فوبيا الديمقراطية السورية و أسرار الحبر الأسود ؟؟!!

ناظم عيد – الخبير السوري:

لعلنا لا نبالغ بوصفها “لطخة الديمقراطية” تلك العلامة الفارقة التي كادت أن تلتهم رأس  إصبع كل ناخب أدلى بصوته في انتخابات المجالس المحليّة، التي جرت و أعلنت نتائجها الأسبوع الفائت.

بعضهم تندّر ووصفها بالأثر الأسود للديمقراطية، و آخرون وجدوا فيها فرصة للمزايدة الوطنية والاستعراض، فاستهلكوا نصف العبوة الموضوعة على طاولة لجنة التنظيم، متمنّين لو أن للأصابع أفواه ترشف المزيد والمزيد، لتبقى العلامة يجوبون بها المكاتب طيلة تلك الليلة الانتخابية الطويلة من الصباح حتى الثانية عشر ليلاً، أوليس للأصوات أصابع تلتقط وتصافح وتلغبص وفق مقتضيات الظرف والموقف؟؟

إلّا أن آخرين فرّوا متسللين حيث تقبع صناديق الديمقراطية المحليّة في أبهاء المباني الحكومية، ليس فراراً سياسياً بل بدوافع أخرى لن تصدقوها، لا هم أباحوا بها ولا القائمين على إعداد عدّة الانتخابات انتبهوا لها، إنها أسباب تتعلق بالمظهر والشكل و بتلك البقعة السوداء والزرقاء التي “تقضم” رأس الإصبع وتبقيه في الجيب أو “ثغور المواراة والمواربة” لبضعة أيام ريثما يفعل الزمن فعلة في إزالتها، فهي على الأقل تتطلب 5 أيام أو أسبوع.

هؤلاء ليسوا كهواة الاستعراض الذين أكثروا من التلويح بأصابعهم “الموشومة آنياً”، هم على العكس تماماً لا يحبون النفاق و لا يكترثون لمن ترحل نظراتهم مباشرة نحو سبابة من يلتقونه، لا مشكلة لهم في ممارسة ديمقراطيتهم أو ما نسميه حقهم الانتخابي، مشكلتهم في “لطخة الديمقراطية السوداء”، شكلاً وليس مضموناً.

المراقبون يجزمون بأن نصف الصبايا والنساء – طالبات وموظفات – ممن لم يدلين بأصواتهن، هربوا من هذا التشوه البصري الذي يحدثه “الحبر العلني “، و مثلهم معظم الشباب و إن بدرجة أقل…فلماذا نحدّ من الإقبال على الصناديق لهذا السبب الذي يعبر عن قلّة حيلة وتدبر لأمر الانتخابات ؟؟

أليس من طريقة أخرى أظرف و ألطف و أنظف؟؟..جربنا يوماً البطاقة الانتخابية فلماذا ألغينا التجربة..هل هي التكاليف؟؟

لا بأس بلا بطاقات..لماذا لا نلجأ إلى التكنولوجيا والاتصالات عبر برنامج غير معقّد، يعتمد البصمة و الباركود والماسح الضوئي بدلاً من الحبر و الكلينيكس و “السباحة” في عبوات الحبر الأسود؟؟

هل يبدو هذا الحلّ معقّد وصعب؟؟

هامش: بجانب صناديق الاقتراع في مداخل المؤسسات الحكومية، يدخل ذات الموظف المقترع يمسح الحبر عن أصبعه، ويتجه للباركود لتوثيق دخوله إلى مؤسسته الكترونياً..مفارقة تستحق التفكير والتساؤل: لماذا نصرّ على ممارسة حقنا الانتخابي “على الحطب أو الفحم” ؟؟؟

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]