كتب الدكتور عبدالقادر النعناع عميد كلية العلوم السياسية السابق في جامعة الزيتونة :
يرى هاكان فيدان أن “الوضع في سورية هش وخطير”، وهذا تصريح مهم، وخصوصاً في ظل “الوعود الهلامية” التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر التصريحات الرسمية وشبه الرسمية.
بداية، يفترض أن دول الجوار معنية باستقرار سورية، أو على الأقل عدم تحولها إلى منصة تهديد أمني لها، وهذا متفق عليه في حدوده الدنيا بين جيراننا الخمسة. لكن –وكما أرى– لن يرغب أي من هؤلاء الجيران أن يرى سورية دولة قوية ذات دور شرق أوسطي محوري، ومكانة إقليمية مهمة.
إذاً، فيدان يتحدث عن المستوى الأول، وهو أن سورية في وضعها الحالي تشكل خطراً، نتيجة ما تشهده من اضطراب أمني مستمر.
لكني أتطلع دوماً إلى المستوى الثاني: سورية القوية. وهذه لن تكون إلا بعد إنجاز المستوى الأول: الاستقرار، أولاً. ثم بالاشتغال على مقومات القوة، والتي لا يمكن أن تكون عبر إعادة إنتاج نظام استبدادي أو نظام ديني (لا عبد الناصر ولا خميني)، فهذه مرحلة ما عاد بالإمكان العودة لها.
إنتاج القوة هنا، فعل يعتمد على تعزيز الداخل من خلال توسيع دائرة #المشاركة إلى أقصى حدودها، وحبس #الأيديولوجيات في أقفاصها (كل الأيديولوجيات)، وسد مداخل القوى الخارجية التي تشتغل على الضد من فرضية “سورية القوية” من خلال أقنية الداخل السوري، وهذا كان واضحاً بالاستقواء الداخلي بإسرائيل أو أمريكا أو بطلب حماية خارجية، وبدعم خارجي لهذا الاستقواء.
بناء الدولة القوية (المأمولة)، مسؤولية طرفين معاً: حكومي يهيئ البيئة للمشاركة الواسعة ويطلق #الحريات، ثم يليه نخبوي يعمل على تعزيز مقومات #الدولة (الدولة وليس #السلطة). وإن غاب دور الطرف الأول، تحول الثاني إلى عمل مناهض للسلطة، ليدفع الطرفان المشهد نحو مزيد من الهشاشة.