السبب رقم واحد لارتفاع سعر صرف الدولار في سورية..؟؟

الخبير السوري:

أرجع الدكتور علي كنعان أستاذ النقد والمصارف في جامعة دمشق أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار إلى المضاربة التي أكد أن لها الدور الأكبر في تخفيض سعر صرف الليرة السورية لكون المضاربين يمتلكون مبالغ كبيرة بالليرة السورية ومبالغ كبيرة بالدولار وبالتالي أصبحوا يتحكمون بسعر صرف الليرة السورية، فبزيادة الطلب على الدولار لتمويل المستوردات أو لتمويل المضاربة نفاجأ بنقص أو تراجع حجم الدولارات لكونها أصبحت تحول إلى لبنان والأردن وقد شكل هذا العامل عنصراً مهماً لفقدان البنك المركزي أهم وسيلة يمكن أن يتحكم من خلالها بسعر صرف الليرة السورية فأصبح مطلوباً منه تأمين الدولارات وفي الوقت نفسه إن الدولارات التي كانت تصله من الحوالات انتقلت الى غيره .

 وفي اتجاه موازٍ لفت كنعان إلى زيادة حجم المستوردات مقابل بطء نمو الصادرات، كما أن زيادة حجم الاستيراد من المشتقات النفطية وخاصة في الفترة الأخيرة كانت عاملاً في ارتفاع سعر الدولار، حيث بدأت العديد من المشاريع الزراعية والصناعية بالإقلاع ومن المعروف أنه كلما ازداد عدد المنشآت التي تدخل إلى الإنتاج زادت الحاجة إلى المشتقات النفطية لأن أكثر الصناعات تعتمد عليها كمادة أساسية بتأمين الطاقة وتحريك عجلة الإنتاج وهذه المشتقات جميعها مستوردة ولا يوجد منها إنتاج محلي.

وأضاف: تجاوز عجز الموازنة خلال الأعوام الثلاثة الماضية ألف مليار ليرة سنوياً وهذه المبالغ تحصل عليها وزارة المالية من البنك المركزي وهذا يعني إصداراً نقدياً لا تقابله سلع وخدمات ويؤدي إلى زيادة مبالغ الليرات السورية في السوق (زيادة وسائل السيولة) فيضغط على سعر الصرف وبالتالي فإن زيادة الاعتماد على القروض الداخلية من البنك المركزي لتمويل عجز الموازنة شكلت عاملاً مهماً في ارتفاع سعر الدولار إضافة إلى انخفاض سعر الفائدة على الدولار حيث إن البنك المركزي يسمح للبنوك السورية بفتح حسابات بالدولار بسعر فائدة تتراوح بين 3 إلى 4.5% وهذا الرقم قليل مقارنة مع ما تدفعه البنوك اللبنانية.

واقترح أستاذ النقد على البنك المركزي رفع سعر الفائدة على الدولار وطرح شهادات إيداع بالدولار وعلى وزارة المالية أن تطرح أذونات خزينة بالليرة السورية وبالدولار بهدف جمع كمية كبيرة من السيولة والتحكم بها.

في ذات الاتجاه يؤكد الخبير الاقتصادي محمد كوسا- وفقاً لصحيفة تشرين –  أن سبب ارتفاع الدولار قبل شهرين كان مختلفاً عما هو عليه اليوم، فالسبب الرئيس للارتفاع اليوم يعود إلى الحالة النفسية للمواطنين فأغلبية من الناس بعد الارتفاع الكبير الذي وصل إليه الدولار أصبح لديهم ردة فعل بأن يقوموا بالحفاظ على قيمة ما يملكونه من نقود عبر تحويلها إلى دولار، حتى إن البعض بات يفكر في بيع أحد ممتلكاته لتصريف ثمنها بالدولار، مشيراً إلى عدم الاستهانة بالعامل النفسي فهو في علم الاقتصاد من العوامل الخمسة المؤثرة في سعر الصرف وخاصة في ظل غياب التطمينات الحكومية والإجراءات المتخذة من قبل المركزي التي من الممكن أن تكون غير مباشرة، مشيراً إلى أشخاص مستفيدين من المضاربة وارتفاع أسعار الذهب العالمية.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]