ضروع متممات الأمن الغذائي السوري..تنقذ الموقف الحرج…

الخبير السوري:

ليس بعيدا في الزمن… ولا على مسافة طويلة بين حصار وآخر تمد سورية جسر التجربة ذاتها التي عبرت بها مطبات المحاصرين سابقاً وتطورها اليوم لتلائم الواقع المستجد .. من حصار ثمانينات القرن الماضي إلى سيزر القرن الحالي يتجذر الإيمان أكثر بأن البلد القوي هو من يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع من هنا أصرت الحكومة السورية وبشكل غير مسبوق على الاتجاه نحو الإنتاج ودعمه بكل مراحله والتركيز على جناحيه الأساسيين الصناعي والزراعي وهو الأمر الوحيد القادر على الوقوف في وجه التغّول الذي يمارسه أعداء سورية وصد الحصار الذي يستهدف خبز المواطن.

فأخذ الإنتاج الزراعي بشقه الحيواني اهتماما ورعاية جادة حيث عملت ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ على ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﻤﺮﺑﻲ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ بمشروع توزيع الأبكار على المربين وتقديم دعم لكل المربين ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻤﺰﺍﻭﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺑﻬﺪﻑ ﺧﻠﻖ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗأﻣﻴﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻷﺳﺮﻫﻢ. الدكتور وسام إبراهيم النصر الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للمباقر يصف هذا المشروع بالهام والكبير كونه يهدف الى تعويض جزء من قطيع الأبقار الذي خسرناه في هذه الأزمة ورفد شرائح محدودي الدخل بمردود خاص لهم وبالتالي تأمين فرص عمل لأهالي الريف الذين يعتمدون على الزراعة وعلى تربية الحيوانات المنتجة. وفي شرح مستفيض يوضح النصر الله تفاصيل المشروع الحكومي حيث قامت الحكومة بتقديم ﺩﻋﻢ ﻣﺎﺩﻱ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻔﻼﺣﻴﻦ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﺎﻛﻴﺮ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ الممتازة وﻳﺘﻀﻤﻦ ذلك ﺩﻋﻢ ﺳﻌﺮ ﻣﺒﻴﻊ ﺍﻟﺒﻜﻴﺮﺓ بحوال 500 ألف ليرة ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺒﻴﻊ 919500 ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ 1415000 ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻋﻢ للمستفيد نقداً ﻭﺩﻋﻢ ﺳﻌﺮ ﻣﺒﻴﻊ ﺍﻟﺒﻜﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺪ بالتقسيط ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺒﻴﻊ 1250000 على أن تكون الدفعة الأولى 250 ألفا والباقي على خمس سنوات تسهيلات كل القرارات التي تتخذها الحكومة لدعم المواطن لا تتوقف عند ميزانية وجهد تنفيذ القرار..

فالمواطن الذي يحاول أن يطبق العدو فكي الحصار على قوته لن يتمكن من الاستفادة من أي قرار لصالحه. مالم يتزود بالقدرة على ذلك وهو يعيش أحلك الظروف. وهذا ما تعيه الحكومة فقدمت تسهيلات كبيرة ومهمة لتمكين المواطنين من الاستفادة من المشروع وتعميمه افقياً ليصل إلى أكبر عدد من الفلاحين الباحثين عن مصدر رزق جيد إبراهيم زيدان مدير عام المصرف الزراعي بين أن على تعليمات الحكومة صارمة بشأن تسهيل عملية التقسيط للفلاحين الراغبين بشراء البكائر نقداً أو تقسيطاً حيث يشرح الإجراءات المتبعة في عملية التمويل ويصفها بأنها مبسطة وسلسة جدا فكل ما يحتاجه الفلاح للحصول على البقرة هو كفيلين من الموظفين أو الصناعيين أو التجار أو المزارعين أو رهن عقار وذلك حسب المبلغ المقسط فإذا كان المبلغ أقل من مليون ليرة فيكتفي المصرف بالكفيلين أما إذا زاد المبلغ عن المليون ليرة سورية فالفلاح يحتاج إلى رهن عقار يملكه لم يكن المشروع تجربة صغيرة أو عابرة بل هي استراتيجية تتبعها الحكومة ليكون الإنتاج الركيزة الأساسية لتحصين الأمن الغذائي للمواطن ومن هنا لم تكتفي باستيراد اعداد محددة بل سعت لاستيراد عدد جيد وتطويره بشكل مستمر حيث يوضح وسام أنه تم استيراد 5012 رأس موزعة كما يلي: 2194 رأس للمؤسسة العامة للمباقر وخُصص 2335 رأس للمربين.

بينما وزعت المؤسسة 350 لأسر الشهداء واحتفظت ب 20 رأساً للبحوث العلمية. وحالياً في محطة زاهد المخصصة للبيع يوجد 35 رأس حتى تاريخ 31/3/2019. دخل وطني تدفع الدولة فاتورة كبيرة من القطع الأجنبي لقاء استيراد مواد يمكن انتاجها محليا حيث تسعى اليوم إلى توفير هذا القطع لما هو أكثر ضرورة وتعمل على دعم الإنتاج المحلي وتطويره حيث خصصت مليارات الليرات لدعم الإنتاج الحيواني من المواشي والدواجن وإقامة معامل لتجفيف الحليب، وتوسيع المباقر الذي سيسهم بشكل كبير في الدخل الوطني وبالمقابل فإن عملية ربط الإنتاج بالمصنع من الأمور التي تسعى إليها الجهات الوصائية لما لها من أهمية في توافر الوقت والجهد والمال والفائدة الاقتصادية، وشمل هذا عدة مؤسسات لم يكن أولها التبغ والسكر ولن يكون آخرها مؤسسة المباقر يوضح وسام رؤيته لأهمية هذا المشروع وضرورة تشميله أكبر عدد ممكن من المربين ونشره أفقياً بطريقة تضمن تحقيق الأهداف المرجوة منه هذا بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من تجارب الدول المتطورة في صناعة الإنتاج الحيواني والتي أصبح عائدها الاقتصادي مرتبطا بشكل كبير بالزراعة وخاصة بالشق الحيواني وإنتاج اللحم والحليب وتصنيع المنتجات منها خاصة وأن العرق المستورد وهو الهوليشتاين فريزيان من العروق الهامة عالميا ومن العروق المتأقلمة مع الظروف البيئة الحالية وهو من احسن السلالات في مجال انتاج الحليب الذي يبلغ متوسطة في 305 يوم حوالي 7 الى 8 طن حليب بنسبة دهن 5ر3 الى 7ر3 وهذا المتوسط يزيد بشكل متطرد وهذا ما يؤدي إلى مساهمة هذه الأبقار في تعويض النقص في السوق المحلية من الحليب ومشتقاته من جهة ومن خلال المواليد الذكور (العجول) لسد حاجة السوق من اللحم الأحمر الطازج وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ترى أن عملية استيراد الأبقار نقلة غير مسبوقة وعمل تنموي ضخم يستلزم تهيئة الأرضية المناسبة لتلك العملية، وهذا ما قامت به الوزارة من تطوير وتحديث المباقر والمنشآت المرافقة لها وتأمين مستلزماتها العلفية والدوائية وإنشاء معامل لتصنيع المنتجات والاستفادة من مخلفاتها وثمّ تسويقها وتوفير أماكن في المباقر تتسع للأبقار المستوردة مدير عام المصرف الزراعي يؤكد أن المشروع ناجح جداً ومستمر ويستدل على نجاحه بالعدد الكبير من الفلاحين الذين استفادوا من المشروع وتزايدهم بشكل مستر حيث يؤكد أنه تم توزيع أكثر من 2100 رأس حتى الان والتي تجاوز ثمنها المليار و600 مليون ليرة سوريه تجربة أبو أحمد أحد المستفيدين من المشروع . رب لأسرة مؤلفة من سبعة أشخاص قام بشراء ثلاثة من البكائر المستوردة منذ أكثر من عام وهو الآن لا يجد وقتاً هو وأولاده لأي عمل أخر فقد ولدت البكائر وأصبحت ستة وهي تشّغل العائلة كلها وتؤمن مصدر رزق ممتاز ودائم طيلة العام كما يقول وهو الآن بصدد بيع اثنين من العجول التي ولدتها الابقار ليشتري بثمنها بكيرة جديدة وبهذا سيملك خمسة رؤوس ستكون جميعها حلوباً خلال أشهر يستذكر أبو أحمد تجربته عندما قرر أن يستفيد من المشروع الذي تعممه الحكومة فاشترى البكائر تقسيطاً لأنه كان عاجزا عن شرائها نقدا آنذاك ووفر أيضاً في سعر البكيرتين حوالي المليون ليرة سورية وهو المبلغ الذي دُعم به من قبل الحكومة ولكنه الآن يفكر بتوسيع المشروع والاستعانة بثلاثة من أولاد أخيه ليساعدوه في مشروعة فقد بدأ يشعر الآن أنه أصبح منتجاً ويريد تشغل العاطلين عن العمل فهي براية أفضل من الوظيفة .

وصف كثيرون عملية استيراد الأبقار بـ«النوعية» وخاصة في ظل الآمال المعقودة عليها لترميم الثروة الحيوانية التي استنزفت على نحو كبير جراء الحرب وتهريبها خارج البلد، وسيؤدي هذا المشروع حكماً إلى توافر المشتقات الحيوانية من الألبان والأجبان وانخفاض أسعارها بشكل ينعكس على جيوب المواطنين إيجاباً، جدوى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للمباقر يؤكد أن مشروع الاستيراد من أهم المشاريع التي قامت بها الدولة على مستوى قطاع الإنتاج الحيواني وتطويره هدف أساسي في المرحلة القادمة ليغطي اكبر عدد ممكن من المستفيدين وخاصة في المناطق ذات المحتوى العلفي الأخضر وأشار إلى ضرورة المحافظة على السلالات المحلية والتي تعد ثروة وطنية بكافة فئاتها ( أبقار خيول ماعز شامي ) وإطلاق معارض بهذه السلالات المحلية وشدد على ضرورة ربط التأهيل بالتنمية حيث يرمي هذا الربط من وجهة نظرة إلى تنفيذ برامج التأهيل ذات المنحى تنموي للخروج من برامج الإغاثة والتوجه نحو الفكر التنموي تربية الأبقار تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد الزراعي السوري، والجدوى الاقتصادية من مشاريعها تكمن في إنتاج حليب أبقار ومشتقاته ولحم عجول مسمنة والبكائر حوامل للتربية وتشغيل الأيدي العاملة الريفية وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية للفلاحين وهذا كله يندرج ضمن رؤية حقيقية لاقتصاد مبني على الذات في كافة مراحلة ليس المشهد غريباً.. سواء من جهة الحصار الذي يشن على سورية اليوم أو بالمقابل من جهة معركة عض الأصابع الاقتصادية والصبر الحكيم التي تتقنه سورية معتمدا على تجربة التاريخ التي انتهت بانتصار سورية وتغلبها على الحصار فيما مضى. ومن باب الختامية المنطقية.. فإن النصر سيكون حليف سورية في هذه المعركة أيضاً..

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]