تخطيط حكومي لتحويل الريف السوري إلى “منتجعات” سياحية..

 

حظيت قضية الحد من التشوه العمراني والبصري..، بكثير من اهتمام الحكومة وخاصة بعد الجولات الميدانية في محافظتي طرطوس واللاذقية ذات الصفات والمزايا السياحية، وآخر ما حرر في هذا السياق ترأُس وزير السياحة بشر يازجي اجتماعاً موسعاً للوقوف على حيثيات هذه القضية في محاولة للحد منها قدر المستطاع في الأرياف السورية. وذلك بحضور الشركاء المعنيين بالمعالجة. إذ أوضح يازجي أن عقد هذا الاجتماع جاء وبشكل ملح لإيقاف التشوه العمراني والبصري، من خلال وضع معايير وأسس للحد من هذا التشوه عبر إحداث مدن سياحية جديدة ووحدات إدارية مختصة بالتعاون مع الشركاء ضمن برنامج “سورية أجمل”، مؤكدا إطلاق ورشات عمل تفصيلية لا تتوقف لوضع نظام ضابطة للبناء بشكل شاقولي وتصورات عمرانية حديثة وخلق نقاط جذب وبناء الريف السوري بشكل لائق والحفاظ على هويته والمناطق الخضراء فيه.

رؤى

ولفت يازجي إلى أن التخطيط الصحيح يسبق الاحتياجات لوقف كافة العشوائيات والتشوهات العمرانية والبصرية، وهذا يتطلب الدخول بكافة التفاصيل من أجل “سورية أجمل” بدءا من تصنيع أو استيراد مواد الإكساء والمواد الأولية، وانتهاء بتدريب المعنيين في الوحدات الإدارية السياحية أولا، كاشفا عن ورشات عمل تخصصية في كافة المحافظات ومع كافة الشركاء، لوضع الرؤى في المناطق السياحية، وكذلك وضع خطة توسع جديدة بالمدن السياحية في المناطق ذات المقومات السياحية وبرؤى تخطيطية وعمرانية تستهدف إقامة تجمعات منظمة عمرانيا ونقاط جذب ونشاطات سياحية .

تشاركية

معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة لشؤون الأراضي لؤي خريطة، بين أن هذا الاجتماع خطوة نحو إقامة مدن سياحية في الأرياف السورية التي تحمل المقومات المطلوبة، للوصول إلى منتج نهائي سياحي، وذلك بالتشاركية مع كافة الجهات المعنية وأجهزتها لتطوير وإنشاء المدن السياحية، مشيرا إلى الاعتماد على مبدأ البناء العامودي متعدد الطوابق وعدم تجاوز المناطق الخضراء التي تعطي جمالية لهذه المناطق.

تجميل

ومن جهتها لفتت معاون وزير الأشغال والإسكان المهندسة راما الظاهر، إلى أن الوزارة تقوم بمناقشة واقع المدن الساحلية والمناطق الريفية لإعادة إعمارها بطريقة جاذبة للاستثمار السياحي وتجميل الواقع الحالي، مضيفة أن دور الوزارة هو الإشراف على المخططات ووضع الأسس بطريقة مرنة للمحافظة على هوية المنطقة والنظر للاستثمارات الممكنة والحرف القائمة، وسيتم وضع ضابطة للبناء ضمن ارتفاعات معينة.

عزل

وعن دور نقابة المهندسين في هذا الموضوع أكد نقيب المهندسين المهندس غياث قطيني قيام النقابة بدراسة الرخص من الناحية المعمارية والإنشائية ونماذج المدن الريفية والمواد المستخدمة في البناء الموجودة في المنطقة والعزل الحراري والطاقات المتجددة، وذلك من خلال المكاتب الهندسية، والاستفادة من المواد المدورة الناتجة عن عمليات الهدم في بناء البيوت بشكل حضاري.

أما نقيب المقاولين المهندس محمد رمضان، فبين أهمية دور النقابة في تنفيذ المشاريع التي تطرحها الدولة، معلنا استعدادهم لتنفيذ كافة المقترحات التي ستتم بين النقابة وكلية الفنون الجميلة والعمارة، كما سيتم التعميم على المقاولين لتنفيذ توصيات ورشات العمل التي تهدف إلى الحد من التشوهات العمرانية.

كما أكدت الدكتورة عبير عرقاوي نائب عميد كلية العمارة بحثهم عن هوية عمرانية تحمل الثقافة السورية والنسيج العمراني الجميل وفق خصوصية المكان ومواد ونمط البناء وفق رؤى جديدة تعكس هويتنا وحضارتنا وثقافتنا من خلال الصورة العمرانية الجديدة، لافتة إلى أن طلاب كلية العمارة تطرح مشاريع تخرج ومشاريع دراسات عليا حول إعادة الإعمار بطرق حديثة.

وتم خلال الاجتماع عرض تقديمي حول رؤية بناء البيت الريفي ومقترحات ورش العمل القادمة والإجراءات اللازمة للتنفيذ وشرح عن نمط السياحة الريفية.

دمشق- قسيم دحدل

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]