كشفت لائحة اتهامات صدرت حديثًا عن محكمة فيدرالية أمريكية عن تورط النظام السوري المخلوع في شبكة إجرامية دولية معقدة تشمل عصابات مخدرات وتنظيمات مسلحة من عدة دول. حسب الوثائق، تنشط هذه الشبكة في تهريب مئات الكيلوغرامات من الكوكايين مخبأة داخل حاويات فواكه إلى ميناء اللاذقية في سوريا، مقابل استلام أسلحة متطورة من ترسانة نظام بشار الأسد.
وتتضمن التحقيقات التي جرت في المقاطعة الشرقية لولاية فيرجينيا شبكة تمتد من كولومبيا والمكسيك إلى لبنان وسوريا وكينيا، وصولًا إلى الولايات المتحدة، حيث يشارك في العملية جيش التحرير الوطني الكولومبي، الذي يُعرف بتصنيعه الكوكايين، ويرسل شحنات إلى الشرق الأوسط مقابل أسلحة قدمتها روسيا وإيران للنظام السوري السابق. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” هذه القضية المثيرة.
وفي قلب هذه الشبكة يقف أنطوان قسيس، لبناني الجنسية، مرتبط بشكل وثيق بالدائرة المقربة من نظام الأسد. وقد تم القبض عليه في كينيا الشهر الماضي وتسليمه للولايات المتحدة، حيث يواجه تهمًا بالإرهاب والتآمر عبر الاتجار بالمخدرات بهدف دعم تنظيم إرهابي أجنبي.
وكشفت التحقيقات أن قسيس وشركاؤه أليريو رفاييل كوينتيرو ووسام نجيب خرفان، اتفقوا في ربيع العام الماضي على خطة تتضمن إرسال الكوكايين إلى سوريا، ليقوم قسيس بتوزيعه في الشرق الأوسط، مقابل توفير الأسلحة لجيش التحرير الوطني في كولومبيا عبر معارفه السوريين. وكان كوينتيرو في كولومبيا وخرفان في المكسيك مسؤولين عن غسل الأموال وترتيب شحنات الأسلحة.
ورغم سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، بقي قسيس قادرًا على الوصول إلى مخازن الأسلحة التابعة للنظام، وسافر إلى كينيا للقاء مفتش سلاح من جيش التحرير الوطني، حيث وقع عقدًا لشحن حاوية مزيفة مخصصة للفواكه، لكنّها كانت تحتوي على 500 كيلوغرام من الكوكايين.
وأظهرت الاتهامات أن كوينتيرو أدار صفقات بملايين الدولارات لصالح اتحاد سينالوا و”جيش التحرير الوطني”، حيث حول الأموال عبر العملات المشفرة إلى خرفان، الذي بدوره حوّلها إلى نقد، وتم دفع مبالغ لطيارين في غينيا والمغرب شاركوا في عمليات التهريب.
ويذكر أن جيش التحرير الوطني الكولومبي تأسس في الستينيات، ويعتبر أكبر جماعة متمردة تشن حرب عصابات في كولومبيا، نفذت عمليات خطف وتفجيرات وأعمال عنف ضد المدنيين. وتشهد شمال شرقي كولومبيا حاليًا تصعيدًا في النزاع تسبب بنزوح آلاف السكان وزيادة التوتر مع فنزويلا.