الحدث السوري مختلف اليوم..انتصار صاخب بعيداً عن الميدان العسكري..

الخبير السوري:

ليس كلاماً تعبوياً و تهويلاً إعلامياً..أن يزعم كل سوري أن معرض دمشق الدولي هو حدث يوازي بحضوره أنباء التحرير الواردة من ميدان المواجهة مع الإرهاب.

لسنا نحن من يراه كذلك وحسب، بل هم و هذه الـ”هم” تخصّ كل مراقب للشأن السوري في هذا العالم من عدو وصديق..لذا علينا أن نفتخر ونفاخر بالحدث السوري لكن بنفحة مختلفة هذه المرة..لأن المعرض هو “انتصار أبيض” انتصار بلا دم و ضحايا..وهكذا تكون الانتصارات الاقتصادية التي لا تقل أهمية عن الانتصارات العسكرية .

38 دولة عربية وأجنبية ستصفّق للانتصار السوري، من هنا من قلب دمشق..قدمت للمشاركة في معرض دمشق الدولي بدورته الـ61…

ولعل شعار“من دمشق إلى العالم” يبدو مناسباً تماماً لتلخيص الإيحاء الاقتصادي للحدث، بعد طول حصار وخناق وضروب الحرب الخرساء التي أديرت على سورية الأبية.

من دمشق إلى العالم ..مصافحة أكثر دفئاً مع أصدقاء وشركاء، حالت بيننا وبينهم تهديدات ووعيد ” الكاو بوي” ..فسورية على بوابة  توسيع أفق تجارتها وسلعها المحظية في الأسواق العالمية، وذلك عبر رسائل استراتيجية عدة حاول منظمو بثها خلال هذه الدورة يتصدرها الإعمار، وعودة تسارع دوران عجلة الإنتاج، إضافة إلى الترويج للمنشآت السورية بقصد التصدير، والترويج لفرص الاستثمار في سورية… دمشق اليوم هي مقصد العالم، تؤمها الوفود الاقتصادية الرسمية وغير الرسمية سواء على مستوى الدول الإقليمية أم على مستوى العالم، باحثة عن فرص دسمة للاستثمار من على منصة معرض دمشق الدولي، الذي لم يكن من العبثية ما يشهده من مشاركة كبيرة لدول وشركات ورجال أعمال باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى ما تتمتع به سورية من مقومات طبيعية لها علاقة بالموقع الاستراتيجي، ومقدراتها من الثروات الباطنية، إلى جانب غناها بالكادر البشري الذي سرعان ما تم استقطابه عالمياً خلال سنوات الأزمة لاستثماره في ثنايا اقتصادها.

لقد حرصت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية ممثلة بالمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية على اتخاذ التدابير اللازمة ضمن سياق الترتيبات الكفيلة بتأمين انسيابية دخول وخروج الزوار من خلال زيادة عدد بوابات الدخول والخروج والتخفيف من الازدحام، وتخصيص بوابة لدخول الوفود الرسمية والضيوف ورجال الأعمال والإعلاميين، إضافة إلى البوابات المخصصة للزوار، بالتوازي مع وضع خطة إعلامية متكاملة لتغطية جميع فعاليات المعرض الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والترفيهية، إلى جانب إيلاء الصناعات الحرفية واليدوية وخاصة صناعة الحرير اهتماماً خاصاً بالتوازي مع الاعتناء بالمشهد البصري العام خارج وداخل المدينة.

يمكن عدّ المركز الدائم لدعم المنتجات السورية المعدة للتصدير، النواة الفعلية الجاذبة للفعاليات العربية والأجنبية القادمة إلى معرض دمشق الدولي بقصد الاطلاع على المنتجات السورية، وتعزيز التبادل التجاري مع سورية، في مشهد يعكس اتخاذ  التصدير جانباً مهماً في أروقة المعرض، ويعوّل عليه كقاطرة حقيقية للنمو، ولاسيما في ظل التطور الملحوظ في القطاع التصديري لجهة التوسع بالأسواق الخارجية، ويأتي هذا المركز ضمن سياق التوجه لفتح أسواق خارجية بشكل أكبر من خلال تمكين المنتج السوري من الدخول بانسياب إلى الأسواق الخارجية، واستعادة الأسواق التي كان موجوداً فيها.

لعل اعتماد استراتيجية (تصدير ما ننتج، وصولاً للإنتاج من أجل التصدير)، هي خير وسيلة لضمان نجاح العملية التصديرية بكل مكوناتها، وهذا يتطلب بالضرورة التركيز على دعم الإنتاج المحلي عبر تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها الداعم الأساسي لعملية النمو، وإيجاد البيئة اللازمة لتشجيع الاستثمار الموجه للتصدير، إضافة إلى التوجه لدعم القطاعات الزراعية والصناعية والحرفية، وتقديم خدمات استشارية وفنية لتحسين جودة الإنتاج بالشكل الذي يحقق تصريفه في الأسواق الخارجية، وإعادة إعمار الصناعات التي تم تدميرها خلال الأزمة لإعادة توجيه الإنتاج نحو التصدير، وتنفيذ مشاريع رائدة ذات بعد حيوي بالتعاون والتشاركية مع القطاع الخاص، وإزالة العقبات المتعلقة بالعملية التصديرية، وترويج الصادرات في السواق المستهدفة، وتحسين الإنتاج من حيث تطوير نوعيته عبر الحصول على شهادات الجودة المطلوبة، والمساهمة في إعداد وتنفيذ برامج تتبع الصادرات.

إن تعزيز مكانة التصدير كركن أساسي من أركان اقتصادنا الوطني سينعكس أيضاً على العلاقة بين قطاع الأعمال واتحاداته كافة لجهة التنسيق بينها، واعتماد صيغة أو آلية عمل تضمن تأمين مصالح الجميع سواء مستلزمات الإنتاج المطلوبة للصناعي من خلال العاملين في مجال الاستيراد، أو تسويق المنتجات النهائية للصناعي أيضاً من خلال المختصين بالتصدير والعارفين بأذواق ومتطلبات الأسواق المستهدفة، أو حتى توجيه المزارعين خاصة ذوي الحيازات الكبيرة على إنتاج محاصيل بمواصفات خاصة تناسب أسواقاً بعينها، وتبقى الإشارة إلى حثيثة مهمة في هذا الشأن، وهي ركل مبدأ العمل وفق قاعدة “تصدر الفائض من الإنتاج ولاسيما الزراعي منه”، فهذا الأمر هو مقتل للعملية التصديرية كونها تشكل رسالة سلبية للمنتجات المحلية وقد سبق لها أن وقعت في هذا المطب..!

نختم مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل الذي يتحدث بنبرة الواثق مؤكداً أن جميع الإجراءات اللازمة لافتتاح المعرض قد أنجزت على أكمل وجه، بمشاركة 38 دولة عربية وأجنبية، سواء مباشرة أم عبر شركات، وعلى مساحة تمتد لأكثر من 105 آلاف متر مربع، وبعدد شركات يصل إلى أكثر من 1700 شركة من القطاعين العام والخاص.

ويشير الوزير الخليل إلى ازدياد المساحة هذه الدورة وأعداد الشركات مقارنة بالأعوام الماضية، وأغلبها من الشركات المحلية، وهذا مؤشر جيد إلى عودة العمل على مستوى مختلف القطاعات الاقتصادية في سورية.

الخليل يرى أن المعرض هو  القاطرة الحقيقية للصادرات السورية تجاه العالم، ويشكل بوابة حقيقية للاقتصاد السوري، لما له من أهمية بالاطلاع على فرص الاستثمار في سورية، والتعرف على المنتجات السورية، لافتاً إلى أن المعرض فرصة مهمة لرجال الأعمال من الدول المشاركة، وسورية، لبحث التعاون وتكثيف التواصل وتنظيم زيارات لرجال الأعمال إلى سورية في الفترة القادمة، مشيراً إلى أن المعرض يشكل تجمعاً مكانياً وزمانياً لجميع المهتمين بالعملية الاقتصادية حيث أصبحت سورية محط أنظار الجميع بعد الانتصارات التي حققها جيشنا الباسل.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]