسعار..

 

دمشق – الخبير السوري

لم تعد مشكلة الأسعار في أسواق المستهلك التقليدية، بحاجة إلى كثرة اجتهادات و”شدّ أعصاب في الصراخ” لمعرفة أسبابها ، فعلى الأرجح بتنا جميعاً متفقون على أن نواة المشكلة – التي تحولت إلى معضلة – تتمركز هناك في أسواق الهال بالدرجة الأولى، وتمتد تدريجياً إلى باقي الحلقات من جملة ونصف جملة ثم مفرّق.

ولم يفهم أي مراقب حتى الآن السبب “الخفي” الذي يكبح المعنيين في السلطة التنفيذية عن أية مواجهة حازمة وحاسمة مع السوق خصوصاً أسواق الهال، بما أن هذه الأخيرة هي حلقة ابتلاع جهد المنتج ومدخرات المستهلك في آنٍ معاً ؟؟!!

نذكر أننا صفقنا كثيراً لجولات الدكتور عبد الله الغربي وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “التموين” إلى بعض أسواق الهال، والنبرة الزاجرة والوعيد الذي استخدمه في الخطاب الجاد مع هؤلاء، من موقعه كوزير استخدم يوماً صلاحياته الشخصية وصادر كميات كبيرة من البطاطا المحتكرة انتصاراً للمستهلك.

إلا أن المعادلة لاحقاً لم تتغير وبقي الحال على ما هو عليه، بل ربما أكثر إذ أمعن التجار في رفع الأسعار واتسعت المفارقات بين ما يقبضه المنتج ثمناً لإنتاجه، وما يدفعه المستعلك للحصول على متطلبات يومياته..؟؟

لكن الجديد اليوم هو النبرة المختلفة الهادئة والناعمة التي استخدمها الوزير الغربي مع تجار سوق الهال بدمشق، فالخبر الذي تم توزيعه بهذا الشأن يعطي انطباعات ليست كالتي استرخى لها المواطن بخصوص تعاطي السيد الوزير مع مشاكل السوق والإجراءات “الحارقة” التي اتخذها بحق المحتكرين والمتلاعبين.

يقول الخبر: دعا وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك د.عبد الله الغربي تجار سوق الهال إلى العمل الجاد للتخلص من ظاهرة حلقات الوساطة التجارية المتعددة والدخلاء على السوق لما يترتب عليها من زيادة على تكلفة أسعار المنتجات الزراعية المختلفة التي يتحمل أعباءها المستهلك، مؤكداً ضرورة استجرار وطرح المنتجات الزراعية والغذائية من الفلاحين بأسعار ترضي الفلاح والتاجر والمستهلك على حد سواء.

وطالب الغربي تجار سوق الهال في الاجتماع الذي عقده معهم أمس بحضور عدد من المديرين المركزيين في الوزارة وممثلين عن محافظة دمشق بالإسراع بإنجاز الأمور المتعلقة بالحصول على سجل تجاري بالسرعة القصوى، مبيناً استعداد الوزارة لتقديم كل التسهيلات لحل تلك المشكلة، مؤكداً ضرورة حل مشكلة الإشغالات العشوائية غير القانونية الموجودة في السوق بأسرع وقت.

فهذه النبرة تصلح للاستخدام مع “كوادر بنكية” راقية، أو جهة بحثيّة علمية رفيعة المستوى، وليس تجار سوق الهال..المطرح الذي هو مضرب مثل في مجتمعنا ، عندما يضطر أحد ما لاستعارة تشبيهات ونعوت تقلل من شأن حالة أو شخص ” لسنا في سوق هال”.

ليس مهماً فللوزير الغربي الذي نحترم رؤيته في إدارة هذه الحلقة التجارية الخطيرة، بل المهم أن يلتزم هؤلاء بما يقول.

لكننا نسأل :هل سيلتزمون وينصاعون بهذه النبرة الناعمة، بما أنهم لم يفعلوا بالتهديد والوعيد الذي وجهه لهم الوزير في وقت سابق؟؟!!

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]