بعد تجربة الحرب.. الانتماء والولاء… أيهما أجدى للوظيفة العامة؟

الخبير السوري

كتب زياد غصن:

في هذه الأزمة…

كثيرون، ممن قضوا سنوات من حياتهم في السجن لأسباب سياسية، رفضوا التحالف مع الأجنبي، أياً كانت شعارات هذا الأجنبي وأهدافه من التدخل في الشأن السوري…

في هذه الأزمة…

كثيرون، ممن كان يُطلق عليهم “أبناء السلطة” ومستفيديها، غادروا البلاد خوفا على أموالهم وأعمالهم وبحثاً عن صفقات جديدة، حتى ولو كان ذلك على حساب دماء السوريين ومستقبلهم..

في هذه الأزمة…

سقط مبدأ “الولاء”، الذي كان بنظر البعض معياراً أوحد للمواطنة والعمل والتعيين والتنصيب، وبقي “الانتماء” الذي تخطى كل المصالح والحسابات الشخصية، وظل متمسكاً بالوطن ورسالته.

لذلك ما يجب أن يكون اليوم، هو أبعد من مجرد استعراض حالات، أو محاسبة أشخاص، أو إلقاء اللوم على قرارات سابقة.. وغير ذلك.

ما يجب أن يكون اليوم يتمثل في تبني فكر جديد يقوم على إرساء ثقافة الانتماء ونشرها في مؤسسات المجتمع كافة، وربما تكون الوظيفة العامة لدى مؤسسات الدولة إحدى أهم المجالات التي يفترض أن تلتزم بمعيار “الانتماء”… لا “الولاء”.

بالانتماء، تتاح الفرصة للكفاءات والخبرات أن تعمل وتنتج وتبدع في مؤسساتنا العامة، فلا تتعرض للتهميش والتجميد، كما يفعل عادة من يدعي “الولاء” لغايات ليست بصالح المؤسسة والدولة بشيء.

بالانتماء، تكون مصلحة المؤسسة هي الأهم والأولى، وليست المصلحة الشخصية والمنافع الخاصة كما هو الحالة في حالة “الولاء”..

بالانتماء، تتحول المؤسسات العامة إلى “مولدة” كفاءات وخبرات في مختلف الاختصاصات والمجالات، لا إلى مؤسسات “طاردة” للكوادر البشرية والعقول المبدعة..

لكن كيف يمكن تغليب “الانتماء” على “الولاء” في الوظائف العامة؟.

ليس مطلوباً من أحد أن ينفذ إلى “قلوب” العاملين والمتقدمين إلى الوظائف العامة، ليعرف إن كانوا مخلصين للوطن أو مخلصين لمصالحهم..

إنما يكفي الانحياز لمن لديه الرغبة بالعمل، لمن يملك الخبرة والكفاءة، لمن تتوفر فيه الشروط والمؤهلات، لمن “قلبه” على المؤسسة..

يكفي ألا يتم وضع معايير أخرى غير مهنية أو غير علمية لاختيار العاملين، وتفضيل بعضهم على بعض، وتذكية المرشحين واختيار أصحاب المناصب والمسؤوليات…

يكفي أن نبحث عن الأجدى للوظيفة العامة.. وللمؤسسة… ليكون الانتماء معيارنا.

سيرياستيبس

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]