مشعوذون في أثواب إعلاميين..؟!!

 

من مفرزات الأزمة بحلب الانتشار الأفقي و العمودي لمجموعات امتهنت الإعلام تحت مسميات مختلفة عبر وسائط التواصل الاجتماعي حيث أصبح بإمكان أي شخص إنشاء مجموعة على الفيس بوك أو الواتس آب لضخ و نقل الأخبار المتنوعة دون أي نواظم أو ضوابط أخلاقية و مهنية ما أحدث فوضى حقيقية في هذا المفصل المهم في حياتنا و الذي يترافق مع أحداث يومية تهم المواطن و الوطن و بالتالي شكلت الأخبار و ما يرافقها من تحليلات و تعليقات و لايكات حالة من التشتت لدى المتلقي الذي فقد الثقة بمصداقية الأخبار و المعلومات التي لا تستند إلى أي مصدر واضح و غالباً ما تفتقر إلى المصداقية و الدقة .

و المؤسف أن هذه المراهقات الإعلامية بات لها حاضنة واسعة بين عدد كبير ممن هم في مواقع المسؤولية و القرار كونها تشكل إحدى أسرع بوابات الظهور و الشهرة و مكاناً ثابتاً للإطراء و المديح لأي عمل ينجزونه . و اللافت في الأمر أن هذه المجموعات باتت تتصدر المشهد الإعلامي على حساب تراجع و تجاهل الإعلام الوطني الرسمي باستثناء الإعلام المرئي الذي ما زال في مقدمة أولويات المسؤولين في مجمل أنشطتهم و جولاتهم و لقاءاتهم و مشاركاتهم في الفعاليات و غالباً ما يتسبب تأخير وصول الكاميرا بتأجيل الفعالية و أحياناً إلغائها .

و اللافت أيضاً أن هذه المجموعات و التي تفتقد إلى الحد الأدنى من المهنية الإعلامية و لا تعرف كيفية كتابة و صياغة الخبر و المعلومة تراها في صدارة القاعات المغلقة و الإجتماعات و في مقدمة مواكب المسؤولين و في كل جولاتهم و هي تصول و تجول و تحصل دون أي عناء على كل الامتيازات و الاستثناءات  مع صور سيلفي مع كبار المسؤولين و ذلك لزوم البروظة.

إن استمرار و تفاقم الظاهرة على هذا النحو يستدعي تدخلاً عاجلاً و سريعاً من الجهات المعنية و خاصة من قبل اتحاد الصحفيين و مكتب الإعداد في فرع حلب للحزب لإعادة النظر كلياً بالمشهد الإعلامي بالمحافظة للحفاظ على هويته الوطنية و مكانته و تأثيره و فاعليته كسلطة رابعة حقيقية .

معن الغادري

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]