البعد الشعبي..بقلم: معد عيسى

 

 

اكتسبت زيارة رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس الى طرطوس صفة الشعبية بامتياز، وهذه الصفة انتزعها من خلال جولاته على كافة المناطق في المحافظة واصراره على لقاء كافة الفعاليات وتوقفه في الطرقات وسماع ذوي الشهداء والجرحى

المهندس عماد خميس الذي رفض منح أي إعانة للوحدات الإدارية إذا لم تقدم دراسة أو رؤية استثمارية لمشاريع وخطط تنموية للمنطقة بكاملها كان اعد هو رؤية كاملة لكل منطقه ولكل تفصيل في الزيارة بدءاً من لقاء الاعلاميين في بداية الزيارة ودعوة صفحات التواصل الى هذا الاجتماع مروراً باستهداف حالات انسانية محددة في عدد كبير من القرى وصولاً الى معرفة المشاريع المناسبة بعينها لكل منطقة.‏‏

الجولة انتهت بإطلاق عدة مشاريع ولكن ما ميزها التركيز على القطاع الزراعي انطلاقاً من طبيعة المحافظ وحيازاتها كما ركز على طبيعة المحافظة السياحية حيث طلب من الجهات الخدمية الاهتمام بالبنى التحتية من طرقات ومياه وكهرباء والتي تعتبر اساساً لاستقطاب الاستثمارات السياحية والتي تتوفر لها ارضية واسعة في المحافظة سواء كانت طبيعية او تاريخية.‏‏

ما كان لافتاً في الحوارات التي دارت بين السيد رئيس مجلس الوزراء والمجتمع الاهلي والقائمين على ادارة الشأن العام معرفته بتفاصيل الخلل والتقصير في كل منطقة وهو ما سيُبنى عليه لاحقاً في المرحلة القادمة سواء لتقييم الادارات وتكليفها او لناحية تمويل المشاريع واقرارها واعتمادها.‏‏

الشأن الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي كان له النصيب الاكبر في الجولة من خلال التركيز على دعم زراعة التبغ ومراجعة الاسعار واعادة احياء تربية دودة الحرير وتشجيع مربي الثروة الحيوانية والدواجن لإقامة مشاريع صغيرة يتم تمويلها بقروض من الجهات ذات الشأن مع ايجاد تصنيع لمنتجات هذا القطاع وتأمين التسويق لها ايضاً.‏‏

الجولة رسمت آمالاً كبيرة لدى ابناء المحافظة واعطت انطباعاً جيداً عن ملامسة الحكومة لمعاناتهم كما حددت مواقع الخلل وسبل اصلاحها حتى ان الكثيرين ممن تحدثوا خلال اللقاءات كانوا يعتذرون عن طروحاتهم لمعرفتهم بالامكانات المتاحة لدى الحكومة ولا سيما ذوي الشهداء والجرحى وكان منطلقهم في ذلك الانطباع الذي تركه عند كل فرد منهم رئيس الحكومة بسماعه لكل شخص وتوقفه على الطرقات والنزول الى الحقول ووضوحه في التعاطي مع من التقاهم في كل المواقع.‏‏

الزيارة الحكومية الى محافظة طرطوس طال انتظارها ولكن النتائج المتوقعة كبيرة لأن المطالب لم تتعد الانصاف في مكان ما من فساد وتقصير القائمين وتأمين ابسط متطلبات الحياة اليومية وفقاً للامكانات التي تقدمها الدولة مع عدالة في توزيع المخصصات على المناطق لأن الاهواء والمحسوبيات تذهب بمخصصات الارياف الى مراكز المدن التي كانت تقتصر جولات المسؤولين عليها واستبعاد الارياف من اي اهتمام عدا عن محسوبيات المناطق داخل المحافظة.‏‏

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]