متطفّلون على الفقر يحوّلون العشوائيّات إلى مرابع استعراض ترفي..

الخبير السوري:

ذهب مريض إلى طبيبه يشكو اصفرار أسنانه ويبحث عن دواء وعلاج.. وكان الطبيب رشيقاً في جوابه ووصفته عندما طلب من المريض أن يرتدي ربطة عنق بنيّة ليتماهى المريض مع مشكلته…

لم نجد أنسب من هذه النكتة التي نجد أنفسنا مضطرين لتردادها بين الحين والحين، أمام بعض المفارقات التي تصدم من يعاينها، وأخطر ما فيها أنها باتت جزءاً لا يتجزأ من الأعراف التي تتفوق على القوانين، لا سيما في مناطق تم التوافق على وصفها بـ” أحزمة الفقر” لكنها لم تعد كذلك بتاتاً..بل ربما هي مناطق “حرّة” مرغوبة من قبل البعض لـ”الإندساس” بين صفوف الفقراء، للاستعراض و إشباع رغبة الشعور بالتفوّق أولاً ..أو من أجل اللعب في المساحات الخاوية إلا من القليل من القانون..

فلم تفتأ مناطق السكن العشوائي خصوصاً حول العاصمة دمشق، تباغتنا بالمفاجآت تلو المفاجآت على صعيد التناقضات في ظواهر الأمور وبواطنها، فالمفترض أن هذه المناطق أحزمة فقر، وملاذ للمهمشين والهاربين من مناطق الترف التي تبدو بعيدة عن متناولهم ولا حتى في الأحلام، إلا أن واقع الحال يشي بغير ذلك ويكشف عن تناقضات صارخة بين الشكل والمضمون، ولن نسهب في رصد هذه المفارقات على مستوى الطراز العمراني الترفي الذي يلجأ إليه بعض الأغنياء المتطفلين على ملاذات الفقراء، بل سنلفت إلى مظاهر ترف الفقراء ذاتهم لاسيما في الجانب المتعلق باقتناء السيارة ” سلعة القلق وبؤرة التعويض المستحكمة بنا نحن السوريين”.

سيارة أما منزل “فقير” يعجز صاحبها عن تعبئتها بالوقود فتبقى مركونة لا تتحرك إلا في المناسبات السعيدة، وبما أنها دائمة الوقوف باتت مشكلة إيجاد حيز للوقوف ” صفة” أكبر مشكلة تواجه مقتنيي سيارات الأحلام المجمدة، من هنا باتت أكثر حالات الشجار و”الصدام المسلح أحياناً” تعود في أسبابها إلى خلافات على مكان الوقوف، وأحياناً تنتهي المشاجرات بموت طرف أو الاثنين معاً…فشوارع هذه المناطق عبارة عن أزقة، تشبه المسيلات المائية الموسمية عندما تلتقط لها صورة من الجو..؟!!

هل ستبقى هذه المناطق شبه ” خارجة على القانون”.. وبالأخص من وجدوا فيها مرتعاً للاستعراض والمغامرات، الممنوعة في الأوساط المنظّمة والمنضبطة.

لن نطيل بل سنختم بقول: إما أن تكونوا فقراء فعلاً أيها السادة واظهروا بهكذا مظهر، أو كفوا عن ادعاء الفقر و جدوا لأنفسكم واستعراضاتكم مكاناً في ربوع تناسب ما ملكت جيوبكم…

إقرأ أيضاً:

لأول مرّة في سورية ..إقرار طرح أذونات الخزينة لتمويل المشروعات التنموية.. مجلس الوزراء يبقي الأسواق في ” عنايته المشدّدة”..

لأول مرّة في سورية ..إقرار طرح أذونات الخزينة لتمويل المشروعات التنموية.. مجلس الوزراء يبقي الأسواق في ” عنايته المشدّدة”..

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]