استثمارات سياحية متأخرة تفتح باب التساؤلات المشروعة عن المبررات وحسابات المساحات الشاطئية المشغولة انتظارا..!.

 

اللاذقية – الخبير السوري:

لم تلح في أفق الاستثمارات السياحية الكبيرة التي تشغل مساحات واسعة من شاطئ اللاذقية بارقة أمل تبشر بإقلاع مرتقب في المدى المنظور سوى مشروع وحيد غرب المنتجع من المنتظر افتتاحه مع بداية الموسم السياحي وهو مشروع كبير نسبيا ودون ذلك فإن المشروعات الباقية لا تزال في مرحلة السبات، ولم تطلق بعد صافرة إقلاع رحلة التشييد وفق ما علمته “البعث” من مصدر مطلع،  كما لم تجد نفعا كل المراسلات والكتب والاتصالات التي لم تنقطع مع المستثمرين على مدى سنوات، وفي كل مرة تتجدد الوعود بقرب الإقلاع بهذه المشروعات ولكن كلها بقيت وعودا بأعذار تجددت وتعددت قبل الأزمة وخلالها.

وإذا كانت المرجعية المؤسساتية لهذه القضية محيطة بجوانبها وظروفها وهذا ما نعتقده تماما فإن ذلك لا يمنع مطلقا من التعاطي معها بلغة الجدوى الاقتصادية البحتة، والبت في المبررات والأسباب وحسمها عقديا، لأن الواضح أن حسابات المستثمر التجارية لم تلحظ التسهيلات الكبيرة الممنوحة له، ولا يمكن التفصيل أكثر من ذلك في هذه المسألة وإلا بماذا نفسر انجاز مشروع سياحي رغم الظروف الراهنة بكلفة تخطت المليار ونصف مليار ليرة وبات قيد الاستثمار، وعدة مشروعات استثمارية في قطاعات أخرى لم تعر اهتماما لحسابات تجارية بحتة، ولا بظروف، بل التزمت بالعقود المبرمة والمدد المحددة.

ومن حق الكثيرين أن يتساءلوا عن البدائل المعقولة الممكنة في مثل هكذا حالات أو على الأقل الاهتمام  بالسياحة الشعبية التي باتت مناطقها تحتضن العديد من المنشآت التي تشهد ارتيادا كثيفا كونها تستقطب شرائح واسعة، ولعلّ مؤشرات الموسم السياحي الماضي عكست إقبالا ملحوظا تمّ الإفصاح عنه عقب انتهاء الموسم الماضي  وجاءت محفّزة بكل المقاييس نحو زيادة الاهتمام بمنشآت السياحة الشعبية كونها تحقق تنوع أنماط النشاط السياحي بجدوى متكاملة اقتصاديا وسياحيا وتنمويا، ما يعيد التوسع بمثل هذه المنشآت إلى واجهة الاهتمام الذي بات مطلوبا لتحقيق التدرج والتنوع في الخدمات والاحتياجات، ولاستثمار البنى التحتية والمقومات الطبيعية والسياحية المتاحة في المناطق الشاطئية من خلال تهيئة المواقع المخصصة للسياحة الشعبية وتجهيزها للنهوض بالقطاع السياحي، مع التركيز على استثمار مواقع للسياحة الشعبية ووضعها في الخدمة كون هذه المواقع تستقطب أعداداً كبيرة من مرتادي الشاطئ بخدمات واسعة وبأسعار تشجيعية كما أن السياحة الشعبية تلبي احتياجات شرائح واسعة ولذلك فإن التركيز على المشروعات الصغيرة في القطاع السياحي بات ضروريا لزيادة عدد المقاصد السياحية المفتوحة على الشاطئ، بالإضافة إلى ما تحققه المشروعات والمنشآت الصغيرة من جدوى متكاملة ومتلازمة اقتصادياً واستثمارياً ووظيفياً مع حركة السياحة الشعبية في المناطق الريفية الجبلية وهذا يحقق التنوع المطلوب في المنتج السياحي .

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]