مشروعات ترتكس عند التعريف والاعتراف…المشروعات الصغيرة قصور من الرمال وانهيارات متوالية..؟!!

 

 

أثار ارتفاع قيمة الفائدة المطبقة على القروض التمويلية التي يقدمها مصرف الإبداع المحدث لتمويل المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، حفيظة الحضور واستهجانهم في ندوة الأربعاء التجارية “التمويل الصغير”، والتي حاولت من خلالها غرفة تجارة دمشق مناقشة توضيح أحد أهم المواضيع التي تسهم في معالجة الوضع الاقتصادي في سورية وخاصة خلال الأزمة، حيث تركزت الأسئلة حول أهمية إيجاد صيغ لتمويل المشاريع الصغيرة دون فوائد، أو إحداث مصارف تقدم خدمات التمويل التأجيري، وخدمات تعليمية وصحية، وما إن كان القانون وتعقيداته هو العقبة في إحداث مصارف لهذا الغاية، علماً أنه صدر في عام 2007 ولم نشهد لغاية اليوم سوى ثلاثة مؤسسات.

عقبة أساسية

وتولى الإجابة على هذه الأسئلة رئيسة قسم التراخيص والتسجيل في مصرف سورية المركزي حنان عيلبوني ومدير العمليات في مصرف الإبداع عصام هندي، حيث بيّن هندي أن مصرف الإبداع الذي أنشئ بقانون رقم 9 لعام 2010، جاء لتقديم الخدمات المالية للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، ضمن خمسة فروع في المحافظات، وأنه قدم لغاية اليوم 21 ألف قرض بقيمة 2.200 مليار ليرة سورية، ويبلغ عدد المتعاملين مع البنك بمختلف الخدمات  13300 شخص، وأوضح هندي أن العقبة الأساسية التي تواجه جميع مصارف هي عدم وجود تعريف موحد للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، ولكنه استناداَ لإحصائيات عالمية، ميز مصرف الإبداع المشاريع وفق لعدد العمال في المشروع، معتبراً أن المشروع الذي لا يتجاوز عدد عماله ثلاثة عمال هو مشروع متناهي الصغر، متجاوزين أيضاً إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها المصارف بعدم وجود صيغة رسمية للمشاريع المتناهية الصغر تساعدها في الحصول على التمويل من البنك، بالإضافة إلى عدم تأمين الضمانات التي يتطلب حصولها على القرض.

خدمات الإبداع

وتندرج القروض في مصرف الإبداع تحت نوعين، قرض شخصي وقرض مجموعة حيث يتم كفالة الأشخاص لبعضهم، مبيناً أن قروض المجموعات تستهدف النساء العاملة بالأعمال اليدوية أو المنزلية في بيوتهم، متجاوزين لزوم وجود مكان للمشروع، كما يحاول المصرف تشجيع الثقافة المصرفية من خلال خدمات المصرف بالإيداع والاقتراض، وإعطاء قرض استهلاكي بمبلغ لا يتجاوز 250 ألف ليرة لخدمات استهلاكية، وتجاوز المصرف الإجراءات المعقدة في المصارف الأخرى نظراً لظروف المواطنين خلال الأزمة، وقدم تسهيلات تشمل موضوع الكفالة التي قد تكون بموظف أو رهن ذهب أو سيارة.

فائدة مرتفعة

وبين هندي أن معدل الفائدة 1.5%، وهي تضمن الاستمرارية لخدمات المصرف وتغطية نفقاته الشهرية بعيداً عن ربحية المؤسسة، وفي حال التزام المقترض بتسديد الدفعات يستفيد من القروض ويرتفع فيها سقف القرض إلى 750 ألف ليرة سورية.

مؤسسات مصرفية

وبدورها بينت حنان عيلبوني مضمون المرسوم رقم  15 عام 2007، القاضي بإحداث مؤسسات تمويل صغير بتفويض من مجلس النقد والتسليف وتخضع لرقابة مصرف سورية المركزي، وهي حتى الآن ثلاثة مؤسسات “مؤسسة التمويل الصغير الأولى، والمؤسسة الوطنية للتمويل الصغير، ومصرف الإبداع”، وأسهبت عيلبوني بالتعاريف والفروق بين المصارف وهذه المؤسسات، وعرض الأبعاد الاجتماعية والحالية لظروف الأزمة، مبتعدة عن شرح وإيراد التراخيص المطلوبة لإنشاء هذه المؤسسات ليردها إلى المسار أسئلة الحضور، حيث أكدت أن من حق هيئات سورية وعربية وأجنبية إقامة مؤسسات مصرفية بشرط أن يكون شريك استراتيجي، وقد يكون الأخير شخص اعتباري لديه خبرة بمجال التمويل الصغير، ولديه سمعة عالمية، مشيرة إلى أن المركزي لا يتدخل بأسلوب إدارة المؤسسة، ويكتفي بالدور الرقابي.

وأشارت عيلبوني إلى أن نشاطات هذه المصارف حددت بشكل أساسي قبول الودائع وتقديم القروض الصغيرة دون تحديد ماهية المنتج الممول وبحد أدنى 205 مليون لرأس المال، كما يستطيع المصرف فتح فروع أو وحدة خدمات مصرفية متنقلة بالسيارة تابعة للمصرف وتغطي مساحات كبيرة من المناطق.

فاتن شنان

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]