وزيرة سورية سابقة تكشف خفايا ” لعبة” الدولار

 

الخبير السوري:

أكدت الوزيرة السابقة والخبيرة الاقتصادية الدكتورة لمياء عاصي، أن تراجع سعر صرف العملات الأجنبيّة في سورية حالة خاصة مرتبطة ببعض العوامل مثل شح السيولة الناجمة عن تقييد السحب النقدي من البنوك أو العوامل النفسية، كما حدث خلال الأيام الثلاثة الماضية، التي ابتدأت مع التسريبات برفع العقوبات خلال لقاء يجمع السيد الرئيس أحمد الشرع بالرئيس الأميركي، وتوقع تدفق المنح والمساعدات والاستثمارات.. فيما تكون التغيرات التي تحصل في سعر الصرف عادة مرتكزة على أحداث اقتصادية سواء ما يتعلق بزيادة الصادرات أو اكتشاف ثروات باطنية أو حدث سياسي له تأثير كبير على الإيرادات العامة للبلد.

وأضافت عاصي في تصريح لها نقلته صحيفة الحرية ” رحاب الإبراهيم”، أن استقرار سعر الصرف لفترات طويلة نسبياً يؤدّي حتماً إلى ازدهار اقتصادي وسيكون لمصلحة اقتصاد الدول بالطبع، ولكن شريطة أن يكون ذلك الاستقرار حصل بموجب عوامل اقتصادية وموضوعية من دون التدخل في عرض العملة المحلية من خلال تقييد السحب النقدي من البنوك أو وقف القروض أو أي إجراءات  من شأنها ضبط التدفق النقدي يشكل طبيعي.

وتبيٌن الدكتورة عاصي أنه في مثل حالة الاقتصاد السوري هناك تأثيرات كثيرة لانخفاض سعر الصرف (تحسن قيمة الليرة)، أولها أن العجلة الإنتاجية تعاني من مشاكل كثيرة منها ما يتعلق بتوفر مشتقات الطاقة وصولاً إلى قدرتها على المنافسة في ظل فتح الأسواق، إضافة إلى أن أسراً كثيرة باتت تعتمد على الحوالات الخارجية من أبنائها لتتمكن من تأمين مستلزماتها الأساسية، لذلك فإن انخفاض سعر الصرف يؤدي إلى أن مبالغ الحوالات المعتادة انخفضت ولم تعد تكفي للمصاريف الضرورية، كما أن الصادرات السورية إذا ارتفعت قيمة الليرة تصبح غير منافسة من حيث السعر وبالتالي يمكن أن تسجل انخفاضاً.

وتوضح وزيرة الاقتصاد الأسبق، أن التفسير الوحيد  لما حصل من تذبذب في سعر الصرف وانخفاضه، هو عمليات المضاربة المرتكزة والمستفيدة من العوامل النفسية التي خلفتها عملية رفع العقوبات عن سوريا، وبالتأكيد كل سوري يعتبر أن عملية رفع العقوبات حدث تاريخي مهم جداً والمأمول منه أن ينعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري بكل قطاعاته، ولكن جني ثمار رفع العقوبات اقتصادياً  يحتاج إلى وقت وليست آثاره فورية، وما يحصل في السوق الهدف الأساسي منه هو الربح السريع  والحصول على الدولار بسعر رخيص لا يعكس قيمته الحقيقية، سواء عن طريق الحوالات الخارجية أو التصريف للمدخرات ثم بيع الدولار بالسعر العالي عندما يرتفع.

[ جديد الخبير ]