وزير يُنهي “مسرحيّة الاستعراض الأجوف”..وللفقراء حصّة في وزارة “المجتمع المخملي”..

الخبير السوري:

ليس لأجل الشواطئ المفتوحة التي ترجمها المتلهّفون للانتصار من أجل الفقراء ولهم.. بأنها “سياحة الفقراء”..

فالإجراء بسيط على كلّ حال ..إلّا أن ثمة ما يستحقّ الوقوف ومتابعة ما يفعله محمد رامي مارتيني في وزارة السياحة ..التي هدأت قولاً ونشطت فعلاً في زمن نبدو فيه بأمس الحاجة للأفعال وليس الأقوال، ولو كان للقول أهميته لكن ليس في قواميس العمل التنفيذي عموماً.

الرجل ” ابن الكار السياحي” المنحدر من مقصورات الاستثمار والإدارة السياحية، يلخّص بالفعل – كوزير- حكاية حسم حقيقيّة لجدلٍ طالما احتدم في حلقات النقاش وطاولات حوار المثقفين، المفعمة عادة بالنظريات، لكنها غير بعيدة بتاتاً عن المقاربة الجريئة للحقائق ولو في سياق النقد النزق والاستعراض أحياناً في ملعب ” ما يجب أن يكون”..جدل حول ماهيّة و قوام من يتأبّط حقيبة الوزارة، أي وزارة، و اختلاف وجهات النظر بين الفنّي والسياسي، أو حالات تكافل الاثنين معاً..

باختصار إنها حكاية التكنوقراط، وتفاصيل ربما يجب أن نقف عندها كثيراً تحت مظلّة هذا المصطلح..ولعلّ أهمها السباق بين الاختصاص والممارسة، فلهذه الأخيرة حضورها الطاغي الذي فرضته بقوّة، معاكسةً كلّ وجهات النظر الأخرى التي تعلّقت بالبعد الأكاديمي..أوليست الشهادات العليا حالة بريستيج في زمن لزوم حيازتها دون حتمية تأطير إحداثيات المستقبل المهني الشخصي في إطارها الذي ربما يكون ضيقاً أحياناً..

الرجل ابتعد نسبياً عن الإعلام وراح يعمل بصمت..ولعلّه تغير مهم في أداء هذه الوزارة التي تحوّلت إلى ” منظومة إعلامية متكاملة” منذ الوزير سعد الله آغا القلعة الذي كان بارعاً في استثمار الإعلام لتسويق ما كان يراه مشروعه الشخصي تقريباً..ولم يكن ينكر حقه في تسجيل الحضور الإعلامي عبر أرقام طالما شكلت حالة جدل لم ينته إلّا مع   ” تبعثر” القطاع على إيقاع أولى طلقات الإشعار ببدء الحرب على سورية..

صحيح أن الإعلام ترويج بمعنى ما، وهنا لا تبدو البراغماتية في التعاطي حالة بغيضة..لكن ليس من المعقول أن يكون علينا تصديق انتعاش السياحة في بلد ينافح عن سيادته في مواجهة أقذر أنواع الحروب ..لكن ثمة من أصرّ في أروقة هذه الوزارة القلقة على أن نصدّق ونصفّق ؟؟!!

في جعبة الوزير مارتيني الكثير بكل تأكيد ..فهو صاحب مشروع سياحي ليس لأنه مهندس مدني – فآغا القلعة كان أستاذاً في الهندسة المدنيّة- بل لأنه مستثمر سياحي ومدير منشآت سياحية ومالك منشآت..أي خبزنا السياحي اليوم بيد خباز ماهر وعلينا الانتظار.

شواطئ مفتوحة وسياحة شعبية اليوم..سيليها غداً منتجات حقيقيّة لإدارتنا السياحية، لا يضطر معها طاقم الوزارة للغوص في تنازعات الأرقام حول أعداد السياح الوافدين مثلاً..

لسنا بصدد حالة تقريرية أبداً..بل هي وجهة نظر تحتفي برجل في المكان الصحيح.. ولن نستفيض في المقاربات التي بدأنا بها حول المسؤول الذي ينتمي إلى شريحة التكنوقراط، و أي تكنوقراط وفق التصنيفات المهنيّة.

حالة بكل تأكيد ستفتح ذهن القارئ على مقارنات نرجو أن تكون صائبة بكل معنى الكلمة ودلالاتها الدقيقة.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]