سورية والتوجّه شرقاً وأوسيتيا الجنـوبية؟!

أ.د. حيان أحمد سلمان:

نقول وبكل ثقة إنه أضيفت دولة ارتكاز جديدة داعمة لتوجه سورية شرقا،ً كما وجّه السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد, ويتجلى هذا في سعي كل من سورية وجمهورية أوسيتيا الجنوبية وعاصمتها (تسيخانفلي) التي لا تزال تتعامل بالروبل الروسي لأنها كانت جزءاً مهماً من الاتحاد السوفييتي, ومعروف أن روسيا ورثت الاتحاد السوفييتي السابق, وعلى هذا الأساس نظمت أوسيتيا الجنوبية استفتاء عاماً تم بموجبه التصويت على استقلالها عن جورجيا, وشارك في الاستفتاء أكثر من 95% من الشعب الأوسيتي الجنوبي, وبلغت نسبة المؤيدين لاستقلال أوسيتيا الجنوبية عن جمهورية جورجيا أكثر من نسبة 92% من الشعب الأوسيتي الجنوبي, وتم هذا بحضور ممثلين عن دول متعددة ومنها مثلاً (السويد وبولندا والنمسا وألمانيا وبمشاركة /34/ فريقاً دولياً…إلخ , وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الجمهورية تقع في الجانب الجنوبي من القوقاز وتفصلها الجبال الشاهقة عن أوسيتيا الشمالية في جمهورية جورجيا, وهي بلاد جبلية واقتصادها يعتمد على الزراعة وأهم منتجاتها (الحبوب والفاكهة والكروم والتصنيع للأخشاب وعدد من المنشآت الصناعية الأخرى), ورغبة في تعميق العلاقة بين سورية وأوسيتيا الجنوبية زار مؤخراً الرئيس الأوسيتي سورية مدة /3/ أيام والتقى كبار المسؤولين السوريين، وفي مقدمتهم السيد الرئيس بشار الأسد, وخلال الزيارة تم توقيع الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية، وفي مقدمتها الاتفاق على التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وفتح سفارات لكل منهما في البلد الثاني, وبالمناسبة كانت روسيا أول الدول التي اعترفت بجمهورية أوسيتيا الجنوبية في شهر آب عام 2008, وخاصة بعد الاعتداء الجورجي عليها ولاسيما أن أغلبية سكانها من الروس, ومن ثم تم الاعتراف بها من قبل العديد من دول العالم, واعترفت سورية باستقلال هذه الجمهورية وسيادتها على أرضها في تاريخ 29/5/2018وهي أول دولة عربية تعترف بها, وقد تم الاتفاق على أن يأتي رجال أعمال وشركات من أوسيتيا الجنوبية إلى سورية للمشاركة في إعادة الإعمار والبناء, وأكد الرئيس ألأوسيتي تضامن أوسيتيا الجنوبية مع سورية ضد الإرهاب الدولي وحق سورية في سيادتها على كامل أرضها, وهذه الاتفاقيات ستدعم الموقع الاقتصادي والسياسي والجيوسياسي لكل من البلدين على الساحة العالمية, ولكن كان من اللافت للنظر النفاق السياسي الذي مارسته الدول الغربية كعادتها من موقفها الرافض لاستقلال هذه الدولة، وخاصة دول الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي وغيرها, وهنا نتذكر موقف هذه الدول من العديد من الحركات المشابهة مثل انفصال جنوب السودان عن السودان؟!, وقد تم تأييده قبل الإعلان عنه رسمياً؟!, علماً أن أغلبية الأوسيتيين الجنوبيين يدعون لانضمام بلادهم إلى الاتحاد الروسي, وقد أكد الرئيس الأوسيتي الجنوبي ذلك من خلال قوله إن [جمهورية أوسيتيا الجنوبية يجب أن تكون جزءاً من روسيا, إنها وطننا التاريخي, ونحن نعيش خارج روسيا منذ 80 عاماً، ولكن اليوم يجب أن نكون ضمن روسيا، لأن مواطنينا هم أيضاً مواطنو الاتحاد الروسي، ويرتبط اقتصادنا بروسيا، وتمول الرواتب والبرامج من الميزانية الروسية , ومن هنا نقول: إننا في سورية في أمس الحاجة لتعميق كل العلاقات مع هذه الجمهورية الناشئة, وإنها يجب أن تكون نقطة ارتكاز لتعزيز التوجه شرقاً, وهذا يتطلب تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية معها ومع كل الدول الشرقية, وأن يكون هذا مقدمة للانضمام إلى مجموعة البريكس ومنظمة شانغهاي ودول الاتحاد الأوراسي, وخاصة أن هذه الدول وقفت مع سورية خلال الحرب الظالمة على سورية التي ترافقت مع عقوبات وحصار اقتصادي لم يشهدهما التاريخ, و لهذه الدول رغبة كبيرة في المشاركة في إعادة إعمار سورية, فهل نسرع الخطا والإجراءات لتقوية العلاقات مع هذه الدول والتكتلات للإسراع في استقرار سورية وإعادة الإعمار والبناء وكسر الاحتكار والعقوبات, وأن ننطلق في ذلك من الدول الشرقية ومنها جمهورية أوسيتيا الجنوبية, نأمل ونرجو ذلك؟!.

 

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]