جمال الخاشقجي و فلاشة (علي الشعيبي)

الخبير السوري:

مات جمال الخاشقجي مقتولاً، غير مأسوف عليه، و هو الذي كان يرى في تقطيع داعش لرؤوس الجنود السوريين ضرورة للتأثير على معنويات النظام…!!

هاهو اليوم مقطوع الرأس كضرورة للتأثير على معنويات الذين لا يوافقون على سياسات محمد بن سلمان.

لم يكن جمال الخاشقجي ثورياً، و لا صاحب نظرية، فقد كنت أقرأ مقالاته في جريدة الحياة طوال عقد التسعينات و حتى بداية الأزمة السورية، و لم يكن في كل ما كتب سوى بوق سعودي ذي قلم سيال بحسب التوجيهات الملكية، أسوة بباقي الصحفيين الذين يعملون في الصحف السعودية من جنسيات مختلفة.

الخاشقجي، في الحقيقة، استخدم علاقته بآل سعود ليكون لسان حال الإخوان المسلمين في الإعلام السعودي، و قد نجح في أن يكون بوق الأخوان المسلمين في صحراء الوهابية التي تسعى إلى مد نفوذها الصحراوي إلى كل الحواضر المتاخمة و غير المتاخمة،و ربما كان ذلك هو الذي أدى إلى مقتله.

و لأن الخاشقجي بوق أخواني فقد اهتم الزعيم الفعلي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين (رجب طيب إردوغان) بمقتل الخاشقجي، و هو يريد توظيف هذه العملية في سياق الصراع التركي-السعودي، أو الأخواني-الوهابي على التوسع و النفوذ،و بالتالي الحصول على المكاسب الاستراتيجية القصوى قدر الإمكان.

مقتل الخاشقجي يثير ضجة إعلامية، و لن يتجاوز الأمر حدود الحملات الإعلامية بين تركيا و السعودية، و لن يتم إيجاد القاتل الحقيقي للخاشقجي، لأن المطلوب تجهيل القاتل من أجل توسيع مروحة المتهمين، و من ثم التركيز على متهم واحد يكون نتيجة لتسوية تركية-سعودية برعاية أمريكية.

تذكروا مقتل سمير القصير، و جبران تويني، و وليد عيدو و آخرين في لبنان، حتى الآن لم يتم إظهار القاتل من أجل الاستمرار باتهام سورية. و هذا ما سيحصل في مقتل الخاشقجي الذي من غير المستبعد اتهام سورية بمقتله..!!

قد يتم التلميح لدور خطيبته(خديجة جنكيز)، أو أشخاص آخرين، تماماً كما تم التلميح لدور جيزيل خوري في مقتل سمير قصير إثر اكتشافها لخياناته مع نساء أخريات.

مقتل الخاشقجي سيكون مناسبة لشركات العلاقات العامة في الولايات المتحدة للحصول على أموال جديدة من السعودية و ذلك لتبيض سمعة العائلة الحاكمة ، كما حصل بعد أحداث /11/ ايلول، و بعد صدور قانون جاستا. و قد اعتاد آل سعود على شراء السمعة بهذه الطريقة عند حصول أي حدث إرهابي تتهم فيه السعودية.

فظاطة دونالد ترامب تتوافق مع حماقة بن سلمان.. و النتيجة هي أن الأموال السعودية لن تكون إلا للولايات المتحدة بشكل مباشر، أم بشكل غير مباشر من خلال تمويل السياسات العدوانية لواشنطن في العالم.

الخاشقجي مقتولاً.. هذا يعني أن الصحفيين الذين يعملون في الصحف السعودية عليهم أن يتلمسوا رؤوسهم، و يكتبوا ما يبيض صفحة آل سعود، و إلا فإن مصير الخاشقجي بانتظارهم.

فهل نشهد مصيراً مشابهاً لصحفيين أمثال :عبد الوهاب بدرخان، جهاد الخازن، إبراهيم حميدي وغيرهم من الكتبة في صحيفة الحياة، و صحف سعودية أخرى؟

هل يمكن أن يشمل هذا المصير إعلاميين في وسائل إعلامية أخرى مناهضة للسعودية، مثل قناة الجزيرة؟ هل نشهد مصيراً مشابهاً لفيصل القاسم و أمثاله؟

و ماذا عن بعض المعارضة السورية التي انتقلت من الحضن السعودي إلى الحضن التركي ، أو القطري؟

إن كشف و معرفة قتلة جمال الخاشقجي سيكون أمراً أصعب من معرفة محتويات فلاشة علي الشعيبي التي ستبقى سر الأسرار إلى أن ينطق بالشعر..حمار.

عن صفحة الدكتور يحيى زيدو

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]