في رحاب معرض الكتاب ..نبض الحرف يتألق بعطـر التضحيات.. وكتب الفكر التنويري تتصدر

الخبير السوري:

هي الدورة الثلاثون, بعد انقطاع لعدة سنوات بسبب الحرب العدوانية على سورية, وما بين الانقطاع والعودة إلى عبق الحرف وربوع مكتبة الاسد، حيث المقولة الخالدة للقائد المؤسس حافظ الأسد (الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية) وما كنا يوما ما إلا صناع معرفة وعلم وعطاء,,ا‏‏ي ثقافة وعلم لايكون في خدمة الانسان فهو ركام لا معنى له, من هنا تنبع فلسفة القوة السورية في مواجهة العواصف والانواء, وعلى الرغم من كل ما جرى, دمشق صهرت كما الذهب الغالي فما احترقت, بل اتقدت وزادت نقاء.‏‏

في دمشق نعم ينام الغريب على ظله على الرغم من أكثر من عشرة آلاف قذيفة أرادت أن تغتال عطر الياسمين، وفي دمشق واثقون من غدنا,ونعي ما كان عليه أمسنا, في دمشق ومن دمشق: ندين بدين الحب أنى توجهت ركائبه..‏‏

المعرض الثلاثون في دورته هذه يزداد ألقا, النصر مؤزر والحرف يكبر ويكبر, والجميع مهموم بنجاح هذه الدورة, حديث الجميع أن الكتاب يعود متألقا, بهيا, نديا وعلى مقربة منه سيكون معرض دمشق الدولي, أكثر من 200 دار نشر سورية وعربية تشارك بجديدها هذا العام, وربما لو اتيح المجال للسنوات السابقة من الاصدارات لتجاوز الرقم المئتين, وهذا يدعونا لأن نقترح إقامة معرض للكتاب القديم فيما بعد.‏‏

وبالمناسبة, جف حبرنا ونحن نكتب عن ضرورة إقامة سوق للكتاب القديم مقابل المتحف على الرصيف الذي تيبست أشجاره, وخلفه امتلأ فرع بردى بالنفايات والقاذورات, وعلقت على حدائده أكوام من الأكياس التي لا أحد يعرف ما في داخلها, ولنا عودة لها وللسوق.‏‏

يرافق المعرض نشاط ثقافي منوع ومكثف وجدي, صحيح أن الإعلان عنه تأخر قليلا, لكن هذا لاينفي أن يكون ثرا غنيا بما يقدمه, ما بين الفني والثقافي والسياسي, وفيه قدرة على التجديد عما كان سابقا, واللافت تظاهرة سينمائية للافلام الجديدة, خطوة تحسب لوزارة الثقافة.‏‏

كتب تقرأ‏‏

من خلال المتابعة للاصدارات السورية, سواء التي تقدمها الهيئة العامة السورية, أو دور النشر الخاصة, وبعض ما يجود به اتحاد الكتاب العرب وسنحاول رصد عناوين مهمة تعني القارىء السوري بالمتابعة, وهي من صلب الواقع الذي نعيشه, بمعنى آخر أنها تضيء عليه, تفسره، تشرحه, في جناح الهيئة العامة السورية سيجد القارىء والمتابع أكثر من 100 عنوان جديد لهذا العام فقط, ناهيك عما سبقه لمدة عامين أو اكثر, ومن هذه العناوين:‏‏

(استعباد العالم)، تأليف: فالنتين كاتاسونوف، ترجمة: د. إبراهيم استنبولي, يكاد هذا الكتاب أن يكون تأريخاً للربا ودور اليهود في هذه المهنة قديمة العهد.‏‏

تطور الربا الذي كان يقوم به شخص إلى صناعة عامة تعمل فيها المصارف التي أخذت تهيمن على العالم، يختفي في خزائنها المردة الحقيقيون الذين يتحكمون في هذه المرحلة من تطور رأس المال بقوة العمل العالمية – إنها مرحلة هيمنة رأس المال المالي على كل مفاصل عملية الإنتاج من ألفها إلى يائها.‏‏

هل يشهد العالم أعلى مراحل الرأسمالية؟ هذا سؤال برسم عملية التطور الاجتماعي التي تواجه تغوّل رأس المال على كل مجالات الحياة العامة، وتهديده للأمن والسلام الدوليين.‏‏

(الاتحاد السوفييتي من النشوء إلى السقوط)، تأليف: سيرغي قره – مورزا، ترجمة: د.شوكت يوسف.‏‏

مؤلف هذا الكتاب باحث معروف على نطاق واسع بخصوص المرحلة السوفييتية، شملت أعماله شتى جوانب الاتحاد السوفييتي، مدعومة بكم وافر من المعطيات الموثّقة.‏‏

في هذه الدراسة يتناول قره – مورزا العوامل الداخلية والخارجية التي أوهنت الاتحاد السوفييتي وأدت إلى أزمة ثمانينيات القرن الماضي، مع تركيز الاهتمام على مسألة رئيسة: هل كان انهيار الاتحاد السوفييتي كارثة حتمية، ونتيجة سياسات وحسابات خاطئة للقيادة السوفييتية، أم حصيلة مؤامرة كبرى شارك فيها ممثلو «نخبة» عالمية ومحلية؟‏‏

الدولة السوفييتية، التي عاشت نحو سبعين عاماً، تجربة تاريخية رائدة مثّلت مقطعاً هاماً في مسيرة البشرية؛ وكتابنا دراسة تحليلية شاملة لهذه التجربة ومقاربة موضوعية لاستيعاب دروسها – ما لها وما عليها.‏‏

إنها قصة الاتحاد السوفييتي من النشوء إلى السقوط، مع الإشارة إلى السبيل الذي يمكن أن يُفضي إلى «قيامة» روسيا الحالية، ومن ثم استعادة دورها كقوة عالمية عظمى.‏‏

وفي جناح دار التكوين سيجد القارىء مجموعة مهمة جدا مثل: موسيقا الحوت الأزرق, وبيروت ثديا للضوء لأدونيس وأعمال فراس السواح كاملة, إضافة إلى كتاب جديد يصدر له عن الدار قريبا سنشير إليه لاحقا, كما نجد جديد الشاعر وفيق سليطين (العالم الذي لم يعد هناك), ولعابد اسماعيل: أشباح منتصف النهار.‏‏

أما في دار صفحات فالقارىء أمام خيارات كثيرة للاطلاع على حكمة الشرق والكتب المقدسة التي صدرت منها عشرات الاجزاء نذكر منها: ابستاق كتاب زرادشت المقدس دراسة مقارنة للدكتور منذر الحايك.‏‏

نشاط ولكن‏‏

صحيح أن النشاط ثر وغني ومهم جدا ولكن دائما ثمة من يهمل الجانب الإعلامي فيه, فالاعلام لم يعد ناقلا للخبر فقط, إنما شريك في الحدث وصانع له, ومن يظن أننا فقط كاميرات التقاط مخطىء, الامر ابعد, من هنا كان على ندوة (صناعة الكتاب ومستجداتها) أن تضيف محورا حول دور الاعلام في صناعة الكتاب ونشره وترويجه ومناقشته, فصناعة الكتاب أحد أجنحتها الإعلام, فلنناقش دوره بكل ما له وما عليه.‏‏

ومن ثم شخصية العام التي اختيرت وهي مهمة جدا, هل يكتفى بمحاضرة واحدة عنها, ويلاحظ غياب دور اتحاد الكتاب العرب عن المشهد, ومن الجدير بالذكر التنويه إلى اهمية الامسية الشعرية للشاعر نزيه أبو عفش..‏‏

وبكل الأحوال, شكرا لوزارة الثقافة, ومكتبة الاسد, والناشرين السوريين, وكل من يعمل لفكر تنويري قولا وتنفيذا وليس شعارات.‏‏

 

 

الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]