أسبوع الآلام

 

دخل معظم الأسر السورية أسبوع الآلام والمعاناة دون مسعف أو مغيث.. فحتى قبض الراتب مبكّراً لن يخفف سوى القليل جداً من هذه الآلام، هو سيؤجّلها إلى الشهر القادم فقط ولن يلغيها!.

عيد الفطر “السعيد” على الأبواب، وأرباب الأسر لا يعرفون كيف سيستقبلونه، فدخلهم المحدود جداً تبخّر مع العُشر الأخير من الشهر.. وإجازة العيد طويلة!، والراتب المبكر ليس حلاً!.

ربما لا تجد هذه الأسر سوى أحلام اليقظة وهي كانت حقيقية في أعوام ماضية عندما كانت كراجات البولمانات تزدحم بالمسافرين لقضاء إجازة العيد عند الأهل والأصدقاء وفي مجمعات السياحة الشعبية التي كانت في متناول الدخل المحدود!. لاشك أن الأهل يواجهون الآن الحقيقة “المرّة” فقد دخلوا فعلاً أسبوع المعاناة والآلام التي حاولوا تجاهلها منذ مطلع الشهر.. فالأطفال ينتظرون العيد للفوز بملابس وأحذية جديدة و”عيدية” يصرفونها على المراجيح والألعاب.. فما الحل بغياب أي منجد أو مغيث سوى الراتب المبكر؟. تُرى ماذا سيقول الأهل لأطفالهم الصغار في أسبوع ما قبل العيد؟

قد يكون بعضهم لجأ إلى الاقتراض من المصارف أو من المعارف الميسورين لعل وعسى تُفرج في القادم من الأيام ويقدرون على تسديدها في آجالها؟.

وقد راهن بعضهم الآخر على صرف راتب الشهر القادم باكراً، وبالتالي سيشتري به مستلزمات العيد من ألبسة وأحذية وحلويات رخيصة، ويحتفظ بعيدية لأطفاله وأطفال أقاربه.. إلخ!.

أما ماذا سيحصل في الشهر القادم ومن أين ستصرف الأسرة.. فهذا مؤجّل وربما سيتركه رب الأسرة “لأم العيال”!؟.

المشكلة التي تواجه رب الأسرة أن الجميع يطالبه بالعيدية “الأطفال، الناطور، الحلاق، البقال، عامل النظافة، السائقون الخ..” ولا أحد “يعيّده”!

نعم.. ربما تنجح الكثير من الأسر السورية بتدبير أحوالها بالحدود الدنيا سواء من مدّخراتها القليلة أم بالاستدانة أو من الراتب المبكر.. ولكن! من المؤكد أن أغلبية الأسر السورية “شطبت” السفر للزيارة أو السياحة من أجندتها لأن تكلفته تفوق طاقتها وقدرتها فهو يقتصر منذ أعوام على المقتدرين مالياً فقط!.

المؤسف أن الأعياد لم تعُد تجلب السعادة للأسرة السورية وتحوّلت إلى أسبوع معاناة وآلام، وتحوّلت، فعلاً إلى مأساة كبيرة تصل إلى ذروتها في أسبوع آلام ما قبل الأعياد!.

والمشكلة أن لا أحد من الجهات المعنية مهتمّ بوضع نهاية لها في الأمد القريب!.

 

علي عبود – البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]