وزارة الزراعة “تعترف” …تقهقر أعداد الثروة الحيوانية في سورية..

 

دمشق – الخبير السوري

ثمة عوامل موضوعية أدت إلى تراجع أعداد الثروة الحيوانية منها ارتفاع تكاليف تربية المواشي، وعدم قدرة المربين على الانتقال بقطعان مواشيهم إلى مناطق الرعي المناسبة، وخروج أكثر من 73 مركزاً للأعلاف من الخدمة من أصل 123 مركزاً، إضافة إلى خروج مراكز تجفيف مادة الذرة الصفراء جميعها من الخدمة التي كانت تؤمن رصيداً جيداً من مادة الذرة الصفراء لإدخالها بالخلطات العلفية.

وتشير تقارير وزارة الزراعة إلى خسارة أعداد كبيرة من الماشية نتيجة عدم توفر الأعلاف وانتشار الأمراض بين القطعان كالحمى القلاعية والجدري في ظل غياب اللقاحات وضعف التحصينات الوقائية وعدم القدرة على إيصالها إلى معظم مناطق تربية المواشي، إلى جانب نقص المحاصيل الزراعية التي تدخل في وصفة علف المواشي كالشعير والبقوليات، وفقدان الأسمدة والأدوية ونوعية البذار السيئة، وأشار تقرير  حديث الصدور إلى أنه ورغم سعي الحكومة الدائم إلى إيجاد أعلاف بديلة للمواشي إلا أن تلك الكميات لا تؤمن إلا ربع الكمية التي يحتاجها المربين  مع تقلص مساحات الرعي.

وبحسب التقرير فإن عمليات التهريب للمواشي كالأغنام والأبقار إلى المناطق المجاورة  ساهم في  تراجع كبير في الكميات الموجودة، مما أدى لارتفاع أسعارها في السوق المحلية، حيث ارتفع  سعر رأس الغنم من 10 آلاف إلى 50 ألف ليرة سورية، وقفز سعر رأس الماعز قفز  إلى  42 ألف ليرة، أما سعر الأبقار والعجول فقد تأرجح ما بين 300 إلى 600 ألف ليرة للرأس الواحد بحسب أوزانها وفتوتها وإنتاجيتها، وأدت الطرق الإنتاجية التقليدية المتبعة في القطاع الحيواني إلى زيادة في الانخفاض وخسارة اقتصادية ومالية اثر على الاقتصاد الوطني، مما دفع للإسراع في الإجراءات التي وضعت في قائمة المهام المطلوبة لدعم القطاع الحيواني بدءا من العمل على توفير المقنن العلفي اللازم للثروة الحيوانية بالكمية والسعر المناسبين وعلى مدار العام، وضمان قيام المربين بإنتاج حاجة السوق المحلية من المنتجات الحيوانية وخاصة اللحوم والبيض والحليب لتغطية الطلب المحلي وسد الفجوة الحاصلة.

وأوضح التقرير أهم الخطوات التي يجب إتباعها حاليا لاستدراك التراجع الحاصل للثروة الحيوانية وخاصة تلك التي تتعلق بدعم برنامج الترقيم الوطني للثروة الحيوانية، ووضع سجل للقطيع، وتوفير قواعد خاصة لمراقبة الأداء لتحسين إنتاجية الوحدة الحيوانية، وحصر أعداد القطعان، وتتبع الوضع الصحي ومتابعة تنقلها وتأمين حاجاتها من الأعلاف واللقاحات، و تصدير المواشي بما يتماشى مع  إجراءات اقتصادية سليمة لا تشكل ضرراً بأعداد القطعان أو كميات المنتجات المطلوبة للسوق المحلية، بالتوازي مع تكثيف برامج التحصين الوقائي وتقديم كافة اللقاحات اللازمة وإيصالها لجميع مناطق إنتاج الثروة الحيوانية في البلاد وبأسعار تشجيعية مدعومة تساعد المربين على تفادي انتشار الأمراض بين قطعانهم، ونقل معامل الأدوية المختصة بهذا القطاع للمناطق الآمنة ومناطق الإنتاج مع زيادة مخصصات المقنن العلفي وتقديم الدعم المالي اللازم للمربين بما يخفف عنهم جزءاً من الأعباء العالية لتكاليف تربية القطيع.

ميادة حسن

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]