تشويش..؟!!

 

معد عيسى

بدأ الوضع الاقتصادي بالتحسن والمؤشرات الاساسية ظهرت في أسعار صرف الدولار أمام الليرة السورية وانخفاض أسعار الذهب، وسبق ذلك مؤشرات أخرى ابرزها توافر المشتقات النفطية .

تحسن مؤشرات صرف الليرة لا يمكن فصله ايضاً عن نتائج محادثات استنة اربعة التي أفضت الى إقامة مناطق منخفضة التوتر، ولكن تحسن المؤشرات جاء نتيجة سلسلة متكاملة لانتصارات الجيش والدبلوماسية السورية والاجراءات الحكومية.‏

تحسن المؤشرات الاقتصادية مرتبط بشكل كبير بالاجراءات الحكومية وان ما بدأت مؤشراته اليوم يحتاج الى فترة زمنية ليلمسه المواطن بشكل جيد على الارض ولكنه اليوم يعبر عن نجاح السياسات الحكومية في التعاطي مع الملفات الاقتصادية وفق رؤية واضحة حسب الامكانات المتاحة، رؤية تتعلق بالاصلاح الاداري وفتح ملفات لم تُفتح سابقا مثل القروض المتعثرة ولكن لا يعني ذلك ان الحكومة وصلت الى كل الملفات لأن الامر يحتاج الى زمن.‏

إصلاح الادارات من أهم الملفات التي بدأت الحكومة بمعالجتها رغم قلة الكوادر التي يعتبر الفساد السبب الرئيسي في تهجيرها وتهميشها وتحييدها وتوريطها في ملفات الى ان تظهر حقيقتها تكون فقدت وجودها في القطاع العام وحتى في البلد بشكل كامل، في حين بعض بعض الادارات الفاسدة ما زالت تُدير اهم المفاصل لان هناك من يحميها ويقف خلفها وهو المفصل الاهم في الفساد الذي لم يتطرق اليه احد حتى اليوم، وحتى اليوم هناك ادارات تعتمد مبدأ التعقيد في البساطة والتشويش في الوضوح وهذا يؤدي الى عرقلة العمل وغياب القرار وبالتالي غياب النتائج.‏

غياب القرار اهم أشكال الفساد، وعندما يلجأ صاحب القرار الى أخذ موافقة لاصدار قراره فهو غير جدير بمكانه، و((النظافة)) المدعاة في الحفاظ على المال العام ليست صفة حميدة عندما لا ينفذ صاحب القرار خططه ويبقي على المبالغ دون استثمار لان الحكومة عندما تخصص جهة معينة باعتمادات معينة فهي خصصتها وفقا للحاجة وعدم الصرف يعني عدم تلبية الحاجات والخدمات التي رصدت لها الحكومة الاعتمادات المطلوبة.‏

الحكومة التي دعمت القطاع الزراعي لا بد من ان يلمس المواطن نتيجة هذا الدعم، والحكومة عندما توقف اشكال هدر المال العام وتُحسن استثماره لا بد ان تلمس النتيجة في زيادة ايرادات الخزينة، والحكومة عندما تعيد استثمار أملاكها لا بد أن تلمس ويلمس المواطن ذلك وهو ما بدأت تظهر مؤشراته اليوم وقريباً سيلمسه المواطن في الوقت القريب.‏

كما نهاجم دائماً الاداء الحكومي علينا ان نشير الى النجاح في الاداء لنعززه وعلينا ان نُظهر الظروف والامكانات المتاحة.‏

كما يوجد اشخاص تُعقّد الامور البسيطة وتشوش الامور الواضحة يوجد اشخاص لا ترى الا السواد ولكل أسبابه غير النزيهه طبعاً وخلافاً لمنطق هؤلاء علينا ان نُقر بنتائج ايجابية بدأت تظهر مؤشراتها للاداء الحكومي.‏

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]